الاثنين، 12 ديسمبر 2011

سيناريو : أحلام حقيقة ج1




بسم الله الرحمن الرحيم
مشهد / 1   ليل / خارجي


جو ضبابي حالم .
الكاميرا  تحمل وجهه نظر من يحلم . السرعة بطيئة والسماء تمطر بغزارة، البحر أمامنا . نرى رمال الشاطئ وتأثير سقوط المطر عليها والبحر المظلم على يميننا .
ينزل تتر الفيلم مع رؤيتنا البطيئة للمطر وصوت أنفاس من يحلم .. من الواضح أن من يحلم يجد صعوبة في الجري ويكاد يسقط أكثر من مرة .     
مع إنتهاء التتر نصل إلى مكان على الشاطئ غير واضح الملامح .
( بإستماته )
آآآآيه ....................... آآآيه
الأحداث تتسارع فجأه بطريقة غير طبيعية كالأحلام فنرى طفلة صغيرة تبدو في الرابعة من عمرها ويبدو عليها الرعب .
( بخوف )
الطفلة
ماما
يظهر للشخص الذي يحلم ذو الصوت الأنثوي وجه . إنها إمرأة جميلة لكن يبدو أنها في حالة مزرية و تقترب من الفتاة الصغيرة .
( بإستماته )
صوت رجل
آآآيه
نرى وجه الرجل الذي يبدو مصاباً وتبدو عليه إمارات الرعب وكأنه خائف على الطفله من المرأه .
تحاول المرأه أن تصل للطفله بإستماته ثم نفاجأ بتناثر الدماء على وجهها .  




مشهد / 2   ليل / داخلي
الشقه / غرفة النوم
تستيقظ سارة فجأه وهي في قمة الفزع . سارة هي المرأة التي كانت تحلم في الحلم . تلتقط أنفاسها بصعوبة ثم تنير الأباجورة التي على الكومودينو بجوارها . هناك كوب من الماء تلتقطه من على الكومودينو وترتشف منه قليلاً .
بجانب كوب الماء هناك صورة لسارة تحتضن طفلة يبدو عليها أنها غير منتبهه ورجل لا ينظر إلى الكاميرا بل ينظر إلى سارة دون أن تشعر .
الطفلة والرجل أيضاً هما من كانا في الحلم .
تنتظر سارة لثواني ثم تزيح الغطاء عنها وتقوم من السرير . بجانبها شخص نائم أنه أحمد زوجها الذي في الصورة لكنه نائم ووجهه للجانب الآخر من السرير ويبدو انه مازال نائماً . سارة تتجه إلى خارج الغرفة .
أحمد يفتح عينيه فجأه وكأنه كان يتظاهر بالنوم .




مشهد / 3   ليل / داخلي
الشقه / الرواق


ساره تمشي في الرواق والشقه تقريباً غير مضاءه . إنها متجه إلى غرفة معينة .




مشهد / 4   ليل / داخلي
الشقه / غرفة آيه


تفتح ساره الباب في حذر فنرى إنعكاس الضوء الخافت المنار في الرواق وهو يضئ وجه آيه النائمة كالملاك في سريرها الصغير ونلاحظ انها الفتاه من الحلم وفي الصورة .
تقترب ساره من آيه على أطراف أصابعها فهي لا تريد إيقاظها . وتجلس على سريرها الصغير بجوارها . ترفع الغطاء قليلا على أية.
تسمع فجأه صوت شئ من خارج الغرفة فتلتفت ساره في حذر .
تقوم ساره من على السرير خارجه من الغرفة في الإتجاه الذي تظنه تسبب في الصوت .










مشهد / 5   ليل / داخلي
الشقه / الصالون 
تتحرك ساره في حذر ناحية الشرفه التي تبدو مفتوحه ويتسلل منها ضوء القمر وبعض نسمات الهواء التي تعطي أشكالاً للستائر .
تتجه ساره ناحيتها ببطء وبحذر ثم تزيح الستاره لنسمع صوت فجأه ..... أنه صوت مواء قطتها التي أفزعتها الحركة المفاجئه للستاره .
ساره تفزع ثم لا تلبث أن تهدأ .
تستديرفي إرتياح لتصطدم بأحمد فجأه وتطلق صرخه تفزع أحمد .
( بفزع )
أحمد 
أيه في أيه ؟
تضع ساره يديها على صدرها وتلتقط أنفاسها بعد أن أدركت أنه أحمد .
( بعصبيه )
ساره
أيه اللي مصحيك دلوقتي ؟
أحمد 
ملقيتكيش جنبي قمت أطمن عليكي
تتحرك ساره بإتجاه الغرفه 
ساره
أنا كنت قايمه أشرب ... وداخله أنام تاني 
تلتف ساره حول أحمد لأنه كان في طريقها وتتجاهله وتتجه لغرفة النوم 








مشهد / 6 نهار / داخلى 
الشقة / السفرة


السفرة والصالون مفتوحان على بعضهما مما يعطى للمكان إتساعا. المكان ذوقه عالى ويدل على أن أصحابه ميسورى الحال. الحوائط شبه عارية إلا من لوحة تشكيلية واحدة,  بين الأنتريه و السفرة هناك بيانو أسود.
أحمد يبدو كشخص محترم ، من نظرة واحدة تعرف أنه دمث الخلق وتعرف أيضا أنه لا يمكن أن يكون دونجوان.  يصفف شعره على الجانب و يرتدى نظارة وملابسه كلاسيكية.
أحمد جالس على طرف السفرة يتناول افطاره المكون من أطباق صغيرة من الجبن واللانشون الذى يكفى شخص واحد وساره تقف على جانب السفرة تصنع سندوتشات لنفسها فى سرعة وعجلة من أمرها تقف الدادة على الجهة المقابلة لساره وهى تصب الشاى لأحمد ثم تبدأ  فى صب الشاى لساره التى تاكل من السندوتش فى عجله .
ساره 
لالا شكراً .. مش هالحق أنا نزله حالاً. 
أحمد يبدو مركزاً  فى طعامة لكنه فى الحقيقة لا يأكل إنما يحرك أحد الاطباق التى أمامه وهو سرحان فى شئ آخر . 
بدون أن يرفع عينه عن الطبق .
 أحمد 
الدكتور وصفى وحرمة جايين النهاردة         
                                                                ساره 
                    آه ما أنا عارفه .
 أحمد
ياريت تيجي بدري علشان تجهزي الحاجة قبل ما ييجو .
ساره
                 هما هييجو الساعة كام .
       


أحمد 
          تمانية تمانية ونصف
سارة 
طيب انا هاجى قبل كدة... ودادة كريمة هتكون
            مجهزة العشاء وكل حاجة.
 ينظر لها أحمد نظرة من لا يعجبه الأمر .
تدخل آيه وهى أبنتها ذات الاربع أعوام الى حجرة الطعام وفى يديها دبدوب  وتتجه مسرعة الى داده كريمة لتقبلها .
الداده 
صباح الخير يا حبيبتى . 
ثم تتجه الى والدها التى تظهر عليه مظاهر الضيق لأن آيه ذهبت بدون أن تلحظ أمها الى الكرسى المقابل لة على المائدة امام كوب من اللبن الذي كان موضوع لها.


 سارة تبعد بيدها الستائر محاولة النظر الى الشارع لتعرف إن كان أوتوبيس العمل جاء أم لا .
أحمد 
                   مش تقولى صباح الخير لماما يا آيه . 
فى سرعة وكالببغاء .
آيه
صباح الخير يا ماما 
تلتفت سارة لآيه .
ساره
صباح الخير يا حبيبتى .
ثم تنظر مره اخرى للشارع ... تترك سارة الستارة  ثم تتجه ناحية المائدة مره أخرى لتأخذ قطعةمن التوست وتأكل منها وهي مازالت واقفة . 
داده كريمه 
ياللا يا آيه ... هنسيب الدبدوب ده هنا 
تأخذه منها دادة كريمة وتضعه على كرسي
ثم تأخذ داده كريمه بيد آيه وتتجه خارجه من المنزل . 
أحمد وساره صامتين ، هومازال يداعب طبقه أما هي مازالت تأكل وهي واقفة . 
تتفقد المنظر خلف الستارة مره أخرى . فنرى داده كريمة وهي تدخل آيه داخل الأوتوبيس ثم ينطلق الأوتوبيس شرقاً .
أحمد
ساره 
تلتفت له ساره .
( يكمل ) 
أحمد 
مفيش بس كنت عايز بس أقولكـ ... 
يقاطعه صوت أوتوبيس العمل الخاص بساره وهو يستعمل آله التنبيه .
تلتفت ساره للستاره مره أخرى فترى الأوتوبيس .
ساره
لازم أنزل دلوقتي حالاً  
تتجه ساره بإتجاه الباب .
( تكمل ) 
ساره 
باي باي 
ثم تغلق الباب خلفها . 
يغلق أحمد عينيه بعد سماع إنغلاق الباب لمدة ثلاث ثواني ثم يداعب نفس الطبق بعصبيه 
يقوم أحمد من كرسيه ويتجه إلى الستاره التي كانت ساره تسترق النظر منها للشارع ويرى ساره وهي تصعد إلى أوتوبيس العمل ثم تغادر غرباً . 
      


مشهد/ 7   نهار /داخلى 
داخل الاتوبيس المتجة الى عمل سارة 


الاتوبيس يتحرك فى شوارع القاهرة ويتوقف بين الحين والاخر بسبب الزحام او الاشارات الضوئية . سارة مازلت سرحانه فى عالمها الخاص وإن كانت اقرب الى الحزن تجلس بجانب شباك الاوتوبيس تنظر الى الخارج لكنها فى حقيقة الامر سرحانة تماما . تداعب قلادة فى رقبتها بها قلب صغير من الذهب.
هناك سيدتان احدهما ممتلئة وتبدو فى الاربعينات من عمرها وهى تحدث زميلتها بلهجة جعلت الاخرى تنتبه اليها.  السيدة الممتلئة  تتكلم بكل جوارحها .
السيدة الممتلئة
وشالنى وركبنى معاه على الحصان . وقعدنا
              نجرى بيه لغاية موصلنا للقصر بتاعه
بلهفة 
( زميلتها )
عنده قصر 
سارة بدأت تنتبه للحوار بتعجب وابتسامة . 
السيدة الممتلئة
قصر زى بتاع الحواديت مكنتش عارفة أجيب آخره 
زميلتها
وبعدين
( بخيبة أمل )
السيدة الممتلئة
وبعدين الواد حمادة صحانى من النوم عملها 
على نفسه زى كل يوم وكان عيزنى أغيرله  
( بخيبة أمل )
زميلتها 
وده وقته برده .
السيدة الممتلئة 
متفكرنيش ده انا من ساعتها ولا طيقه حمادة ولا ابوه
تضحك زميلتها وتبتسم سارة ورائهم .
الاوتوبيس متوقف بسبب اشارة ضوئية . سارة بعد ان تضحك تنظر مرة اخرى الى خارج الاوتوبيس استعداداً لأن تسرح من جديد لكن يستوقفها احد الاشخاص المنتظرين على الرصيف والذى ينتظر لكى يعبر الطريق 
تحاول ان تراه بشكل واضح لانه ينظر بجانب وجهه يمينا ثم يساراً .
يبداً الاوتوبيس فى التحرك وسارة لم تتيقن بعد ان كان هو هذا الشخص 
قبل ان يبتعد الرجل تماما ترى سارة وجهه بشكل واضح وكامل ويظهر على ملامحها انه ليس من كان تتوقعه .
تجلس سارة مرة اخرى فى هدوء وتستند الى زجاج الشباك وكأنه يمدها بالحنان وتطلق زفيراً وتغلق عينها فى تأمل .




مشهد /8          نهار / داخلى 


الشركه / مكتب ساره ، سميره 


سميرة و سارة يبدوان كالإخوة ، ذوق ملابسهما واحد ، حجمهما قريب من بعضهما حتى أن قصة شعرهما واحد . لو أنك لا تعرفهما لخمنت أنهما إخوة رغم أنهما أصدقاء. 
عم فرغلي الساعي على الباب
عم فرغلي
                              تشربوا حاجة   
في نفس الوقت
سارة وسميرة
                              نسكافيه بلا –
يضحكان ثم يكملان مع بعض ثانياً 
سارة وسميرة
                                بلاك
يضحكان ثانياً ... تفيد سارة سميرة بأن تتكلم 
سميرة
                               أثنين نسكافيه بلاك يا عم فرغلي


سارة وسميرة تكتبان على " الكي بورد "  للكمبيوتر ونسمع صوت الكي بورد ثم ذبابة تزن فى منتصف الغرفة وفجأة تضربها سميرة بالجريدة.
تضحك سارة بأزدراء وقرف . 
ساره
يامؤرفة . 
سميره 
اعمل ايه معرفش اشتغل وفى حاجة بتزن على ودنى. 
يكملان الطباعة 
ساره
اتاريكى مابتحبيش الاستاذ عبد الحميد. 
سميره 
ودة يتحب من انهى ناحية ده. 
تضحك ساره . 
 ( تكمل )
سميره 
انا مش عارفة انتى بقالك مستحملاه سنتين 
ازاى.  ده أنا بقالى فى الشغل هنا تلات شهور و جابلى إكتئاب. 
تضحك سارة 
ساره 
بس لحسن ييجي فجأة ويسمعك. 


فجأة عند باب المكتب شخص ذو ملامح حادة.    هو الأستاذ عبد الحميد. 


عبد الحميد


مدام سارة عايزك فى المكتب حالا.


ثم يختفى وراء الباب.  سارة وسميرة ينظران لبعضهما.




مشهد /9                                                                                           نهار/ داخلى


مكتب عبد الحميد


عبد الحميد جالس على مكتبه و أمامه كمبيوتر.  سارة دخلت المكتب.  


عبد الحميد
مش عارف أفتح الملف ده يا باشمهندسة ممكن تفتحيهولى.


يشير إلى الكمبيوتر.  تتحرك سارة وتصل إلى الكمبيوتر بوضع صعب وغير مريح لأن عبد الحميد لايتحرك من مكانه وهى تريد تفاديه.


يمد يده محاولا الوصول إلى شئ وهمى على المكتب فيقترب منها أكثر لكنها تبتعد. هى قريبة من عبد الحميد الذى يشمها.  يبدو عليه الإستمتاع بطريقة مريضة.


عبد الحميد
حلو أوى البرفان ده... ده إسمه إيه يا سارة؟
تنهى سارة ما تفعله على الكمبيوتر. 


(بجفاف)
سارة
معرفش حضرتك... جوزى إللى جابهولى...حاجة تانية


عبد الحميد
ممكن بس تطبعيلى الملف.
 تضغط سارة زر الطبع.


هناك ماكينة زيروكس بجانب باب المكتب تبدأ في الطبع .  تتجه سارة إليها.  يتابعها عبد الحميد بنظره ثم يقوم ويتحرك ببطء ليصبح خلفها.
سارة غير مرتاحة له وتعدل من وضعها.


عبد الحميد
الماكينة ديه مجننانى
ينتهى الطبع.  تعطيه سارة الورق .


سارة
إتفضل يا أستاذ عبد الحميد... لو حضرتك عاوزنى أطبعلك
 ورق تانى ممكن أطبعه من مكتبى.
تتجه خارجة من المكتب. لكن عبد الحميد يستوقفها. وهو غير سعيد من طريقة تعاملها معه.
ويشير إلى رزمة كبيرة من الورق.


عبد الحميد
بعد إذنك يا مدام سارة...أنا عايز الورق ده تكتبيه على الكمبيوتر
 ويكون على مكتبى كمان ساعة.
تنظر له سارة شذرا.


مشهد/ 10 نهار / داخلى
مدرسة آيه / فصل آيه 


الأطفال يبدون كالملائكة في هذه السن خاصه وهم يرتدون زي المدرسة الموحد . آيه تجلس في الصف الثاني وسط أطفال كثيرين . 
هناك مدرسة تبدو حانية وتعرف كيف تتعامل مع الأطفال . الأطفال كلهم منتبهون لها . 
المدرسة 
ولازم نحب الناس كلها علشان ربنا بيحبنا . وأكتر واحد 
لازم كلنا نحبه مين ؟ 
الأطفال في صوت واحد . 
الأطفال 
ربنا 
المدرسة 
ومين أكتر ناس نحبهم بعد ربنا ؟ 
الأطفال 
ماما وبابا 
آيه قالت " داده كريمة وبابا " لكن صوتها إختفى وسط صوت الأطفال . 
تنظر آيه للأطفال حولها في تعجب ثم تنظر للمدرسة .
آيه 
داده كريمة وبابا  .... و ماما
تبتسم المدرسة وتتوقف عن مخاطبة الفصل وتتجه نحو آيه . 
المدرسة 
بتحبي داده كريمه أكتر من ماما. 
تهزآيه رأسها في سعادة بما معناه " نعم " 


المدرسة
لأ المفروض تحبي ماما أكتر.
آيه 
ليه ؟ 
المدرسة
علشان ماما بتعمل عشانك حاجات كتير ... مين بيشربك اللبن
 وبيجبلك حاجه حلوة ؟
( بعفويه )
آيه
داده كريمة 
تبتسم المدرسة 
المدرسة
طب مين بيلعب معاكي ؟
آيه 
هيه 
المدرسة
طب مين اللي بيغطيكي قبل ماتنامي ؟
آيه
داده كريمة وبتحكيلي حدوته قبل النوم 
المدرسة 
بس أكيد ماما بتحبك أكتر واحدة في الدنيا 
آيه
بابا دايماً بيقول أن  ماما بتحب الشغل قوي 
تنظر لها المدرسة بتعجب باسم .


Cut
المدرسة تكلم الأطفال كلهم .
المدرسة 
مين أكتر ناس بنحبهم بعد ربنا
ثم تلتفت إلى آية
                                                (تكمل )
                                 المدرسة
                وبعد داده كريمه
                                                 الأطفال
ماما وبابا 




مشهد / 11 نهار / داخلي  
الشركة / المكتب


سارة وسميرة تتسابق يديهما على الكى بورد
سميرة 
آيه عاملة ايه ؟ 
سارة 
الحمد لله ... ما بتعملش حاجة غير بالدبدوب 
اللى انتى جيبتهولها ... دبدوب طنط سميرة ... دبدوب طنط سميرة
سميرة 
ياحببتى ... دى عسوله خالص. 
تتوقف سميرة عن الكتابة 
سميرة
أنا خلاص أديا نملت ... مش قادرة ... هو فاكرنا ايه ... احنا
                       مهندسين كومبيوتر مش آله كاتبة 
سارة تحاول السيطرة على نفسها
يدخل الأستاذ عبد الحميد كالإعصار الى المكتب بدون استئذان وفى يدة رزمة من الاوراق.

عبد الحميد 
ايه ده يا مدام .. دول.. دول مايجوش نص الورق.
( بتحدى )
سارة 
احنا شغالين من اول اليوم زى الحمير علشان نخلصّلك الورق ده 
بصوت عالى غاضب. 
عبد الحميد 
زى مين قال زى .. اللى يشتغل بالبطئ ده والهرجلة اللى 
فى الورق ده لازم يبقى حمار . 
( بغضب هادر)
ساره 
احترم نفسك ..انا مسمحلكش تعدى حدودك معايا 
تتعالى اصواتهما ويبدأ الموظفين فى التجمع. 
عبد الحميد
حدود ايه يا ام حدود انتى. 
يقطع الورق الى نصفين ويرمية على الارض. 
                                                           عبد الحميد
اتفضلى اكتبى الورق دة تانى .. انتى والسينيورة الى معاكى 
تهم سميرة بالرد لكن سارة تسبقها. 
سارة 
لاخر مرة بقولك متعديش حدودك ..والورق دة انا مش كتباه تانى 
عبد الحميد 
بتمتنعى عن العمل .. شاهدين ..المدام بترفض امر من 
                 مديرها المباشر ... انتى متحولة للتحقيق يا مدام 
سميرة تلتقط الورق الذي مزقه عبد الحميد ينظر إليها 
( يكمل )
عبد الحميد
وصاحبتها هتشتغل ولا لاء ؟ 
تنظر له سميرة ثم تمزق الورق إلى نصفين مرة أخرى
يستدير عبد الحميد ليغادر المكتب. 
عبد الحميد 
انتو ملكوش شغل ...انتو مكانكم البيت 
يغادر المكتب وسط الموظفين الذين حاصرو المكتب. 
تجلس سارة على كرسيها مرة اخرى فى اكتئاب .


مشهد/ 12 نهار /داخلى 
الاوتوبيس


نرى سارة فى انعكاس مراة السائق الكبيرة وهى تبدو منهكة ومتعبة ومنكسرة تجلس وحيدة كعادتها تنظر امامها للاشئ . 
نقترب منها لنرى انها مستندة على زجاج الشباك وتركت نفسها لتسقط اكثر داخل الكرسى عيناها متثاقلتان تغلقهما ببطء .ثوانى وتغلق عيناها ولا تفتحهما .

Flash cut  
جو ضبابى حالم غير واضح الملامح .
الكاميرا تاخذ وجهة نظر من يحلم بالضبط كالحلم الاول .
سارة تتحرك بخطى بطيئة داخل اروقة مكان ما ثم تدخل مكتب بدون استئذان. انه مكتب استاذ عبد الحميد. 
عبد الحميد يحادث شخص فى الموبيل الخاص به ومعطيا ظهرة الى الباب الذى فتح لكنة يلتفت مع فتح الباب وينظر بازدراء الى سارة ولا يعيرها انتباه ويكمل حديثة فى الموبيل الخاص به ويعيطيها ظهرة تقترب سارة منة بخطواتها البطيئة ثم ترفع تمثالا على مكتب عبد الحميد فى يديها وتقترب من حتى تصبح خلفة تماما .
يلاحظ عبد الحميد انها اصبحت خلفة تماما فيلتفت لها فى تعجب لكنها تعالجة بضربة مفاجئة من التمثال .
 يرسم خط من الدماء على الحائط خلف مكتب عبد الحميد ويسقط هو على مكتبة ليبعثر ما علية ويبدأ فى مقاومة السقوط على الارض لكنها تعالجة بضربة اخرى ثم اخرى 
Flash cut end 


سائق الاتوبيس 
يا مدام سارة ...يامدام سارة 
تفتح سارة عيناها لتفاجا انها فى الاتوبيس المتوقف امام بيتها وانها كانت نائمة على نفسها 
سارة 
وصلنا يا مدام ... بيت حضرتك 
تنظر للخارج فتجد نفسها فى شارع بيتها .. تلملم نفسها بسرعة وتنظر فى ساعتها . إنها الساعة الخامسة . 
تقوم من كرسيها باتجاه الخروج .


مشهد/ 13     نهار/ خارجي 
الشارع أمام منزل سارة 


الأتوبيس يتحرك مغادرا لنرى خلفة سارة النائمة على نفسها تحمل حقيبتها بيديها الاثنان وتبدو وكأنها تتذكر شيئا ما ...وتبتسم ابتسامة خفيفة وتتجه نحو عمارتها .


مشهد / 14        نهار/ داخلى 
داخل منزل سارة

سارة تفتح باب شقتها .صوت التليفزيون مرتفع ...انها آيه تشاهد الكرتون. تعلق سارة حقيبتها على احد الكراسى الخاصة بالسفرة ثم تتجة نحو آيه وتقبلها. آيه لا تشعر بها تقريبا . الضوء المنعكس على وجة آيه من التليفزيون لة تاثير السحر عليها .
سارة 
المدرسة كانت حلوة النهار ده يا آية ؟ 
تستمر سارة فى الاتجاه نحو التليفزون وكانها سالت آيه السؤال ولا تهتم حقيقة بالاجابة.
 تخفض سارة من صوت التليفزيون . 
آيه لم تتحرك او يبدو عليها انها سمعت امها .
سارة تتجة بعدها الى المطبخ لتتفقد داداة كريمة . تقوم آيه من كرسيها لترفع صوت التليفزيون مرة اخرى ثم تعود الى كرسيها مرة اخرى بطريقة آليه وترجع الى نفس الوضع الاول مرة أخرى .




مشهد/ 15 ليل/ داخلى 
السفرة

احمد وسارة جالسين على السفرة فى الجهة المقابلة لهم يجلس الدكتور وصفى وزوجتة .
دكتور وصفى فى الخمسينات من عمرة وزوجته تبدو فى الاربعينات .السفرة عليها انواع من الطعام المعدة والمقدمة غاية فى الذوق.
زوجة الدكتور وصفى ترتدى ملابس سهرة وبعض المشغولات الذهبية اما سارة فترتدى ملابس بسيطة لكنها شيك .
احمد والدكتور وصفى يرتديان حلتان بدون كرافتة. 
الاربعة يضحكون و ان كانت سارة تبتسم. 
أحمد 
لالالا يا دكتور لأحسن تصدق 
دكتور وصفى 
زي ما بقولك كدة يا سارة مابيعالجش غير المريضات  
             الحلوين ويسيب للعبد لله اللى فوق السن مع إنى رئيس القسم.
يضحك وتضحك زوجتة وأحمد وتبتسم سارة .
ولكن خلف ابتسامة سارة تشعر بحزن وعدم انتماء الى هذة الجلسة تشعر انها تتصنع هذة الابتسامة وتبذل فيها مجهود كبير. 
سارة تداعب بيديها سلسة حول عنقها تداعبها وهى لا تشعر انها تفعل ذلك .
أحمد 
سارة 
تنتفض سارة انتفاضة بسيطة . 
( يكمل )
احمد 
مش تعزمى على ضيوفك لحسن شكلهم مكسوفين 
سارة 
اتفضلو يا جماعة انتو مش محتاجين عزومة 
دكتور وصفى 
عزومة ايه داحنا هنخلص على الاكل وعالله تلاقو حاجة تاكلوها 
يضحكون 


مشهد/ 16 ليل/ داخلى 
الشقة/الصالون
أحمد 
الـ mother cells research دلوقتي بقى في كليفورنيا 
وصفي 
بعد الـ scam اللي حصلت في كوريا السنة اللي فاتت طبعاً بقوا نمبر ون


الدكتور وصفى وأحمد جالسين على الأريكه.  سوسن واقفه تتأمل اللوحه الوحيدة ثم ترى امضاء ساره عليها.
( متسائلة )
سوسن 
سارة هى الى رسمت اللوحة دى ؟ 
ينظر احمد لها واللوحة . 
احمد 
آه طبعا دى سارة كانت بترسم حاجات احسن من كدة 
سوسن 
Wow دة انا لولا شوفت اسمها على اللوحة كان مستحيل 
هعرف ... دة شغل proffessional  وفية موهبة باينة
يقف احمد ويتجة تجاة اللوحة . 
أحمد 
اللوحة دى سبب تعرفنا على  بعض .. اشتريتها 
 وكنت عايز اعرف الى رسمتها . 
            وعلشان اللوحة دى الوحيدة الى قانونيا بتاعتى سمحتلى 
انى اعلقها
سوسن 
وهى لسة بترسم ولا لا ؟
احمد 
بقالها فترة مبطلة .. يمكن اربع خمس سنيين........ 
من ساعة لما إتجوزنا تقريبا. 
سوسن 
حرام موهبة زى دى تدفن .. ما هو دة عيبنا يا
                ستات من ساعة لما اتجوزنا وتقريبا المواهب
والاهتمامات الشخصية دايما بتيجى بعد البيت
                 والعيال  والف حاجة تانية تبقة مهمة ساعتها 
ترجع سارة من المطبخ وهى تدفع عربة صغيرة بعجل عليها الجاتوه واكواب الشاى 
ترجع سارة من المطبخ فيراها الدكتور وصفى ومعها الجاتوه . 
وصفى 
ادى المواهب الفنية الى الواحد يقدرها.
تلتفت سوسن الى سارة .  
سوسن 
مخبيا علينا المواهب دى ليه يا سارة. 
يتجة احمد وسوسن الى الانترية مرة اخرى ..سارة قطعت الجاتوه وتضع لكل شخص فى طبقة.
 تلتفت سارة الى سوسن .  
سارة 
مش مخابياها ولا حاجة بس مبقاش فى وقت للحجات دى. 
سوسن 
اه لو نعرف قيمة الحجات دى ..صاحبتى كامليا كان عندها 
هواية برضة ..التفصيل كانت بتفصل حجات وكنا بنبعها فى 
                النادى لصالح المشاريع الخيرية وصفى عارفها. 
وصفى ياكل الجاتوه .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق