الأحد، 30 أكتوبر 2011

أَحْمَدُ الشَّهَاوِي أَسُوقُ الغَمَام ج2



أُقَدِّرُ الضَّمَّةَ

نَبِيَّةٌ أَنْتِ
عِنْدَمَا تَرْجُمِينَ شَيْطَانَكِ
كُنْتِ في المكَانِ الذي لاَ يُسَمَّى
كُنْتِ فِي حَرْفَيْنِ مِنْ نُورٍ.

أُقَدِّرُ الضَّمَّةَ
أَحْمِلُ السُّكُونَ حَرَكَةً
أَصِلُهُمَا بِشَفَتَيْنِ حَرْفَيْنِ
               هُمَا لِسَانٌ فَاتِحٌ
               وَرُضُابٌ في سَمَاءٍ تَسْأَلُ.
  
عمَّان
الجمعة 21 من نوفمبر 2008 ميلادية

لا يَبْقَى مِنِّي سِوَاكِ

دُونَ حُرُوفِ العِلَّةِ
دَونَ حُرُوفِ الجَرِّ
دُونَ كَافَاتِ التَشْبِيهِ
دُونَ أَشْبَاهِ الجُمَلِ
دُونَ نَهْرٍ بِكَامِلِهِ
دُونَ بَحْرٍ غَاضِبٍ فِي دَمِكِ
دُونَ سِيَرةِ الإسَكَنْدَرِ وَتَارِيخِ كَفَافِيس
تَظَلُّ شَفَتَاكِ عُنْوانَ الُّلغةِ
   وَعَيْنَاكِ بَابَ الشَّجَنْ.

تَقْدَحِينَ
وَأَكْتُبُ
فَلِمَاذَا تُخْفِينَ النَّارَ الأُولَى
            وَأَنَا مِنْهَا شَجَرٌ أَخْضَرُ
                      وَسَمَاءٌ تَبْحَثُ عَنْ زَهْرَةِ بَشْنِينٍ
                             فِي رُوحي؟

كُلُّ جُمْلَةٍ نَاقِصَةٍ
تَنَامُ فِي يَدِي
تَكْتَمِلُ بِالسَّلاَمِ عَلَيْكِ.


كُلُّ تَاءَاتِ التَأْنِيثِ
مُعَطَّلَةٌ
مَالَمْ تَحُجّْ فِي كَعْبَةِ تَائِكِ.

لا تُنْكِرِي نَسَبِي
فَأَنَا ابْنٌ لِزَهْرَتِكِ الأُوَلَى
أَنْتَسِبُ إِلى قَمَرَيْنِ فِي صَدْرِكِ
وَمَاءٍ يَتَنَزَّلُ مِنْ كِتَابِ هِلاَلَيْكِ.

كَأَنَّكِ وِرْدِي
مُنْذُ كَانَت السَّمَاءُ بَعِيدَةً
(أَنَا "......" إِنْ حَييتُ وَإِنْ أَمُتْ)
أَسْقِطي كَافَ التَشْبيهِ
وَامْلأَي الفَرَاغَ بِحَجَرٍ كَرِيمٍ يَدُلُّ عَلَيْكِ.
أَنْتِ بِذْرَةُ جِنٍّ
سَتُنْبِتُهَا الأَرْضُ حُبًّا.


لاَ تُطَرِّزِي العُْزلَةَ
لاَ تَخِيطِي زَمَنَكِ بِإِبْرَةِ الحَسْرَةِ
فَمَادَامَت شَفَةٌ تَضُمُّ
وَأُخْرَى تَلُمُّ
فَجُوسِي عَارِيةً

سَأَنُفُخُ رُوحِي
فِي شَفَتيْ نَايِكِ
فلا يَعودَنَّ يَبْكي
أَوْ يَسْأَلُ عَنْ أَصْلِهِ
سَيَبْدَأُ تَرْنِيمَةً
وَيَكْتُبُ فَتْحًا جَدِيدًا لِشَمْسَيْنِ فِي يَدِكِ.

تَنَازَلْتُ عَنْ إِرْثي فِي السَّمَاءِ

مَاذَا تُرِيدُ؟
أُرِيدُ لسَاحِلَيْكِ مَزِيدًا مِنَ المَاءِ
وَأَضْرِبُ

إِذْ كَيْفَ يَعْطَشُ نَهْرٌ يَفِيضُ؟

أُريدُ مِنَ الوَقْتِ وَقْتًا
كَيْ أَسُوقَ الغَمَامَ إِلى رَاحَتَيْكِ
أُرِيدُ نَبِيذًا أُشِعُّ بِهِ كَمَاسٍ يَنَامُ وَيَصْحُو عَلَى جِيدِ نَارِكِ
أُرِيدُ مَزِيدًا مِنَ الَّليْلِ
كَيْ أُذَوِّبَ رُوحِي وَأُسْقَى
وَأَشْرَبَ كَاسًا مِنَ الزَّهْرِ
هِيَ لي فَاتحَةٌ وَختَامْ.

أُرِيدُ بَابًا
وَطَائَِرةً نَحْوَ رُوحِكْ
ذَهَبًا يَقُودُكِ بِاتجَاهِ البَرْقِ فِي شَفَتَيْكِ
مِرْآَةً لأَِرَى طَرِيقَ الطَّيْرِ نَحْوَ زَهْرَتِكِ الفَرِيدَةِ
فِي الهَوَى.

أُرِيدُ حَنَانًا يَلِيقُ بِطِفْلٍ يَتِيمٍ
تَنَازَلَ عَنْ إِرْثِهِ فِي السَّمَاءِ
لِتُوتِ الطَّريقِ
وَجميزةٍ فِي الغِيطَانِ البَعِيدَةِ
عَنْ أَعْيُنِ القِطَطِ المَنْزِلِيَّة.

أُريدُ أَمَانًا بِحَجْمِ وَفَائِي
لِرَأْسِ سَمَاكِ التِي ظَلَّلَتْنِي.

أُريدُ اجْتِنَابَ الزَّحَامِ
لأَِفْرِدَ أَشْرِعَةً مِنْ سَوَادٍ
لِيَظْهَرَ أَبْيْضُ قَلْبِكِ فِي الَّليْلِ
وَيَحْفِنَ نِيلُكِ مَاءً ويأتي إِلَيْكِ.

أُرِيدُ انْفِرَادَ الطَّرِيقِ بِصَاحِبَتِي
كَيْ يَرَى جَنَّةً
وَهِي تَكْتُبُ لِي وَصْفَةً مِنْ مَاءِ خلخالٍ
تَحَدَّرَ مِنْ ذَهَبْ
فَتَشَبَّعَتْ عَيْنَاهُ بِالأَسْرَارِ
لَمْ يَنْشُرْ عَلَيَّ سِوَى القَلِيلِ مِنَ الوَهَجْ.

                                عمَّان
22 من نوفمبر 2008 ميلادية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق