الخميس، 25 نوفمبر 2010

قصة قصيرة : خطوات أخيرة - محمد خطاب





                                
ثلاث خطوات .. خطوة .. اثنتان .. ثلاث .. اعدهما مرة أخري .. خطوة
استغرب ما أفعله بنفسي .. في قلب الشارع اقفز  كالأطفال وأنا  الرجل المسن .. نظرات الدهشه ترافقني اينما ذهبت .. خطئي اني لم أقدر سني .. والوقار في هذه المرحلة من العمر واجب .. أم أنه خطأهم استهانتهم بما يمكن للفرحة فعله بجسد نحيل ضعيف وقلب لم يبق من نبضاته إلا خفقات ضعيفة .. يحتار الدكتور في سماعها .. فينعتني بالرجل ميت القلب .. نعم مات قلبي منذ فارقت عملي وخرجت علي المعاش .. وحياتي تحولت الي نوم وخمول في انتظار الموت .. مر شهر اثنان وسنة وخمس سنوات ولم أمت
رفقائي في مشوار حياتي تتساقط  أوراقهم واحدة تلو الأخري و أنا لا أفعل شيئا مفيد سوي ذرف الدموع علي من ماتوا .. وأظل معتكفا في حجرتي ساعات في رحاب ذكرياتهم ماولا تذكر آخر ما قالوه أو فعلوه  في ساعاتهم الأخيرة علي كوكبنا قبل مغادرته .. ثم أخرج الي الشارع وأغسل همومي به .. أفاجا الناس بصراخ حاد .. يعقبه بكاء مرير ثم ضحكات بلهاء .. وبعدها أشتري ساندوتش الفول والطعمية .. أستلذ طعمه ناسيا كل شيء .. وبعدها أعد خطواتي الي المنزل متراقصا خطوة .. اثنتان .. ثلاثة
والسعادة تغمرني وفكرة أني أعيش علي كوكبنا.. وقلبي يدق حتي بنبضات ضعيفة لا تلتقطها سماعة الدكتور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق