الخميس، 25 نوفمبر 2010

قصة قصيرة : حياة - محمد خطاب

 


منذ أن سكنت في بيت حماتها وهي تحاول جاهدة إرضائها دون جدوي .. يومها ضائع بين عملها وخدمة حماتها .. وفي الليل توقظها حماتها مفزوعة بزعيقها : أصحي يا بت .. إنتي عاملة نايمة قومي هاتي الدواء طبعا ما جوزك متشحطط في الخليج يعبي الفلوس وراميكي في قرابيزي عالة عليه . أجري عليها وأنا أفرك عيني وقبل أن تكمل قصيدة الليل والنهار .. أناولها الماء وأقراص العلاج .. تتناولها مني مترددة وهي تنظر الي عيني نظرة شك .. وبعد أن تتأكد أنه علاجها .. تأخد الاقراص دفعة واحدة .. ثم تلتفت إلي قائلة: طبعا نفسك أموت .. طول عمرك سماوية .. وعشان كده مخلفتيش لحد دلوقتي .. ربنا لا يعطي الوجه العفش خير .. ابني مسيره يتجوز عليكي .. ساعتها يشغلك خدامة عند مراته التانية . أجري من أمامها و أنا منهارة من البكاء ، ولا أعرف سببا للعدواة  ، أو تجريحها ، وإهانتها الدائمة لي .. يخطر لي أن اذيقها من نفس الكأس .. العين بالعين . دائما تأتي في أحلامي وهي ميتة ممزقة ، والذئاب تنهش في جسدها.. أحاول أن أطيل نومي لأستمتع بمنظرها .. أصحو علي دماء تغرق سريري .. أجري علي حجرتها أجدها تغط في نوم هانيء .. ستة سنوات ونفس الحلم يتكرر .. وزوجي لا يأتي من السفر وهي لا تكف عن إهانتي .. جسدها تقرح من السرير .. أذهب بها إلي الحمام وأشطفها .. ,أضع المراهم حول جسدها .. وهي تسبني وتلعنني وتبصق علي .. أنشف جسدها وهي تردد بذاءاتها .. اتصلت بزوجي وبكيت له آلاف المرات من معاملة امه .. لم يسمعني .. طلبت منه ان يعود رفض .. قررت أن اتخلص من هذه السيدة المزعجة .. نادت علي في الليل كالعادة ولم البي ندائها .. أخذت تلعني وتلعن يوم عرفتني .. تماسكت وقلبي يتمزق علي السيدة العاجزة وهي تستنجد بي .. لاول مرة أسمعها تناديني بابنتي .. جريت علي حجرتها .. الدموع وحشرجات الروح تشق فضاء الغرفة .. مددت يدي المرتعشة بالأقراص تناولتها مني دون تردد ووجها يزداد احمرارا و بريق الحياة بدأ ينطفأ ..    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق