قررت زينب التخلص من حياتها - بعد أن وصلت الوحشية بأخيها حد إصابتها بشكل بالغ في وجهها وأنحاء متفرقة من جسدها – بالانتحار بوضع كمية كبيرة من السم في كوب لين .. اقترب قطها برقة منها وكأنه يودعها .. فكرت في وضع لبن في طبق حتى يموت معها ولا يتعرض لبطش أخيها .. لعق الطبق مترددا كأنه يعرف مصيره .. مات علي الفور .. وعيناه الرقيقتان تنظران بأسي نحوها .. ألقت اللبن علي الأرض .. وهربت من المنزل إلي بيت عمها وطلبت منه أن تزوجه للأخرس .. استغرب عمها طلبها فهي من رفضته سابقا مهددة بالموت لو ضغطوا عليها. الأخرس يملك ورشة لتصليح السيارات .. بارع جدا حتى إن السيارات تصطف أمام ورشته بالعشرات ، ورغم ثراءه البالغ لا ترضي به أي فتاة بالحي .. حتى زينب امتعضت حين سمعت بأنه تقدم لخطبتها . طلب عمها منها أن تكرر طلبها حتى يتأكد مما تقول . قالت بعين منكسرة : زوجني منه .. قل له أنني موافقة .. أرجوك أي عمي . عاشت شهر عسل سعيد فقد كان الأخرس رقيقا معها ،عطوفا عليها ، لا يؤخر لها طلبا رغم أن التواصل بينهما صعب لأنها لا تجيد فهم لغة الإشارة . بالأمس وصل لدرجة الجنون عندما يطلب منها شيء و أحضرت له شيء آخر .. اخذ يصرخ ويشير إلي رأسها ، وخرج .. في الليل عاد وأغلق باب حجرته وجلس وحيدا طوال الليل دون حديث معها .. دخلت عليه محاولة مداعبته .. أشار إلي الباب بإصبعه فخرجت علي الفور .. في الصباح ، وبعد أن أفاق من غفوته .. وجدها بجانبه مبتسمة كالملائكة .. تشير لبطنها .. فرك عينيه غير مصدق .. أشارت مرة أخري ، وقلدت الأطفال .. فرح ، واخذ يرقص ، ويقفز في الشقة كالمجنون .. توقف فجأة وعلامات الحزين علي وجهه . سألته قلقة عن السبب ؛ أشار لإصبع يده الأيسر .. فهمت انه تزوج امرأة أخري ؛ تسمرت في مكانها وقت طويل .. متماسكة طلبت منه أن تعرف سببا لذلك .. فهمت من إشاراته انه تزوج خرساء مثله حتى تفهمه و يفهمها . تمنت لو شربت السم مع قطها .. لتتخلص من ذلك كله .
تأليف : محمد خطاب
اخراج : رمضان خضر
تأليف : محمد خطاب
اخراج : رمضان خضر