السبت، 20 نوفمبر 2010

ضبط وإحضار د / ملحة عبد الله


                                

المنظر             :قسم شرطة في إحدى الضياع القريبة من العمران ونري فيه يجلس الشاويش    
                    وعلي كتفه علق أربعة شرائط وأمامه مكتب عريض ضخم وضعت عليه لافتة   
            الضابط النوبتجي وخلف المكتب وضعت بعض صور المشبوهين , أمام المكتب وضعت بعض المقاعد لجلوس ضيوف الضابط وفي الناحية الأخرى مقابل المكتب يوجد حائط وبه قفص للمتهمين ولافتة مكتوب عليها الحجز  يوجد عدة أفراد داخل القفص وعسكري يقف بالسلاح علي باب الحجز .يرن جرس التليفون علي المكتب يرفع الشاويش السماعة

 الشاويش       : الو ايوه يا محسن رد عليا ايوه أنا بحيري انت بتقول ايه عندك كام

                مشبوه

                 عشرين .. لا أنا عندي اكثر .. واستجوبتهم والا لسه .. مستني حضرة 

                    الضابط.. يا واد خلص يعني هيكون وراهم ايه ..
                      العسكري عبد  العال      
                   والعسكري عطية لاقوهم عند السكة الخربانة .. بتقول انت
                    لقيتهم فين عند 
                    الخرابة القبلية طيب يا محسن إذا عرفت حاجة عنكم اتصل بيا
                          قول لي
                  مع السلامة ( يضع السماعة ) واد يا مغاوري
العسكري       : ايوه يا فندم

الشاويش        : هات لي يا بني واحد من اللي عندك

العسكري       : انهي فيهم يا فندم ؟

الشاويش        : اللي قاعد جار الحيط

العسكري       : حاضر يا فندم ..( يدخل الحجز وهو ينادي ..) انت يا لوح
                   امشي انجر

                     قدام البيه اطلع بسرعة .. كن يا مسجون انت وهو

الشاويش        : تعالي يا اخويا .. انت مين بقي اسمك ايه ؟
المشبوه          : اسمي فيكتور
الشاويش        : فيكتور .. وعندك كام سنة يا سي فيكتور ؟
المشبوه           : عندي خمسمية
الشاويش        : بتتنطط عليا وتقول فوازير ما تقول عشرين وخلاص وبتشتغل ايه ؟
المشبوه           : أنا حاليا خالي شغل
الشاويش        : وكنت بتتنيل تشتغل ايه ؟
 المشبوه         : أنا مستني حضرة المأمور
الشاويش        : بقي جنابك مستني المأمور وعايز المأمور في ايه ؟
المشبوه : موضوع مهم
الشاويش        :وايه هو الموضوع المهم
                  ( المشبوه لا يرد )
الشاويش        : يعني مش عايز تتكلم قدامي ما هو مش ممكن هتتعرض
                    علي المأمور إلا لما

                    اعرف أنا الأول انت جاي في ايه

المشبوه : أنا عايز المأمور في شكوي
الشاويش        : وعايز تشتكي مين
المشبوه : بني آدم
الشاويش        : يا سلام بني آدم .. آمال يعني جاي تشتكي حوان وبيشتغل ايه
                 البني آدم ده
المشبوه : ساعات دكتور ومهندس وأديب ومحامي وسباك ونجار وكهربائي
الشاويش        : بس ..بس ..ايه ده كله ده لازم نصاب ونصب عليك
                  ومنتحل شخصية
المشبوه : الموضوع مش بالبساطة دي يا شاويش  ده فعلا المهن اللي
                هو بيشتغلها
الشاويش        : يا سلام وده مين بقي السوفر مان ده
المشبوه : بني آدم
الشاويش        : ما هو لو ما تعد لتش معا يا هأرجعك الحجز لحد ما يرجع حضرة الضابط
المشبوه : يا ريت
الشاويش        : شكلك كده أنا مش مالي عينك
المشبوه : طب ما أنا قلت لك المشكلة وأنت ما عر فتش تحلها
الشاويش        : انت ما قلتش حاجة خالص .. ايه أنا جاي اشتكي بني آدم اسمه
                  ايه ساكن فين
المشبوه : اسمه خليل ومحمد وسيد وإبراهيم ويوشع وبنيامين ..
الشاويش        : بس بس بالراحة اسمه خليل محمد سيد إبراهيم وايه تاني
المشبوه : لا اسمه خليل ومحمد وسيد وبنيامين
الشاويش        : آه يعني منتحل أسماء ناس كتير
المشبوه : لا يا شاويش .. هي دي أسماءه
الشاويش        : يعني ما تعر فش اسمه الحقيقي
المشبوه : هي دي
الشاويش        : طب ساكن فين الاساتذه دول
المشبوه : في كل مكان
الشاويش        : ما هو انت حاجة من أتنين يا مشبوه عايز تداري علي عملتك يا إما مجنون

                    ايوه انت مجنون اتاري بتقول اسمه موسى وإسماعيل ومش عارف مين كمان

المشبوه           : صدقني أنا مش مجنون ..أنا عايز اقدم شكوي
الشاويش        : تقصد محضر طب اركن علي جنب .. يا واد يا مغاوري
العسكري       : ايوه يا فندم
الشاويش        : هات اللي واقف يتمايص هناك ده
                    ( يدخل العسكري ويخرج شخص آخر يحمل نفس الشكل )
العسكري       : اقف هنا يا مجرم
المجرم             : حاضر
الشاويش        : خلاص يا مغاوري روح انت علق لنا علي شاي
العسكري       : حاضر يا فندم
                    ( يخرج العسكري بينما يعتدل الشاويش في جلسته )
الشاويش        : اسمك ايه ؟
المجرم             : سبعة
الشاويش        : سبعة ايه ؟ بقولك اسمك ايه ؟
المجرم             : سبعة
الشاويش        : سبعة .. وبتشتغل ايه يا سي سبعة
المجرم             : أنا حاليا خالي شغل
الشاويش        : صايع يعني ؟ وكنت بتهبب تشتغل ايه
المجرم             : أنا مستني المأمور
الشاويش        : انت كمان انتم ايه موضوعكم
المجرم             : الموضوع كبير قوي يا شاويش
الشاويش        : احب اسمعه
المجرم             : عايز اقدم شكوي
الشاويش        : محضر يعني ضد مين
المجرم             : ضد بني آدم
الشاويش        : انتم متسلطين عليا بقي أنا عايز اعرف حاجة واحدة انتم كنتم واقفين

                  عند السكة الخربانة ليه ؟

المجرم             : كنا مستنين الكمين بتاعكم
الشاويش        : متربصين بينا بقي .. وكنتم مستنين الكمين ليه ؟
المجرم             : مش عارفين مكان ليكم
الشاويش        : انت لو سالت أي حد في الشارع كان دلك بدل القسم ميت قسم
المجرم             : ما نقد رش نسأل أي حد
الشاويش        : وليه ما تقدر وش بتتكسفوا
المجرم             : نخاف الناس تفزع مننا
الشاويش        : ليه إن شاء الله ؟ عفاريت
المجرم             : ايوه
الشاويش        : انت باين عليك فايق ورايق أديني بطاقتك يا سي ..
المجرم             : سبعة بس ما عند يش بطاقة
الشاويش        : ما عندكش بطاقة .. عشان كده عمال تقول سبعة وتما نية ما انت فاكرني
                    عبيط أتلقح هنا جنب زميلك لحد ما ييجي المأمور .
العسكري       : ( داخلا ) الشاي يا حضرة الصول
الشاويش        : الله يخليك يا مغاوري جيت في وقتك احسن الواحد نافوخه هيطق
العسكري       : وجعوا دماغك العيال دي .
الشاويش        : هو عطية وعبد العال لاقوهم في انهي داهية
العسكري       : وهما عند أول السكة الخربانة سمعوا اللي بينادوا عليهم
الشاويش        : عند الكمين
العسكري       : ايوه بس ناحية الترعة
الشاويش        : طب ودول ايه اللي وداهم في الحتة المقطوعة دي ..دي حتة كلها عفاريت
العسكري       : ايوه ده حتى الواد عبد العال أتلبش لما طلعوا له
الشاويش        : طلعوا له وكمان كانوا مستخبيين
العسكري       : امال ايه لاقوهم في الوش كده فجأة بس الواد عطية قلبه جامد ما خافش
الشاويش        : ويخاف من ايه يا عسكري
العسكري       : هو حضرتك سيبتهم ليه
الشاويش        : ما هما عندك ملقحين
العسكري       : ما فيش حد يا حضرة الصول
الشاويش        : ( ينظر حوله فلا يجد احد ) الله هما راحوا فين
العسكري       : ما عر فش أنا سيبتك معاهم ورحت أعمل الشاي
الشاويش        : تقصد ايه ؟
العسكري       : ما أقصدش حاجة .. أنما أنا ما ليش دعوة
الشاويش        : شكلك كده بتشك اني ..
العسكري       : والله أبدا .. بس يعني سيبتهم يمشوا ليه ؟
الشاويش        : دول لازم استغفلونا وهربوا
العسكري       : هما ما استغفلونيش أنا .. هما هربوا منك انت الحمد لله ..
الشاويش        : اسمع يا واد يا مغاوري أحنا نكتم علي الموضوع ده هربوا في داهية
العسكري       : أه وعندنا بدل المشبوه مية ايوه
الشاويش        : معاك حق هو يعني حد هيدور عليهم ..
العسكري       : واهو أنا الحمد لله قافل عليهم الحجز بالقفل
الشاويش        : طب روح شد لنا أتنين منهم
                   ( العسكري يذهب للحجز ويفتحه )
الشاويش        : ايه يا واد يا مغاوري
العسكري       : ما فيش حد يا حضرة الصول
الشاويش        : يعني ايه اختفوا ..لازم ما قفلتش عليهم
العسكري       : ما أنا فاتح القفل قدامك
الشاويش        : يعني ايه تبخروا
العسكري       : ده ولا شغل العفاريت
الشاويش        : عفاريت .. الجدع ده اللي اسمه
( يعود لدفتر الأحوال وينظر فيه )
 سبعة  دول فعلا عفاريت
                                     ( إظلام )




                                          المنظر الثاني
  في مبني صحيفة أنباء الدنيا حيث تعمل الآلات بسرعة كبيرة وتنتشر أجهزة        
  الكمبيوتر  في كل مكان وأجهزة الفاكس وعشرات الصحفيين ينتقلون من بين   
  المكاتب ورئيس التحرير يقف يدور علي المكاتب وينظر في الأوراق حتى يقف   
  أمام مكتب الصحفية الشابة أمل وهي غير موجودة
رئيس التحرير   : هايل يا أولاد أنا عايز نسبق كل الجرائد المنافسة كل شئ عن الموضوع واهم 
                   حاجة المانشيتات ..هروب جماعي من حجز الشرطة .. العين الساهرة تحتاج 
                    لليقظة ..اسمع يا سامي عايزك تبحث عن الدوافع ..يعني مثلا الشاويش ده 
                     بيشرب حاجة أثناء الخدمة
سامي            : أنا بالفعل يا فندم سألت ولقيته راجل مستقيم
رئيس التحرير   : بيقبض كام
سامي            : لا ما أعر فش
رئيس التحرير   : غلط لازم تدرس الموضوع بعناية وتعرف مرتبه كام
سامي            : وهي دي تفرق
رئيس التحرير   : طبعا .. إذا كان مرتبه صغير فممكن يكون تعاطي الرشوة
سامي            : أنا سألت عنه يا فندم من واقع ملف خدمته ولقيت انه موظف شريف وما 
                    عند وش جزاءات
رئيس التحرير   : غلط ما هي الملفات دي موظفين اللي بيعملوها وممكن تكون أول مرة وبعدين 
                    عايز أعرف ايه جزاء قطع صفحة من دفتر الأحوال وده يستدعي أخذ رأي 
                    رجل قانون ..أنت يا محسن هتعمل ده .. أمال  أمل فين ؟
صحفي          : من ساعة ما نزلت للقسم لسه ما رجعتش
رئيس التحرير   : والله عال ده مشوار ما يأخذش وقت
صحفي          : يمكن يا فندم حصل تطورات في الموقف
رئيس التحرير   : أنا عايزها أول ما توصل تيجي عندي مكتبي يا شوقي عايز أشوف بروفة
                    الجر نال بعد ساعة ( يرن جرس التليفون المحمول ) ايوه يا خليفة بتقول ايه
                    خبر ايه .. جريمة قتل .. يا راجل قتل ايه ؟ ده وقته .. واحد قتل سته ..طب
                    ودي فيها ايه ؟ بقي معطل شغل الجر نال وعربية وسواق ومصوراتي عشان  
                    جريمة قتل .. والله ما أنت نافع إحنا مشغولين بعدد الموسم وأنت سارح وراء
            جرائم القتل
                     ( تدخل أمل وهي تلهث وتحمل بعض الأوراق في يدها  )
أمل              : هو العدد خلص يا فندم
رئيس التحرير   : لأ لسه.. فيه حاجة جديدة ؟
أمل              : دول مش مجرمين عاديين .. دول حاجة أفظع
رئيس التحرير   : سفاحين ؟
أمل              : دول شياطين .
رئيس التحرير   : شياطين ازاي ؟
أمل              : بالفعل يا فندم دول شياطين ..شياطين بجد .
رئيس التحرير   : ايه الكلام الفارغ ده .. يعني ايه شياطين
أمل              : ما هو أنا برضه ما فهمتش في الأول لغاية ما أنفردت بالشاويش وكلمني عن
                    اللي شافهم وأتكلم معاهم وأنهم قالوا له بالفعل انهم عفاريت
رئيس التحرير   : ما فيش حاجة اسمها عفاريت ده كلام فارغ
أمل              : صدقني يا فندم ..أنا لما شكيت في الكلام سألت كل اللي أتعامل معاهم في
                    القسم ..من العساكر اللي مسكوهم لغاية اللي حقق معاهم واختفوا من  
                    قدامهم أكثر من واحد أكدوا الكلام ده .. اللي هتندهش منه أكثر إن
                    الموضوع ده اتكرر في اكثر من مكان ونفس الوقائع بالضبط .. الموضوع
                    اكبر من هروب من حجز في قسم
رئيس التحرير   : أمال ايه
أمل              : ما هو لو حضرتك عرفت اللي قالوه العفاريت دول مش هتصدق
رئيس التحرير   : قالوا ايه ؟
أمل              : عايزين يعملوا محاضر
رئيس التحرير   : لمين ؟
أمل              : لبني أدم
رئيس التحرير   : اسمه ايه ؟
أمل              : لأ يا فندم لبني أدم كلهم
رئيس التحرير   : يا سلام وعايزاني أصدق الكلام الفارغ ده ؟
أمل              : هي دي الحقيقة يا فندم صدقني
رئيس التحرير   : ما هو يا إما الشاويش ده ضحك عليكي بالكلام الفارغ ده عشان يتستر علي
                    جريمته أو انك عايزة تضحكي علي أنا عشان تبرري تأخيرك
أمل              : يا فندم هي دي الحقيقة
رئيس التحرير   : يا بنتي الحقيقة نسبية .. الحقيقة ما فيش حقيقة
أمل              : يعني ايه ؟
رئيس التحرير   : يعني أنت انضحك عليكي حاولوا يبعدوا المسئولية عنهم فرموكي ناحية

                   العفاريت والكلام الفارغ

أمل              : تفتكر كده ؟
رئيس التحرير   : طبعا عشان يوجهوا نظرنا بعيد عن أخطائهم .. أنت لسه صغيرة يا بنتي
                    الصحفي الشاطر ما يسيبش خبر إلا لما يدور وراه
أمل              : ازاي يا فندم ؟
رئيس التحرير   : يعني لو فرض وصدقنا أنهم عفاريت ايه سبب انهم يشتكوا البني أدمين ..هه
                    جاوبي  ..
أمل              : مش عارفة .
رئيس التحرير   : ما فيش سبب .. ولو فرضنا وجود العفاريت من الأصل مش هما عندهم قوي
                    خارقة يقدروا يعملوا حاجات كثير هيعوزوا البني أدمين عشان يشتكوا البني
                    أدمين مش تفكري بالعقل يا أمل
أمل              : صحيح يا فندم .
رئيس التحرير   : شوفي شغلك يا أمل وقبل ما تقولي حاجة دوريها في عقلك وشوفي العقل
                    يقبلها ولا لأ..يا شوقي خلص البروفة وهاتها المكتب عندي
                      ( يخرج رئيس التحرير بينما ينظر بعض الصحفيين بسخرية لأمل
                            وينصرفون ويقترب كمال أحد الصحفيين من أمل )  
كمال            : ايه اللي أنتي بتقوليه ده يا أمل ؟
أمل              : حتى أنت يا كمال ؟
كمال            : يا أمل أنتي عارفة أنا بأحبك قد ايه بس الكلام ده تهريج .. وبعدين السبق
                   الصحفي اللي درسناه في الكلية لازم يكون مبني علي حقائق علمية ومنطقية
                    يقبلها العقل والمنطق
أمل              : وهما العفاريت مش حقيقة .. دول مذكورين في القرآن يبقوا حقيقة
كمال            : طب وأنتي عايزة العفريت اللي شال عرش بلقيس في ثانية يبقي محتاس ويجري
                    علي قسم الشرطة يشتكي بني أدم .. يا أمل فكري وما تستعجليش أنا عارف
                    انك عايزة تبقي صحفية مشهورة بس استني فرصتك الحقيقية
أمل              : الموضوع مش كده يا كمال الموضوع فعلا أنا سمعته من الشاويش والعساكر
كمال            : طب ما أحنا ليل ونهار بنسمع عن العفاريت لكن شوفتي عفريت حقيقي
أمل              : ما حصلش
كمال            : خلاص يبقي انسي الكلام ده كله .. هه هنتغدي فين النهارده ؟
أمل              : زي ما تحب .
                   ( تمزق الأوراق التي بين يديها وتلقي بها في سله المهملات بينما يبتسم كمال )
كمال            : طيب أنا هأنزل أروح المطبعة وأرجع أخذك نروح نتغدي
                     ( يخرج كمال .. بينما تبقي أمل وحيدة تذهب إلى مقعدها خلف المكتب
                      بينما يدور المقعد بها دورات سريعه وتنطفئ الإضاءة وتعود للظهور مرات
                      متعددة وبسرعة تنفتح الحوائط ويظهر عددا من الأشخاص المتشابهين )
أمل              : أنتم مين .. ودخلتوا هنا ازاي ؟
المجرم            : إحنا اللي بتدوري عليهم
أمل              : تقصد إنكم ؟
المشبوه          : إحنا العفاريت .
أمل              : العفاريت اللي ..؟
المجرم            : ايوه العفاريت اللي اختفوا في القسم .. أرجو كي ما تخافيش إحنا هنا لأنك                                   مؤمنة بوجودنا
أمل              : بس أنا
المشبوه          : أنتي بني أدم كويس  وعشان كده إحنا جينا ليكي
أمل              : وعرفتوا طريقي ازاي
المجرم            : إحنا بنعرف كل حاجة .. حتى اللي بتفكري فيه دلوقتي
أمل              : طب و ازاي عايزني أصدق إنكم عفاريت ؟
المشبوه          : الكلام اللي كتبتيه في ورقك قريناه
أمل              : بس أنا قطعته
المجرم            : و إحنا صلحناه تاني حتى شوفيه
                      ( تلتقط الورق من سلة المهملات فتجده سليما .. تكاد تنهار .. يسندها
                            المشبوه باشاره من يده )
المشبوه          :  صدقتي إن إحنا اللي بتدوري عليهم ؟
أمل              : وأنتم عايزين مني ايه ؟
المجرم            : إحنا جايين نعقد معا كي صفقة ايه رأيك ؟
أمل              : صفقة ايه ؟
المجرم            : نساعدك في الوصول لحلمك وتساعدينا
المشبوه          : إحنا من لحظات سمعناك وأنتي بتفكري مع نفسك عايزة المجد والشهرة و إحنا
                    نقدر نساعدك في الوصول للمجد والشهرة .
أمل              : والمقابل ؟
المجرم            : تساعدينا في استرداد حقنا
أمل              : و ايه هو الحق ده
المشبوه          :  لازم الأول تعاهدينا علي الوفاء
أمل              : وأفرض مش هأقدر أساعدكم لازم أعرف الأول هأعمل ايه
المجرم            :  هنمدك بكل اللي تحتاجيه في سبيل تعريف العالم بقضيتنا
المشبوه          : بصراحة إحنا انضحك علينا أتخمينا
أمل              : ومين اللي قدر يضحك علي العفاريت
المجرم            :  البني أدم .
أمل              : ازاي ؟
المشبوه          : عاهدينا علي الوفاء
أمل              :  اعاهدكم
المجرم            : أنا اسمي سبعة
المشبوه          : وأنا اسمي فيكتور .. شوفي يا أمل من حوالي خمسميت سنة أو أكثر كان جدنا 

                    الكبير.. أول واحد تعاقد مع بني أدم انه يساعده مقابل انه يصبح تابع للشيطان

أمل              :  فاوست ؟
المجرم            : مظبوط فاوست .. ومن التاريخ ده و إحنا بنحاول إننا نمشي علي خطي الجد
الأكبر .. صادفتنا عقبات كثير لكن في النهاية كنا بنحظى بخمسة سته لكن في   
 خلال الخمسين سنة اللي فاتوا نجحنا في عقد اكثر من مليار صفقة
أمل              :  مليار ؟
المشبوه          :  ايوه مليار وده اكبر رقم حققه جيل من الشياطين من ناحيتنا نفذنا كل اللي                          المطلوب مننا لكن البني أدم رفض يدينا حقنا
أمل              : حقكم في ايه ؟
المجرم            :  في التبعية لنا  .. يدينا روحه
أمل              : بالبساطة دي ؟
المشبوه          :  مش ده اتفاق بينا وبينه
المجرم            : التزمنا إحنا بكل اللي أنطلب مننا وفرنا له كل أساليب المتعة والقوه والنفوذ
المشبوه          : ولما ييجي ميعاد السداد يهرب مننا ويموت ويرفض ينتحر
أمل              :  طب ليه ما حاو لتوش تقتلوه
المجرم            : أستغفر الله العظيم  .. نقتل ؟
المشبوه          : ونروح من ربنا فين ؟
أمل              : أفهم من كده إنكم ما قتلتوش ؟
المجرم            :  القتل ده سلب روح بدون وجه حق .
المشبوه          : و إحنا ما نقد رش نأخذ روح حد .. قبض الأرواح بأمر الله
أمل              : أمال عايزين ايه ؟
المجرم            : البني أدم بنفسه ينتحر وبانتحاره يبقي تابع لينا
أمل              : تقدروا توسوسوا له ينتحر
المشبوه          : ما نقد رش يا أمل القتل ده فعل أدمي نسيتي قابيل وهابيل لكن فيه اتفاق
                    هو اللي لازم يقرر الانتحار فهمتي
أمل              : فهمت والمطلوب مني ايه ؟
المجرم            : توصيل طلباتنا لأعلي مستوي ممكن عشان نقدر نأخذ حقنا
أمل              : انتم مش محتاجين لي بقي .. انتم محتاجين لوكالات أنباء كبيرة
المشبوه          : ده اللي هيحصل بس عن طريقك وده اللي هيحقق لك الشهرة والمجد
                     هتبقي أول صحفية قدرت تعمل حوار مع العفاريت وصورتهم كمان
أمل              : حوار وصوره
المجرم            : وهيكون أخر حوار وصوره لينا مش هنسمح لحد غيرك انه يصورنا
أمل              : طب سيبوني أفكر .
المشبوه          : ما فيش وقت للتفكير
المجرم             : الموضوع مش عايز تفكير .. أنا عارف اللي بتفكري فيه أنتي دلوقتي بتحاولي                                  تضيعي وقت لغاية لما يوصل كمال .. بس صدقيني كمال قدامه ساعة لما
                     يوصل أصله أضطر يعيد المقال بتاعه الحبر وقع عليه بهدل الورق .. ورئيس
                     التحرير مشغول قوي وبقية الزملاء بيحاولوا يوصلوا لجزء من اللي بنعرضه
                     عليكي .
أمل               : انتم محاصرين تفكيري مسيطرين علي عقلي .
المشبوه           : الفكرة هي اللي مسيطرة عليكي .. أمشي مع العقل
أمل               : طب والصورة ؟
المجرم             : الصورة جاهزة
أمل               : جاهزة ازاي ؟
المشبوه           : الصورة موجودة صدقينا أخذناها دلوقتي معاك
أمل               : ازاي ؟
المجرم             : اصل يا أمل ما فيش كاميرا علي وجه الأرض هتقدر تصورنا عشان كده إحنا
                     جهزنا الصورة من بدري من قبل ما نظهر للناس .
أمل               : طب وأنا صورتوني ازاي
المشبوه           :  دلوقتي حالا وأحنا جنبك
أمل               : طب ممكن أشوف الصورة ؟
المجرم             :  لما توافقي
أمل               : موافقة .
                      (المشبوه يخرج صورة كبيرة من جيبه . . تنظر أمل إلى الصورة وميض قوي
                        يغطي المكان يختفي علي أثره الأشخاص بينما ترتمي أمل علي الأرض  
                        يدخل كمال إلى المكان ويجري نحو أمل .. )
كمال            :  ( يصرخ ) أمل
                                         ( اظلام ) 
  



المنظر الثالث
مكتب للتحقيق حيث يجلس محقق وقد علقت وراءة بعض السور القرآنية وأمامه وضعت مجموعة من الدوسيهات ولكنه يتصفح ملفا ضخما وينظر لأمل من حين لأخر ويشرب كوبا من الليمون
المحقق            : أمل عبد الموجود اربعة وعشرين سنة ..مش ده سنك ؟
أمل              : مظبوط
المحقق            : عايزك تحكي لي الحكاية من طقطق للسلام عليكم
أمل              : يا فندم أنا حكيت الحكاية دي أكثر من عشرين مرة
المحقق            : خليهم واحد وعشرين .. أنا عايز أعرف انت جبت الكلام اللي بتقوليه ده
                     منين وأيه مصلحتك ؟
أمل              : أنا ما ليش مصلحة والكلام اللي قولته ده فعلا اللي حصل
المحقق            : يا أنسة أتكلمي عدل ايه اللي عفاريت وصوروني وبيهددوا البشرية
أمل              : هي دي الحقيقة
المحقق            : طب فين الصورة
أمل              : مش عارفة
المحقق            : يعني ايه ؟
أمل              : أنا أغمي عليا
المحقق            : أول ما شوفتيهم ؟
أمل              : لأ .. بعد ما وروني الصورة
المحقق            : وهي فين الصورة ؟
أمل              : شوفي يا أنسة.. ناس كتير بتيجي هنا تبلغ بلاغات وهمية وخصوصا من
                    الصحفيين المبتدئين عايزين الشهرة والمجد لكنها بلاغات بسيطة يعني واحد
                    بيشك ان فيه جواسيس أو ناس بتعمل مؤامرة لكن اللي أنتي بتقوليه ده
                     هو الجديد ..
أمل              : يا فندم دي الحقيقة .
المحقق            : أنتي باين عليكي مش مدركة الخطر في الكلام اللي بتقوليه
أمل              : خطر ايه ؟
المحقق            : نشر الأكاذيب والخرافات يؤدي لعواقب وخيمة في المجتمع ضياع هيبة القانون
                    وعدم الأيمان بقدرة الجنس البشري بأكمله في مقابل تمجيد العفاريت
أمل              : بس أنا ما قلتش أكاذيب
المحقق            : يا أنسة أحنا في القرن الواحد والعشرين .. الأنسان بقي أقوي كائن علي
                    الأرض ما فيش مكان الا ودخله الأنسان وعاش وأستقر فيه يبقي العفاريت
                    بتاعتك دي لاقيتيهم فين ؟
أمل              : ما أنا قلت لجنابك هما جم للمجلة وقابلوني وقالوا لي علي طلباتهم
المحقق            : اللي هي ايه ؟
أمل              : عايزين حقهم من اللي نصبوا عليهم
المحقق            : ومين اللي نصب علي العفاريت
أمل              : البني أدم , يا فندم صدقني .
المحقق            : لأ مش ممكن أصدقك .. ربنا عرفوه بأيه ؟
أمل              : بالعقل .
المحقق            : هايل .. بالعقل . والعقل بيقول ان العفاريت بتوع الحواديت بيعملوا
                    المعجزات .. يبقي من المنطق ان الأنسان هو اللي يحاول يستعين بالعفاريت
                    لحل مشاكله .. ده لو كانوا موجودين فعلا
أمل              : ما هو ده اللي حصل الأنسان أستعان بالعفاريت دول في بعض المشكلات
                    مقابل شرط جزائي ووفت العفاريت بالعقد لكن الأنسان هو اللي خان
المحقق            : ده أمتي بقي حصل ؟
أمل              : من زمان ولغاية دلوقتي .
المحقق            : يا سلام .
أمل              : أمال الحروب العالمية دي بتقوم ازاي ؟
المحقق            : الحروب العالمية ؟
أمل              : ايوه .. نتيجة بيع الأنسان نفسه للشيطان
المحقق            : الشيطان آه .
أمل              : ما هو الأنسان لما بيكتشف حاجة جديدة بيحاول انه يفرضها علي الجنس
                    البشري كله .. ولما بيصنع سلاح مش عايز يجربه ..
المحقق            : يجربه ؟
أمل              : طبعا يقوم يستعين بالعفاريت توقع الدنيا في بعضها فالمسائل تولع
المحقق            : تولع .
أمل              : ايوه انت  ما سمعتش عن دكتور فاوست
المحقق            : مين دكتور فاوست ؟
أمل              : ده اللي تعاقد مع الشيطان
المحقق            : ده في أنهي حتة ؟
أمل              : في المانيا .
المحقق            : هو الموضوع وصل المانيا
أمل              : أنا ما أعرفش المانيا ولا غيرها نسيت .
المحقق            : ما تحاوليش تتراجعي في أقوالك .
أمل              : أقوال ايه ؟ أنا بأكلم حضرتك عن جوته
المحقق            : جوده مين ؟
أمل              : جوته يا فندم مش جوده .
المحقق            : وتعرفيه منين ؟
أمل              : من أعماله
المحقق            : ده تنظيم بقي ؟
أمل              : تنظيم ايه ؟..أنا مش فاهمة حاجة .
المحقق            : ما هو شوفي يا أنسة أحنا هنعرف كل حاجة يعني هنعرف ..مين بقي جوته ؟
أمل              : جوته ده كاتب الماني
المحقق            : وبيكتب ايه ؟
أمل              : مسرحيات وأراء فلسفية
المحقق            : وتأثرت بيه مش كده ؟
أمل              : بعض الشئ
المحقق            : هايل .. يعني تم تجنيدك في الخارج .. بس ازاي وجواز سفرك فاضي يعني
                    ما خرجتيش بره البلد ؟
أمل              : يظهر حضرتك فهمتني غلط ؟
المحقق            : فهميني الصح
أمل              : جوته ده يا فندم مات من أكثر من تلتميت أو ربعميت سنه
المحقق            : أمال أزاي .. دقيقة واحدة
                      ( يخرج ويدخل محقق أخر )
الأخر            : وبعدين ؟
أمل              : أنا كنت بأقول
الأخر            : عن الكاتب الألماني العظيم جوته
أمل              : حضرتك تعرفه ؟
الأخر            : طبعا .. مين فينا ما قراش أعماله ؟
أمل              : عظيم .. أنا كنت بس بأستشهد بيه في موضوع التعاقد مع الشيطان
الأخر            : بس دي مسرحية .
أمل              : فعلا وأنا بأقول ان المسرحية دي دليل علي وجود العلاقة بين الأنسان
الأخر            : ( يقاطعها ) والعفاريت ..صح ؟
أمل              : صح .
الأخر            : يعني عايزانا نبني تحقيقنا معاك علي أساس الخيال .. أنتي بنت ذكية وأنا
                    أحترم ذكائك .. أنا عايز أعرف أنتي هنا بتعملي ايه ؟
أمل              : أنا اللي عايزة أعرف .
الأخر            : بس لازم تساعدينا في الوصول للحقيقة
أمل              : انا مستعدة
الأخر            : انتي هنا في أستجواب بسيط لمعرفة الأبعاد الحقيقية وراء المقال اللي كتبتيه
أمل              : أنا نشرت المقال ده بناء علي طلبهم
الأخر            : طلب العفاريت ؟
أمل              : ايوه .. لأنهم ما عدوش عارفين يمارسوا عملهم بقوا خلاص علي حافة
                    الأفلاس .
الأخر            : أفلاس
أمل              : طبعا تخيل حضرتك لو فيه بنك كبير جدا بيدي الناس بس وما بياخدش
                    حاجة لمدة سنة اتنين هيحصله ايه ؟
الأخر            : هيفلس
أمل              : نفس الحكاية العفاريت أدوا الناس وماخدوش مقابل
الأخر            : وجم لحضرتك عشان ترجعي لهم حقوقهم
أمل              : مش بالظبط  انما محاولة
الأخر            : لاقناع الجنس البشري بالأنتحار  ؟
أمل              : وليه لأ اذا كان الأنسان وافق علي الأنتحار في البداية .
الأخر            : انسة أمل أسمحي أنتي بتخرفي .. البني أدم ما يملكش من حياته شئ
لأن حياته ومماته في يد الله عز وجل يبقي ازاي الأنسان يدي حاجة ما    
                    يملكهاش
أمل               : بس هو وعد
الأخر            : الوعد لا يعد جريمة وعدم الوفاء بالوعد ده ربنا بس اللي يحاسب عليه
أمل               :  يعني ايه ؟ الموضوع بقي مجرد نصب ؟
الأخر            : والقانون لا يحمي المغفلين
أمل               : أنهي قانون ؟
الأخر            : القانون اللي بيحكمنا كلنا .القانون اللي وضع من سنين كثير ملهاش عدد
أمل               : طب وحقوق المغفلين مين يجيبها لهم
الأخر            : ده حاجة تانية ربنا ينتقم من اللي نصب عليهم
أمل               : بس هو ده أخر المطاف ؟
الأخر            : لأ .. أنتي لسه  قاعدة معانا شوية .. عايزين نعرف أخبار قواك العقلية ايه ؟
أمل               : يعني ايه ؟
الأخر            : ولا حاجة هنحولك علي مستشفي الأمراض العقلية لتوقيع الكشف عليكي
                                            أظلام













المنظر الرابع
زنزانة معتمة بعض الشئ يبدو الشاويش والعسكري مغاوري يجلسان جانب الحائط وقد تلحف
كل منهم ببطانية صوف سوداء يوجد بعض المساجين أحدهم يضع قبعة كبيرة علي رأسه ويدخن بايب , ويتحدث في تليفون محمول , بينما يقرأ أخر في كتاب ويمسك أحد المساجين بكشاف صغير يسلطه علي الكتاب بينما يوجد رسام وقد وضع لوحته علي الحامل وارتدي بالطو أبيض فوق ملابس السجن ويقف ممسكا بباليتة الألوان وفرشاة
المدخن           : الحياة لا تطاق أنت متخيل يا عزيزي .. مش لاقي ويسكي في البلد .. أنا  
                    مش عارف الواحد يعمل ايه من غيره .. علي رأيك دول مفروض يدعموه
                    لأ لأ انا دلوقتي في الريفيرا .. ما هي دي المشكلة .. فرنسا ما فيهاش ويسكي
                     تخيل هنجيبه منين ؟ طيب مع السلامة
                            ( يضع السماعة )
الشاويش        : واد يا مغاوري أنت سامع اللي أنا سامعه
مغاوري          : أنا سامع بس مش فاهم هو أحنا فين دلوقتي .
الشاويش        : بيقولك أحنا في الريفيرا
مغاوري          : بيقوللي أنا ؟ ده بيتكلم في التليفون اللي معاه
الشاويش        : أهو عرفنا وخلاص بس أنا سمعت أن فيه أكتر من واحد لسه هيوصل
مغاوري          : ما هو المكان ده بيقولوا هيجمعوا فيه كل اللي شاف العفاريت دول
الشاويش        : طب الواد عطية والواد عبد العال ما جوش ليه ؟
مغاوري          : هو أحنا طالعين رحلة وبعدين العيال دي ما قالوش أن دول عفاريت
الشاويش        : طب البنت الصحفية
مغاوري          : أهي دي بقي اللي ما كان ليها في الطور والا في الطحين وراحت في
                      الرجلين
                       ( يقترب الرسام من الشاويش والعسكري يتفحص وجوههم )
الشاويش        : الا مين ده يا وله
مغاوري          : ده علي ما يبدو مسجون
الشاويش        : كلنا مساجين يا مغاوري
مغاوري          : لأ أحنا حكومة
الرسام           : انت منين يا أخ ؟
مغاوري          : أنا من هناك وأنت
الرسام           : وأنا كمان من هناك
مغاوري          : بلدياتي يعني ..؟ .. ده طلع بلدياتي يا حضرة الصول
الشاويش        : بلدياتك ازاي يا واد ؟ ده أجنبي
الرسام           : أنا الماني .
المدخن           : أنت شرقي ولا غربي
الرسام           : انا شمالي
الشاويش        : وأنا جنوبي
    ناقصة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق