الاثنين، 31 أكتوبر 2011

أَحْمَدُ الشَّهَاوِي أَسُوقُ الغَمَام ج3



أَكْبَرُ مِنْ مَجَازٍ حُرٍّ



أَكْبَرُ مِنْ وَرْدَةٍ
أَكْبَرُ مِنْ حَجَرٍ أَزْرَقَ
وَأَدْفَأُ مِنْ ثَلْج شَمْسٍ
أَكْبَرُ مِنْ خَاتَمٍ نَادِرٍ
وَأَعْلَى مِنْ سُورَةٍ خَاصَمَتْهَا السَّمَاءُ.

َبيُوتُها لُغَةٌ تَعطَّلَتِ المَعَاجِمُ عَنْ فَكِّ شَفْرَةِ سِرِّهَا
تَهَيَّأَتْ سُفُني
فَنَزَلْتُ تَحْمِلُنِي العِبَارَةُ خَالِيًا مِنْ شَرْطِ دُسْتُورِ الهَوَىَ




وَحَمَلْتُ جُمْلَتِيَ البَعِيدَةَ للمَجَازِ الحُرِّ
منْ صُور المَسَالِك والمَسَالك
كَيْ أَكُونَ مُسَيِّرًا للناي فِي طَيَرَانِهِ
وَمُدَلِّلاً طَيْفَ المعاني حِينَ تُخْطِئُ حَدْسَهَا.

هِيَ حُرَّةٌ
وَدَلِيلُهَا مَاءٌ مِنَ الفِرْدَوْسِ بَاقٍ
تَحْتَ سُورٍ مِنْ صَدَى.

هِيَ مُهْرَةٌ
مِرْآَتُها كَأْسٌ مِنَ الشِّعْرِ المُخَمَّرِ.



هِيَ حِكْمَةٌ مَخْطُوفَةٌ
هَرَّبْتُ نَجْمَتَهَا لِتَكْتُبَ أَنَّنِي
نَحَّاتُ أَسْئِلَةٍ عَلَى عَرْشٍ
مِنَ الفِعْلِ المُضَارِعِ
يَنْبَنِي مِنْ حَذْفِ وَاوِ العَطْفِ
فِي الاسْمِ المُبَارَكِ
لِلْفَرَاشَةِ حِينَ تَخْرُجُ مِنْ حريرٍ سَاخَنٍ
كَكَلاَمِ ضوْءٍ نَاعِسٍ فَوْقَ الحِيَطانِ العَارِيَةْ.



عمَّان
23 من نوفمبر 2008 ميلادية


مَاءٌ مَاتَ هَجْرًا



عَلَى بَابِكِ نَهْرٌ جَارٍ
فِي النَّهْرِ زُهورٌ بِاسْمِكِ تَشْدُو
وَقَلاَئِدُ مِنْ سِرِّ الأَزْرَقِ.

أُوتِيِتِ حِكْمَةَ أَنْ تَلِدِي عِشْقًا
أَوْ تَشْرَبَ عَيْنَاكِ النَّهْرَ
أَوْ تُشْعِلَ رُوحُكِ حَطَبَ الحِبْرِ
وَأَنْ يأتي لُقْمَانُ إِلَيْكِ لِيُنْقِذَ نَهْرَ الرُّوحِ مِنَ المَدِّ.

أُوتِيتِ الحِكْمَةَ
فَاعْتَنِقيِ الَّليْلَ كِتَابًا
يَحْمِلُكِ إلى عِتْقِ الطَّيْرِ
الجَالِسِ فَوْقَ عُرُوشِ يَدَيْكِ.

طَفِّي الشَّرَّ بِشَرٍّ
أَقْصُدُ طَفِّي النَّارَ بِنَارٍ أُخْرَى
تَذْهَبُ نَحْوَ المَاءِ وَتَصْحُو
خُشِّي دَارَ الكِتْمَانِ
وَأَوْصِي لِي بِقِيرَاطَيْنِ مِنَ العِشْقِ
فَلاَ أَطَمَعُ مِنْ إِرْثِ حَبِيبِي
إِلاَّ بِحَبِيبِي
أَوْ تَحْديدًا أَحْتَاجُ إِلَى رَأْسِ التَّاجِ
لِيَبْقَى مُلْكِي مُمْتَدًّا بَعْدَ المَوْتْ.

أُوتِيتِ الوَحْيَ
فَمَا أَخْطَأْتُ البَوْحَ
آَمَنْتُ بِمَا خَطَّ التَارِيخُ عَلَى جَسَدِكْ
وَكَتَبْتُ لأَِفْضَحَ ما بي
وَْلأَحْفَظَ ذَاتَكِ مِنْ مَاءٍ مَاتَ بِفْعِلِ الهَجْر


أَوْصِي لِي
بِتُوَيْجٍ ضَاقَ بِدُنْيَاهُ
بِالأَسْوَدِ
بِالرَّائِحَةِ البِكْرِ
بِالأَحْمَرِ حِينَ يَغِيبُ مع الشَّمْسِ
بِشِرَاعٍ أَسْوَدَ كَانَ ابْيَضَّ مِنَ الحُزنِ
بِدُمُوعِ هِيبَاتْيَا فِي الَّليْلِ
بِمَاءِ الفَلْسَفَةِ المَالِحِ
بِمَا رَسَمَتْهُ الأَرْوَاحُ لِوَجْهِ الزَّهْرَةِ
بِسَمَاءٍ نَزَلَتْ مِنَهَا عَيْناكِ
أَوْصِي لِي
بِالآَخَرِ فِيَّ
فِي أَحْمَدَ حِينَ يَطِيرُ إِلَى أَزْرَقِهِ.



القاهرة
26 من نوفمبر 2008 ميلادية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق