الاثنين، 24 يناير 2011

خاطرة : اليوم الاول بعد الرحيل - محمد خطاب



دوامات الحياة دوائر تسحبنا دائما نحو المجهول ، تظل تدور بنا حتي نفني داخلها . بين يأسي من أن تعودي لي و اختفائك المفاجيء جرح عميق.. وندوب تركها رحيلك من حياتي . فالموت ذلك الفناء المطلق .. يشرع أجنحته ليحرمنا بقسوة من كل شخص  نحبه ، يضع نهايات غير متوقعة لكل شيء ، ورغم ذلك نواصل مسيرنا في الحياة محاطين بركام هائل من العدم يتهدد وجودنا في مشوارنا القصير علي كوكب الارض ، نسير بخطوات ثابته في الحياة ، وابتسامة باهته تكلل وجوهنا ، نتصارع علي وظيفة أو مال أو تي امراءة ونحن نعرف أن الفناء ينتظرنا في أحدي الزوايا .. لكنه جبروت الانسان .. هذا الصباح مختلف عن سابقه ، أول يوم بعد رحيلك يازهرة العمر .. كل الأشياء  مشحونة بالحزن عليكي .. ملابسك التي طويتها ورتبتيها بشكل متناسق في دولابنا تناديكي يا سوسنة القلب .. رائحتك تعبق حجرتنا .. وصوتك المعلق في فضاء المنزل ، و أنت تناديني من أجل مشاهدة احداث  كنيسة القديسين ودموعك تنهمر علي من ماتوا . كل شيء يا حبيبتي كان ينبيء بالفراق . كنتي تعرفين الموعد وخبأته عني حتي لا أتألم .. لا أنسي عندما أفقت علي ابتسامتك الحلوة و أنت تقولين كيف لم  ألاحظ أنك أجمل رجل في الدنيا ، فأداعبك من أحلي أنا أم مهند ؟ فتردين يا توأم الروح ، بدون تردد : أنت فارسي الذي مشي معي مشوار العمر وقفز بي فوق كل الصعاب ، لم تتبرم يوما مني ومن أبنائنا .. لا أقارنك  بأي انسان مهما كان . يالله كيف لم ألاحظ أنها كلمات وداع .. أضعت العمر و لم أدرك ان فنائك فنائي ، و رحيلك رحيلي ، و قبرك مزاري و ملاذي ، كيف هنت عليكي إلي هذا الحد ، ترحلين  و تتركيني ريشة في مهب العواصف .. تتقاذفني خطوب الحياة .. البيت بلفه الصقيع بعد أن توقف نبضك .. الساعة الثانية عشرة مساء موعد رحيلك .. و رحيلي يا سوسنة القلب .. سأنتظر اللقاء 
في سريرنا و علي نفس فراشنا و صورتك بجواري  .. لن أحصي الساعات يل سأوقفها حتي لا أعيش لحظة بدونك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق