السبت، 10 يوليو 2010

قصة قصيرة : آخر الطريق اليف محمد خطاب




Maurice de Vlaminck - The Factory - 1908/10 - Foundation E.G. Bührle Collection, Zurich, Switzerland


أذابت قلبي بنظراتها الخجولة ، عندما تقترب مني أحس بشوق لسماع تنهداتها ، تؤخر خطواتها حتى أناديها .. عندها ترد بابتسامة تشرق لمرآها حنايا قلبي . و رأسي غارق تحت صنبور المياه حتى أفيق من لعنة حبها ، وخيالها الذي يطاردني في كل مكان . عبثا استغثت بكل شيء أحبه ، أو ظننت أني أحبه .. حتى يشغلني عنها .
مباراة الأهلي والزمالك حامية الوطيس، و اليوم ليس يوم الأهلي.. خالفت طقوس عشقي لفريقي ،
و همت فيها. أفيق كلما صرخ الناس علي هدف، لا اهتم لمن ؛ فقلبي اليوم مشغول . بدا وجهي كالمحموم ، و العرق تصبب من نوافذ جسدي .. انصرف الناس وتركني الأصدقاء . كل ما أتذكر شفة تتحرك بكلام لا أعرفه فهمت أن صاحب المقهى يطلب مني الانصراف حتى يغلقه. مشيت و أنا لا ادري إلي أين تقودني خطواتي .. هائم في شوارع المدينة ، أحدث نفسي بصوت عال .. أحبها وتحبني ولا ادري سببا لتجاهلي . تسمرت قدماي حين رأيتها مع أمها قادمة نحوي .. ويداها الرقيقتان تحملان حقيبة سفر، سقطت منها علي الأرض حين رأتني.. عرضت علي أمها أن احملها حتى نهاية الطريق . وافقت بعد إلحاح مني، صمتا سيطر عليها.. وباءت محاولات استدراجها للحديث عن وجهتها . توقفت أمها لتشتري بعد الأغراض من محل بقاله .. أعربت لها عن حبي لها .. و أننا لا يجب ألا نفترق.. ظلت صامته و هي تتابع أمها التي تركت البائع سريعا وطردتني من المكان.. تركت الحقائب ، و وقفت بعيدا عنهما.. مشيت خلفهما، و بحسرة أشيعها بقلب واجف، و الحافلة تتجه لمكان لا أعرفه. جلست علي الرصيف أفكر، و أحلم بعودتها ثانية، و أحلم أنها تحبني، و أحلم بأنفاسها تعطر سمائي، وأحلم، و احلم.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق