حَسِبْتُ سوادَ عَبَاءَتِها ظَلاَمِ ليلٍ مضطربِ
فَلاَ يُخْفي بِداخِلِهِ سوى غِرْبانِ في علبِ
ألتّنور أن يُخْفِي سَنَا النِيرَان ِ بالحطبِ؟
ليخرجَ من حناياه براكيناً من الشهب !
أليس الغيم حينَ يسود جمَّ الماءِ بالنُصُبِ
ليُخْرِجَ من ثناياه وميضَ البرق كالشهبِ!
ألم تَعْلم أيا هذا .....بأن النور من اللهبِ
وأن الشمس إذ سطعت تشق دجى ًبلا عَصَبِ
****
تُمِيطُ لِثَامَ بُرْقُعِهَا فما للعقلِ من أدَبِ
تراني شاخصًا فِيهَا فكلُّ الرشد قد ذهبِ
بياض اللولِ خَدَيهَا يدغدغ بوَجْنها اللّهِبِ
فَمَا للثغْرِ مِنْ هَرَبٍ من جمراتِهِ الرُطَبِ
نِدَاءَ الثلج يافَمُهَا لتُطفيء جَذوَة السَغَبِ
قوام البانِ في جسدٍ جميلٍ لينٍ كَعِبِ
تلفُ حريرَ مَلْبَسِها بِخَصْرٍ ضَامِرٍ َقَضِبِ
فَكَمْ مِنْ عَاشِقٍ ذابَ وكم للحُسْنِ من طَلَبِ
فَتُقْبِل حين تَلْمَحُنِي وشوق الوجدِ قد غلبِ
لتنثر فوق كتفينا شُلالا تاً من القصبِ
سواد العين مسكنها وماء العين ِ ما سكبِ
ستقطن في ربوع النورِ بين المقلِ والهَدَبِ
فأطبق حارسيّ العين ِأمنعها من الهرب ِ
فلا نظرات ولا همسات ولا للريح بالهب
ولا للجَفن من أسَن ٍفلا يلوي ولا يئبِ
رموش العين حُراسٌ ستثنيها عن اللعبِ
ومن يهفو لنظرتها بسورِ القصرِ لمكتتبِ
فكأن البؤبؤ الكسلان ِميدان لمقتربِ
تسلل بين جفنيها ليمحو في الدجي أربِ
فما للجَفْن من قيدٍ سوى تحنانِ للصخَبِ
تّمرغ في جنون الحب بلاخوفِ ولانَصَبِ
لتجرع َمن دجى عيني فماء العين قد نضب!
هنالك ترتع ألأحلامٌ في أحضان ِمن خَطَبِ
أفرسان العرب تقبل بهذا النوع من عطبِ
لتنفتح الطوافينَ بشكلٍ غير مُرتَقِبِ
لتَجْتَث بذي القيعان من نَجمٍ ومن خَصَبِ
ليالي نوح تجرفهم وسيل العَرِمِ بالغضبِ
تمرغ عاشقان الحلم بين الآسِنِ الرطب
لترتع فوق خديها قطعان هدب في سهب
فكل نساء قبيلتها لبسن كسوة الندب
فلا نوم ولا صحو نسين سيرة النسب
فكيف لحبيبتة تحلم بلا عرض ولا طلب
لتمحو نشوة الولهان من معزوفة الطرب
غريمي كانت الأحلام ورؤيا الحلم لا تطب
ألا تعلم بأن لنا عرين الأسد... مكتَسَبِ
ولا للحلم أن يأتى يداعب جَفنها الغلب
ولا للحلم من سكن فضوء الشمس لم يغب
يموت الحلم حين أتى بسطوتة على الهدب
قصفت عمر فاتنتي لأني غير مرتإب
أليس الوأد حين الشك ذا من شيمة العرب؟
سأبحث عن جوىً آخر وفي فِرْدَوسِها الرَحِبِ
فربي حين سواني على الجبروت غيرُ نبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق