المنظر :
صالة بها بعض الأثاث القديم المهترئ وبعض أجهزة الإنارة العتيقة ذات اللون الشاحب . يوجد على الحائط ساعة متوقفة لا تعمل ،كما علقت على الحوائط بعض المغزولات غير المكتملة . في الجانب الأيمن يوجد باب مغلق ،كما توجد بعض النوافذ الموصدة ، في الخلف توجد بعض الأرائك المتنائرة ،كما توجد أربع مرايا تقف أمامها أربع نساء في مختلف الأعمار . توجد منضدة في المنتصف وضع عليها مغزل ، تجلس بجوارها فتاة في العشرين من عمرها جميلة ، شعرها الداكن ينساب على ظهارها وهي تغزل الصوف . خيطان الصوف تلف المكان والنساء والأرائك وكل شئ فيبدوا كعش العنكبوت .صوت شلال مياه بالخارج يختلط بصوت عواء الذئاب .
نساء المرايا : أو يرخي الليل سدائله ، وعواء الذئب يؤرقنا
ونسائم صبح مفقودة ،لاتنبئ عن ضيء آت
وخيوط الصوف الموثوقة .تعيق جميع حركتنا
الفتاة : وهذا المعطف مثقوب، يسم الجسد بالبرد
لا يقوى على حمله غيري ،والبرد يفتت أعضائي
نساء م : تهذي كل مساء ، لا تعلم من أبويها ،تقول الموت
يسابقها ، ومعين الحقيقة ينضب
الفتاة : علة يأتي
نساء م : الحلم الأبدي ، يتسرب من بين أصابعها
الفتاة : أقراص الطين المبتلة ، وخليط التبن يلوثها, غيوم تحجب
قرص الشمس ، وماء النبع المتدفق ، يلوثه طين الوادى
نساء م : جياع نحن لأيام .وقيد الصوف يكبلنا ، ذئاب تعوى
بالخارج ، فمن يأتى لنجدتنا ، وبنت الوادى بمغزلها ، بلا
صوف يساعدها ، خراف الوادى قد نفقت ، فتنزع كل
جدائلها
الفتاة : (تنزع جدائلها الطويله وتبدأ فى غزلها على المغزل)
خيوط الصوف الأبديه، تكبل كل الأشياء ، وطيف العشق
بالمرآة ، يلوح بالحلم الأتى
نساء م : سواد الليل بعينيها ، ونور الشمس بوجنتيها
، وسهم العشق بأصبعها ، يميت كل العشاق
الفتاة : (تراقص المغزل وتهيم فى كل أرجاء المكان )
شديدة آلآم المغزل ، ونزع يدمى ناصيتى
" يسيل الدم من رأسها حين تنزع شعرها "
دماء الحرة فى وجهى ، سقى الوجنات الملتهبه
نساء م : شديدة آلآم القيد ، فمن يأتى لنجدتنا
( صوت عواء الذئاب يعلو مع صوت شلال الماء )
وضوء المصباح الشاحب ، بضيق الصدر أنسناه ، يطول الليل
ووحدتنا ، وحشتنا ، وجلستنا ، وجوع البطن الخاوى
ضفادع ملساء تترنح ، لجفاف الماء من الوادي
الفتاة : ( وقد بدت كالصلعاء إ ذ خلا رأسها من نزع الشعر
المتكرر والدم يغطى وجهها)
سأبيع الغزل بالسوق ، وبلونه الزاهى الفتول ، تتسابق عليه
النسوة ، يميل الكف بدينار ،أطفىء به لظى جوعى
نساء م : ونشبع نحن وإياكى
الفتاة : (تتأمل مغزلها ثم تحتضنه )
يلامس أطراف أصابعى ، تسرى النشوه بعروقى، يحمر الخد
من خجل ، من يقوى النظر بعينيه،يراقصنى ، يسامرني
يتلمس خدي المتوقد ، فأشبح فى دنيا النشوه
( صوت عواء الذئاب وقد هجمت على النوافذ الموصده ،
يتحول المكان الى تل كبيره بجانبه غدير صاف ، تختبىء إثنتان من الحطابات خلف التل تتلصصان على المكان . ضوء القمر يلف المكان صوت صوت نقيق الضفادع )
حطابه1 : لنذهب إذا فالبرد شديد
حطابه2 : أكاد أخلع معطفى من شدة الحر
حطابه1 : لن تأتى أبدا
حطابه2 : عليك بالصمت . سترين
حطابه1 : إنك تكذبين علي
حطابه 2 : إنها تأتى كل مساء ، تتحدث الى الغدير ،وكأنه صديق حميم ...هه أنظرى
( ينتفض الرماد ويخرج منه طائر زاهي الألوان ، يصفق
بجناحيه فيتحول الى الفتاة وقد انساب شعرها حتى قدميها ، كما تبدو أصغر سنا وأكثر جمالاً ، فتبدأ فى تمشيط شعرها هى
تنظر الى الغدير وكأنه مرآتها ، تتمتم بأصوات وكأنها
تهمس للنبع)
الفتاة :الأرض والسماء في اتفاق، وإنني أنا الوفاق ، ملتقى ذاك العناق
، البداية والنهاية في الأفق ، أعانق الشفق ، أذوب عشقا في
ترانيم الغسق ، وألبس الثوب الحريري من ثنيات الودق ،
(تسمع عواء الذئاب فتجفل في فزع )
ذئاب الوادى تهاجمنا ، تحيط بنا لتأكلنا
حطابه1 : ("تحاول الهرب فتجذبها الأخرى )" عله جن
حطابه2 : أو علها حورية الماء
حطابه1 : الحوريات فى الجنه ليس إلا
(تحاول الهرب فتجذبها مره أخرى )
حطابه2 : إهدئى أيتها العجله ، دعينا نشاهد جمال الخالق أنظري...
حطابه1 : جمال لم أرى مثله قط . من تكون تلك ؟
(صوت عواء الذئاب ) لنذهب فالذئب يداهمنا
حطابه2 : لا يأكل سوى الشاة
حطابه1 : دعيك من هذا كله ، سأذهب فالموت محقق
حطابه2 : والفتاة ؟ ستشرب من ماء النبع
حطابه1 : الويل لها لو شربت
(تذهب بعيدا تلحق بها الأخرى تخرجن )
الفتاة : (تظهر من الغدير مجموعة النساء ، يتحوطنها فى حنان) أوراق التوت قد نفذت والمغزل أضحى خاوي
نساء الغدير: لديك ضفائر شتى
الفتاة : خراف الوادى قد نفقت
نساء الغدير:لديك ضفائر شتى
الفتاة : ويوم السوق ؟ أترونى أذهب صلعاء ؟
نساء الغدير: عيون الخلق مدحرجه على القدمين، وكل نساء السوق تغار
من لحط العينين ، فلم يخلق بكل الوادى، أجمل من تلك الشفتين
( يتحول المكان الى سوق . تتزاحم فيه نساء كثيرات وقد إنتشر الباعه فى كل مكان، كل ينادى على بضاعته بأصوات
متداخله ، بينما تجلس الفتاة أمام مغزولاتها بألوانها الزاهيه
وهى تبدو فى كامل زينتها ، النساء يتزاحمن حولها .)
بائعة المسك : المسك ينادى المشتاق ، ليسحر قلب العشاق ،اليك يابنت
الوادى، بعطر المسك ومعصمك
بائعة الحناء : نقوش الحنا بالكف ،تنير دروب المستقبل ، عرافات الزمن
الآتي ، بالحناء تدونه . وتقرأ في ندى كفك ، صباح العيد
يناديكي
بائعة الحرير : الحرير للحرائر ليس إلا ، فالحرية طوق معصوم بالموت .
من طوق قزح جمعناه . من فوق أوراق التوت
بائعة الورد : همس بخد الصبايا الورد ، لمس شفاة الصبايا الورد " نعس
ياهداب الصبايا الورد
بائعة الحطب: عيدان الأثل والعرعر، من بين الكادى والزنبق، لتسلم بنت
الوادى وخز البرد
نساء السوق: ( وقد تزاحمن حول الفتاة ومغزولاتها الزاهيه ويتلمسن
بضاعتها )
تناسب بنات الصفوه
إمرأه سوق1: (تنظر للفتاة في دهشة وإعجاب )سبحان الخالق ومن خلقك ، ألا ترون ؟ جمالها يحول عن كل شىء
إمرأه سوق2: ( وكأن الغيرة قد ملأت قلبها ) بلعوم الحوت يتقيئ
إمرأه سوق3: ديدان القز ثروتها
إمرأه سوق4: من أين تأتى بالصوف ؟ وخراف الوادى قد نفقت
( أصوات الزحام حولها حتى يحجبن الرؤيه عنها " جلبه " ) الفتاة : خنقنى صوت الزحمه
نساء السوق: بل خنقها صوت العاشق
إمرأه سوق1: خنقها ينبوع الوادى . هناك تلقى العشاق
( ضحكاتهن هنا وهناك )
الفتاة : مهلا . مهلا كى أرى
إمرأه سوق2: أريد تلك اللوحة
الفتاة : مهلا سيأتى دورك
إمرأه سوق3: أريد اللون الأزرق
إمرأه سوق4: أريد اللون الأحمر
( تداخل الأصوات )
الفتاة : ( لإحداهن ) من فضلك عدى اللوحات المغزولة
إمرأه سوق1: واحدة ، تان ،إثلاث ، أربع
الفتاة : عقيم عدك
إمرأه سوق2: من أين أتيتى ؟
الفتاة : من أرض الشوك ، من تحت شجر الطلح ،
من كوخ الوادى الشرقى
نساء السوق: سهام العشق باصبعها ، تصيب قلوب السوقه (يضحكن )
إمرأه سوق3: خذى دينارين
إمرأه سوق4: خذى ثلاثة دنانير
إمرأه سوق1: بل خمسه
نساء السوق: تبيع جمال هيئتها ، لكل من يدفع أكثر
( يتحول المكان الى الصاله حيث تقف نساء المرايا وهن لا تزلن أمام المرايا بينما تقوم الفتاة بالغزل )
نساء م : جياع نحن
الفتاة : طعام بين أيديكن
نساء م : طعام اليوم لا يشبع برغوثة
الفتاة : (تنزع جدائلها ، تغزل على المغزل وقد إزدادت خيطان الصوف حول المكان وحول النساء بينما هي تداعب مغزلها وتضحك ) يقول أنه آت ، يلامس أطرافى، يسيل العسل الوردى بكل ا لودي
نساء م : شديد برد الليله ، تكبلنا ضفائرها ، تناجى حلما ضائع ، فكيف يسيل الوادى
إمرأه م1 : عسلا ورديا
إمرأه م2 : يروي عطش الصبايا
إمرأه م3 : بل نحن اللاتى عطشى
إمرأه م4 : خيوط الصوف الوردية والزهرية .....
الفتاة : خيوط زهريه ، وأخرى زرقاء ، واللون الزاهى هو الأحمر . لا اللون الأزرق أزهى
( إضاءة زرقاء تعم المكان، بينما بدأ شعر الفتاة ينفذ فتبدو كالصلعاء )
نساء م : سحال عميا تنقب ، عن ثقب في قلب الحائط، لكن الحائط صلد ، وجحافل نمل تغزوه ، لكن الحائط صلد
( تحاولن الفكاك من قيود الصوف ولكن عبثاً محاولتهن وكأنهن فراشات في نسيج العنكبوت )
الفتاة : شلال الماء يدوى ، يملأ أنحاء القريه ، ينادي كل صبية بضجيج الماء المتدفق
نساء م : حذارى من شرب الماء ، حذارى من ماء النبع
الفتاة : عطش يفوق الحد
نساء م : حذارى من ماء النبع ، فمن يشرب أو ارتشف ، يصاب بداء اللون
إمرأه م1 : أو اللونين
الفتاة : سأشرب من ماء النبع
نساء م : حذارى فالموت قرينه، وحوله أموات شتى ، وجلد التل الممتد قد وارى من شربت منه .وأنت إن صابك سوء ، ، فنحن معك قد نعمى معك
الفتاة : ( وكأنها تبحث عن شئ ) عطش يفوق الحد
( تدخل الحطابتان الى الصاله من الباب الأيمن ، تنتفض الفتاة تناولها الحطابة خطابا تتناوله الفتاة ثم تقرأ )
الفتاة :( تقرأ ) " ستأتى بنت المستقبل ، ستشرب من ماء النبع ، تموت كما ماتت ، بنات الجيل السابق
الفتاة : من أعطاكم هذه الورقة ؟
الحطابه 2 : وجدناها فوق التل
الفتاة : يراقص بنت أحلامه ، ويجرع من لمى طرفى ، يلوم من هى مثلى ، تعانى الجوع والعطش ، فياذك الذى نابه ، يصب السم فى النبع ، سأشرب مهما كان الأمر ، فلا عيش مع العطش
الحطابه1 : نخاف عليك سيدتى
الفتاة : كل بنات الوادى عطشى ، والنبع ملىء بالماء
الحطابه 2 : كلهن تخفن الموت ، وكل من شربت من ماء النبع تموت. .التل ملىء بالموتى ، حتى خراف الوادى ، قد نفقت
الفتاة : ( تراقص المغزل )
عيناك يا حبيبى تغسل الغيوم
ولحظك الدافى يبدد الخوف
أقيس اليوم لحظه بلحظه
لكن ساعتى لا تعمل
نساء م : تهيم عشقا بمغزلها ، تناجيه لكى يأتى ، يهيم بغيرها عشقا ، وعود المغزل مكسور
( تصفق بيديها فتحترق وتتحول الى كومة رماد ، يتحول المكان الى التل ينتفض الرماد وتخرج منه الفتاة ، الغدير يبدو ساكنا حيث تنظر فيه كالمرآه وقد أسدل شعرها على قدميها ، تمد يدها فى الماء )
الفتاة : سأشرب منه.... سأروى عطشى
نساء الغدير : ( وقد جلسن حول الغدير) إياكى يا بنت الوادى ، فماء النبع مسموم
الفتاة : سأشرب منه قليلا ، فالموت يراقب خطواتى
نساء الغدير : ( يحاولن إبعادها عن الماء )
ذئاب الوادى قد وضعت أنوافا ملآ بالسم
الفتاة : إذا فالموت يرفرف بكل نساء الوادى؟
نساء الغدير : بل تعمى أعينيهن ، وكل بنات الوادى قد عميت ، إذا ما شربت
الفتاة : سأشرب رغم هواكن ، سأشرب لأننى عطشى ، وكل بنات الوادى ستشربن بلا خوف
نساء الغدير : إذا فالموت يراقبك ، وأنتى بالجهل تأتينه
الفتاة : ( تمد يدها للماء وتشرب )
شربت رغم الخوف ، لأن عطشى سيقتلنى
الفتاة : ( تتحسس أجسادهن ، تفتح عينيها وكأن شيئا قد حدث)
لماذا اللون الأسود ؟ كل شىء أبيض أو أسود ، حتى الأشجار والأحجار وكل شىء ، كل شىء أسود
نساء الغدير : هذا ما حذرناك إياه
الفتاة : والغزل؟ والمغزولات . كيف أبيع أشياءا باللون الأسود ؟
إمرأه غ 1 : عليك العيش باقى العمر، بالونين
الفتاة : إذا بضاعتى بارت ..أين اللون الزاهى ؟ كيف أطرز لوحاتى
إمرأه غ2 :غزل أعمي ، ستأتى جميع النسوه ، تشاهدن بضاعتك
وترفض جميع من في السوق شراء جميع لوحاتك
الفتاة : والجوع ؟ من أين نأكل ؟ لا سبيل لجلب الرزق إذاً
نساء الغدير : إذا عودي لمخدعك . ذئاب الوادي تملأئه ،
( يتحول المكان إلى الصاله والفتاة تقف في المنتصف بينما النساء المرايا الأربع يقفن موثقات بقيود الصوف ، الفتاة تقلب المغزل)
نساء م : سواد كلها الدنيا ، لماذا اللون الأسود ؟
إمرأة م1 : لا بل لون الصبح ، فمعه اللون الأبيض
نساء م : فقط لونين ، دعونا نقرأ الطالع ، من شربت من ماء النبع؟
الفتاة : لا . لم أشرب
نساء م : أ شربت السم ؟ عمى يلف أعيننا
الفتاة : لا . لم أشرب
نساء م : ذئاب السم قد وضعت ، أنوف الموت بالنبع
( صوت عواء الذئاب مع صوت شلال الماء )
نساء م : الذئاب تخاف النور ، سيأتي ضوء الشمس ؟ سحب كثة على
البنور ، تتراقص كالقطعان ، ( في يأس ) لا لن تأتي تلك الشمس
امرأة م3 : صه اسكتى ، ذئب ضخم بالخارج ، يضع أنفه بثقب الباب
( لحظة صمت )
امرأة م4 : حسنا فالذئب لا يأكل بنتا صلعاء
الفتاة :( تغنى وتراقص المغزل )
ينثر الحبر الأسود
يقلم أظافر أمثالى
يقلب دفاتر أشعاره
تراث أجداده يحدده
صراخ الطفلة فى دمه
مسكينة تلك المؤودة
( تنزع ضفائرها تغزل بينما تتدلى أرجوحات من أعلى تتمرجحن عليها النساء الأربع )
نساء م : يمينك تلك أيدينا ، وشعرك ذاك ضفائرنا ، هباءا كل الألوان ، لماذا الصمت سيدتى ؟ لماذا الصمت سيدتى ؟ وجوع الليل يؤرقنا
الفتاة : سيأتى السوق بخيراته ، أبيع الغزل وأطعمكم
نساء م : غزل بائر ، ولون واحد تلاشت منه الألوان
( يتحول المكان الى السوق ، الفتاة جاثمه أمام بضاعتها فى حزن ، فلا نرى أحد يتقدم لشراء مغزولاتها )
الفتاة : ( تنادى على نساء السوق علهن يقدمن على الشراء منها ) نسيج الصوف الداكن ، ضفائر شعرى خيطانه ، سواد الليل بألوانه ، غزلته أنا مل حسناء ، إليك يا بنت الوادى
إمرأه سوق1: ( تقلب المغزولات ) غزل بائس ولون باهت
إمرأة سوق2: شاحب كلون أفعى محمومه
إمرأة سوق3: لماذا الحزن يا ابنتى
إمرأة سوق4: دعوها تلوى مغزلها ، عله يأتى بالأحسن
إمرأة سوق1: عهدنا غزلك يأسرنا ، وقوس قزح بألوانه
الفتاة : مهلا .. مهلا ، فهذا لون العصر القادم
نساء السوق: أسود ؟ لماذا الشؤم ولماذا لون الكحل ، لا .. لن نشتريه
الفتاة : ( فى غضب تبدأ فى نثر الغزل فتعيده الى كومة خيطان متناثره )
يقلب دفتر أشعاره
بالحبر الأسود لونها
تضيع من عينى الرؤيه
عداه الأسود والأبيض
( يتحول المكان الى التل حيث الغدير وهى تجلس على حافته ) الفتاة : حنينى للون الأزرق ، يطوف عليه الأخضر ، لماذا اللون الأسود نساء الغدير : شربت ونحن نهيناك ، تعالي يا بنت الوادى ، تعالي لحظه لنريك (يظلم المكان بينما تضاء بؤرة أخرى وبها مشهد لإبنه تتحدث لأمها التى تجذبها من ناصيتها )
الإبنه : سئمت الكحل والمرآه ، وجدران بها كرباج ، وعلى فقط الإذعان
الأم : أبيك أوصى بالطاعه ، ووضع الكحل بعينيك
الإبنه : لعين هذا الخلخال ، أدمى قدمى
الأم : خالك من أهداك إياه ، فألبسك ليله ميلادك
الإبنه : كلما كبرت ضاق هو ، ويزرع سمه فى كعبى .. آه قدماى تؤلمنى ، من فضلك فكى الخلخال
الأم : وعريس الغد ؟
الإبنه : ما خطبه هو اآخر ؟
الأم : لن يأتى إذا نزع الخلخال
( يعود المشهد للتل ونساء الغدير )
الفتاه : مسكينه يا تلك الإبنه ، وتعانى من قيد الماضى
نساء الغدير : اقتربي هنا كي نرقيك ، وأنتى تعانين من سم الرؤيه
( يشعلن حولها شعله من النار ، ويمسكن ببعض الأصداف ، يعزفن بها أنغاما والفتاه تتوسط الحلقه وترقص )
نساء الغدير : ( يغنين بألحان الرقيه )
رقيناك وقصدناك
وبنور العلم نخطاك --------
ينير أهداب العين
بلوك الطيف عصمناك
فلتسكن بنت الوادى
ولتبرأ من سم النبع
الفتاه : ( وهى ترقص ) آه عيناى تخلع من رأسى
نساء الغدير: ( تواصلن الغناء والعزف )
عيون المجد تناديك
وذئب الوادى يلاحقك
هدب رمشك ، قلم حبر ،
يخط به دفاتر
وأسمك سيدتى
يدونه على الهامش
الفتاه : (تواصل الرقص )
لظى جوعى وبرد الليل ، يزيد السهد فى عينى ، فلا خل ، ولا من حامل المشعل ، ينير الدرب فى ليلى
( تصفق بيديها فتحترق وتتحول الى كومة رماد )
نساء الغدير: عندما داهمها الموت احترقت
إمرأه غ1 : ستنتفض من جديد بلون أزهى من الماضى
إمرأه غ2 : هباءا كل الأفعال ، محال تبصر الوانا ، سوى فى قاع النبع المعهود
الفتاه : ( تنتفض من بين الرماد ) كنت رمزا للخيرات ، أما الآن فوحيده ، تطاردنى عيون النسوة ، وحقد يملأ أعينهم ، أعدن ليالى الماضى ، لينقر لقدومى الدف
نساء الغدير: بل أنت إرث الموؤده
الفتاه : أين الموؤده تلك
نساء الغدير : مهلا . مهلا سنريك
( تبدأ النساء بالعزف على الأصداف ، حيث يبدو سفح التل مقبره تخرج منها أذرع آدميه " صوت آهات " ثم تخرج منها فتيات بأسمال ممزقه ، يضربن الأرض بأقدامهن وينتشرن في أرجاء المكان )
الفتيات : ها نحن أتينا فى الحال ، من المسؤل عن الموتى ، من بيديه وأدنا
مؤودة1 : معاول تحفر قبرا
مؤودة 2 : وأخرى تهيل ترابا بوجنتنا
مؤودة3 : من المسؤل عن الموتى
( يتحول المكان الى الصاله حيث نساء المرايا موثقات أمام المرايا بينما الفتاه تقف فى المنتصف )
نساء م : يكاد البرد يقتلنا ، ثلج يلف نوافذنا
الفتاه : ( تنزع قطعا من ملابسها وتضعها عليهن واحده تلو الأخرى ثم تنزع ضفائرها وتضعها علي رؤسهن )
ها نحن شىء واحد ها نحن جسد واحد
نساء م : نحن أنتى وأنتى نحن بالطبع
( تسمع جلبه من الخارج تدخل فتيات المقابر من الباب الأيسر بأسمالهن المحترقه يتساقط منهن الجلد )
الفتيات : أخرجتينا من مراقدنا ، لن نعود اليه بعد اليوم ، إحملى مصباحك كى نحيا
نساء م : ( يكسرن المرايا فتتشظى الصوره بينما تدخل نساء الغدير من الباب الأيسر ينتشرن فى المكان )
نساء الغدير : (تحاولن أن يشعلن المصابيح لينير المكان ولكن محاولاتهن تبوء بالفشل بينما يسمع صوت هجوم الذئاب على المكان) عليك أنتى الرؤيه ، عليك أنتى القدره ، فالذئب يخاف النور
الفتاه : لكنى سأموت
نساء غ : بالنور تفر الذئاب
الفتاة : أخاف
نساء م : الخوف هو داءك ، الخوف هو موروثك ، الخوف هو قيد أبدي
الفتاة : إذا ماذا أفعل؟
نساء م+غ : أشعلي أنت المصباح . فأنتي بنت المستقبل
( تشعل جميع المصابيح فيختفى صوت الذئاب )
تصفق بيديها وتحترق بينما جميع النساء يواصلن الرقص حول النار تنتفض الفتاة من تحت الرماد كطائر زاهى الألوان تصفق بجناحيها فتتحول الفتيات الى طيور زاهية الألوان ويبدأن بالطيران )
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق