اهتممت منذ زمن طويل بمسألة تطبيق المنهج المادى التاريخى على الاديان . وصادفت منذ عقود كتاب كارل كاوتسكى : اسس المسيحية الذى يعده البعض واحدا من اهم مائة كتاب فى العالم . وهو كتاب لازال يلقى التقدير رغم انصرام مايزيد عن قرن على كتابته . والكتاب لايتعرض للمسيحية فقط وانما لليهودية ايضا , وفى كل الاحوال فان الابحاث العلمية الاخيرة التى تابعتها حتى وقت قريب فى هذا المجال لم تنقض اطروحاته ومقولاته الأساسية . وقد ترجمته بوصفه منهجا يحتذى فى النظر للديانات الابراهيمية الثلاث اجمالا مقتفيا اثر من قال ان الترجمة هى ” تأليف بشكل غير مباشر” . ورغم ان الكتاب يتعرض لما تناوله بشكل علمى نقدى يحترم عقائد المؤمنين بالدينين الا ان الظروف التى احاطت ببلادنا قد دعتنى الى ارجاء نشره عدة مرات رغم انتهائى منه منذ زمن طويل. وقد افادتنى هذه الترجمة فائدة هائلة فقد كان على ان اقرأ مكتبة كاملة تتناول تاريخ هذه الفترة من نواح عدة بدءا بحضارات الشرق الادنى القديم حتى مخطوطات البحر الميت مرورا بالطبع بالتوراة باسفارها المعترف بها وغير المعترف بها ( الابوكريفا ) وكذلك التوراة والانجيل فضلا عن بعض ماورد عن المسيحية فى تراثنا الاسلامى فى فترات تاريخية حاسمة ( فترتا الغزو الصليبى , والخروج من الاندلس بكل مافيهما من مرارة ) . ولابد من التنويه الى ان ” الحقائق الدينية ” تتمايز عن الحقائق التاريخية . فالحديث عن شخصية يسوع عند المؤرخ الذى تعنيه المصادر التاريخية غيرها عند المؤمن بالمسيحية او الاسلام الذى يرجع فى هذه الحال الى القرآن والأناجيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق