السبت، 10 يوليو 2010

قصة قصيرة : دعوني أموت بسلام تاليف محمد خطاب




بدأت  الشمس في الغياب
ساقطة في سحابة سوداء كئيبة .. معلنة بدأ اسوأ ليل علي الوادي الجديد حيث
لم يعتد اهلها علي شتاء بمثل هذه القسوة .. مطر منهمر علي بيوت طينية بلا
هوادة حتي ان بعضها اصابته انهيارات طينية .. لانور لا ماء سكون الا من
صوت المطر و محركات السيارات والدراجات البخارية يتنقل الاهالي لشراء بعض
الاحتياجات من المحلات مثل الشموع ولمبة الجاز التي ظهرت مرة اخري في
المدينة .. وكان المدينة عادت للقرون الوسطي .. كالعادة استغل التجار
احتياج الناس لها فاصبح سعرها مرتفعا للغاية .. الهواء يفت في عضده وحيدا
بلا اهل .. ولا ونيس بعد أن باءت كل محاولات الأسرة بالفشل في تزويجه ..
لا يعرف إلي الآن سر رفضه غير المبرر لكل الفتيات اللاتي رحشن له .. حتي
من وافق علي رؤيتها وكانت كاملة الاوصاف رفضها دون مبرر . يقف خلف شباك
منزله ينصت لصوت الشوارع الخالية .. ينظر من شباك منزله الي  العمارة
المقابلة له وضوء لمبة الجاز يشع دفئا فيهم .. فتتعالي صيحات تلقائية
الاطفال مهللة، وهم يتحلقون حول لمبة الجاز والام تنهرهما و الاب يامرهم
بالبعد عن اللمبة حتي لا يحترقوا جميعا . جو من المرح اضفاه  ضوء
الشمعة المتراقص طربا مع حركات اصابع الاطفال اللاهية .. وانعكاسات
اطرافهم علي جدران بلكونة منزلهم الاسمنتي كم تمني ابيه أن يبني البيت
بالأسمنت مثلهم لكن حالت ظروفنا الاقتصادية الصعبة دون ذلك .. ذكرياتهم
معلقة في فضاء المنزل.. علي جدران المنزل اصبع اكف من دم الاضاحي.. كانت
احتفالات منزليه رائعة الكل يرقص حول عريس اليوم .. وهو ماعز نحيف نرقص
حوله ونخيفه بحركات تنم عن رغبة قوية في افتراسه ، وهو يصدر اصوات ضعيفة
فيها كثير من الاستسلام .. انها حفلة الوداع وهو لايريد ان يفسدها .. انه
الموت في سلام لايريد ان يضجرنا ببكاؤه او توسلاته .. تتناثر الدماء علي
ملابسنا .. نهلل ونضع ايدينا فيها و نترك اثارنا علي جدران المنزل .. لا
اعرف لما تجتاحني خواطر مثل هذه في ليلة كئيبة كتلك .. ربما اصوات المطر
التي اخترقت سطح المنزل وبدات تملاء صحن المنزل تثير لدي الذكريات .. افكر
في الهرب من المنزل كما حذرني الجيران مرارا


وهل
يفيد الهرب من المقدر والمكتوب ولمن اعيش .. لقد سقطت حجرة ابي وامي ربما
تكون ارواحهم معلقة بها ، لكن لن يحزنوا كثرا لانهم لم يعودوا يسكنون
عالمنا وان كنت اصواتهم تلومني علي سقوطها .. انهار الحمام ايضا شيء صعب
اين اقضي حاجتي الآن ؟! احس باختناق لكني سأبتسم ولن ابكي او اصرخ حتي لا
ازعج الاطفال في جوف الليل عروق الخشب سدت كل المنافذ ولا أستطيع التنفس
إنه الموت يسد منافذ


التنفس
عني ..قلبي يكاد يتوقف .. لكني لن أزعج احد .. سأموت بسلام  .. اصوات
الناس ترتفع متسائلة عن صوت الانهيار يكاد يراهم بعين خياله وهم يقفون في
البلكونات ينظرون الي بيتهم المتهدم متسائلين ان كان احدا بالبيت أم لا ..
ابتسامة الرضي ترتسم علي وجهه وهو ينسلخ عن العالم .. بعد ان توقف كل شيء
ولف السكون المكان
 


بدأت  الشمس في الغياب
ساقطة في سحابة سوداء كئيبة .. معلنة بدأ اسوأ ليل علي الوادي الجديد حيث
لم يعتد اهلها علي شتاء بمثل هذه القسوة .. مطر منهمر علي بيوت طينية بلا
هوادة حتي ان بعضها اصابته انهيارات طينية .. لانور لا ماء سكون الا من
صوت المطر و محركات السيارات والدراجات البخارية يتنقل الاهالي لشراء بعض
الاحتياجات من المحلات مثل الشموع ولمبة الجاز التي ظهرت مرة اخري في
المدينة .. وكان المدينة عادت للقرون الوسطي .. كالعادة استغل التجار
احتياج الناس لها فاصبح سعرها مرتفعا للغاية .. الهواء يفت في عضده وحيدا
بلا اهل .. ولا ونيس بعد أن باءت كل محاولات الأسرة بالفشل في تزويجه ..
لا يعرف إلي الآن سر رفضه غير المبرر لكل الفتيات اللاتي رحشن له .. حتي
من وافق علي رؤيتها وكانت كاملة الاوصاف رفضها دون مبرر . يقف خلف شباك
منزله ينصت لصوت الشوارع الخالية .. ينظر من شباك منزله الي  العمارة
المقابلة له وضوء لمبة الجاز يشع دفئا فيهم .. فتتعالي صيحات تلقائية
الاطفال مهللة، وهم يتحلقون حول لمبة الجاز والام تنهرهما و الاب يامرهم
بالبعد عن اللمبة حتي لا يحترقوا جميعا . جو من المرح اضفاه  ضوء
الشمعة المتراقص طربا مع حركات اصابع الاطفال اللاهية .. وانعكاسات
اطرافهم علي جدران بلكونة منزلهم الاسمنتي كم تمني ابيه أن يبني البيت
بالأسمنت مثلهم لكن حالت ظروفنا الاقتصادية الصعبة دون ذلك .. ذكرياتهم
معلقة في فضاء المنزل.. علي جدران المنزل اصبع اكف من دم الاضاحي.. كانت
احتفالات منزليه رائعة الكل يرقص حول عريس اليوم .. وهو ماعز نحيف نرقص
حوله ونخيفه بحركات تنم عن رغبة قوية في افتراسه ، وهو يصدر اصوات ضعيفة
فيها كثير من الاستسلام .. انها حفلة الوداع وهو لايريد ان يفسدها .. انه
الموت في سلام لايريد ان يضجرنا ببكاؤه او توسلاته .. تتناثر الدماء علي
ملابسنا .. نهلل ونضع ايدينا فيها و نترك اثارنا علي جدران المنزل .. لا
اعرف لما تجتاحني خواطر مثل هذه في ليلة كئيبة كتلك .. ربما اصوات المطر
التي اخترقت سطح المنزل وبدات تملاء صحن المنزل تثير لدي الذكريات .. افكر
في الهرب من المنزل كما حذرني الجيران مرارا


وهل
يفيد الهرب من المقدر والمكتوب ولمن اعيش .. لقد سقطت حجرة ابي وامي ربما
تكون ارواحهم معلقة بها ، لكن لن يحزنوا كثرا لانهم لم يعودوا يسكنون
عالمنا وان كنت اصواتهم تلومني علي سقوطها .. انهار الحمام ايضا شيء صعب
اين اقضي حاجتي الآن ؟! احس باختناق لكني سأبتسم ولن ابكي او اصرخ حتي لا
ازعج الاطفال في جوف الليل عروق الخشب سدت كل المنافذ ولا أستطيع التنفس
إنه الموت يسد منافذ


التنفس
عني ..قلبي يكاد يتوقف .. لكني لن أزعج احد .. سأموت بسلام  .. اصوات
الناس ترتفع متسائلة عن صوت الانهيار يكاد يراهم بعين خياله وهم يقفون في
البلكونات ينظرون الي بيتهم المتهدم متسائلين ان كان احدا بالبيت أم لا ..
ابتسامة الرضي ترتسم علي وجهه وهو ينسلخ عن العالم .. بعد ان توقف كل شيء
ولف السكون المكان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق