م /51 ل / خ
خارج المنزل
جمهور من الناس على شكل دائرة حول حسن و خصمه في لعبة التحطيب ..
ضربات حسن قوية للغاية و كأنه ينفث فيها غضبه , يتلقاها خصمه بصعوبة ...
ينهي حسن المعركة بضربة شديدة توقع خصمه أرضا في عنف ...
يقف حسن في منتصف الدائرة في فخر .... منصور وسط الناس يبدو شاردا لكن أبيه يربت على كتفيه ....
يدخل شخص آخر إلى الدائرة , يبدو قويا ... شخص يهمس بشئ لعلي حفني فينصرف مسرعا .... حسن يلحظ ابتعاد علي حفني ...
يتبادلون الضربات لكن قوة ضربات حسن توقع بعصا خصمه على الأرض , يضربه حسن ضربة قوية تسقطه ... يلتقط حسن عصا خصمه و يقذفها في اتجاه منصور الذي يلتقطها آليا لأنها متجهة نحوه ...
منصور يجد نفسه محاطا بأنظار الناس و العصا في يده .. يتقدم منصور إلي منتصف الدائره .. حسن يرمقه بنظرة نارية
يلفان حول بعضهما كأنهما يدرسان قوة بعضهما .... يندفع حسن بقوة لكن منصور يفاديه
ضربات حسن قوية للغاية لكن منصور يتعامل معها بذكاء يمتص قوتها ..
يتفادى منصور ضربه لحسن ثم يلمسه بالعصا ولا يضربه بها .. ليظهر أنه فاز يهلل الجمهور فرحاً .
حسن يقف مكانه ويدور مره أخرى مستعداً لجوله أخرى .. ضرباته أقوى هذه المره .. منصور يمتص ضرباته ثانية .. حسن يبدو كالثور الهائج .. منصور يتفاداه ويوقف عصاه على رقبه حسن . يشق على حفني صفوف الناس .
على حفني
براوه عليكوا .. سهرتوا الناس الليلة .. يالله كل واحد على داره وكل سنه وأنتوا طيبين ..
م / 52 ل / خ
المنزل
أنصرف الناس ألا من بعض الخدم الذين يجمعون القمامه ويعيدون الكراسي لمكانها . حسن يشعل سيجاره ويبتعد عن المنزل .
على حفني
حسن
يتوقف حسن حتى يلحق به أخيه
على حفني
أنت عارف معزتك عندي ولا لأ
حسن
طبعاً يا خوى
على حفني
أنت أبني أنا اللي مربيك .. أوعى تفتكر أني طمعت لمنصور في الولايه من بعدي لا
حسن ينفث دخان سيجارته
حسن
أنا بس خايف عليه .. مش شغلانته .. والناس متربصين لنا
على حفني
لو هو كان أخوى وأنت أبني .. برضك كنت مسكته مكاني
يلتفت له حسن التفاته كامله في عدم فهم ..
على حفني
أنا وأنت زي بعض ما نعرفش نفك الخط .. أه الدنيا قوتك وقوتني بس مش كل حاجه بتعلمها الدنيا .. أنت زي الطور .. كسبك في التحطيب إزاي ؟!
يشير على حفني إلي رأسه ..
على حفني
بده .. العلام بيفتح المخ .. أمال أنا علمته ليه.. أنت عايز تكون كبير على ناس صغيرين
على حفني يمسك حسن من كتفيه
على حفني
ولا تكون كبير على الكبار
منصور وأنت وراه هتكبروا اللي أنا عملته .. مع بعض .. و عايزك بكره تشوف حد يستاهل القتل و تخليه هو اللي يخلص عليه .
يهز حسن رأسه
م /52 أ ل / خ
أراضي زراعيه
منصور يتبع حسن الذي يحمل بندقية على كتفه الأثنان يخترقان أراضي زراعيه كالأدعال تخفيهما داخلها .. من بعيد يظهر منزل ريفي متواضع ..
حسن يشير إلي المنزل ..
حسن
البيت هناك أهه
يقتربان أكثر وقبل أن تنتهي المنطقة الزراعية التي يختفيان خلفها يعطي حسن البندقية لمنصور .. منصور يصوب البندقية ناحية المنزل الذي تظهر خارجه عائله وهناك سيدة كبيره بينهم ..
منصور
هو عمل إيه ؟
حسن
كان بيشتغل مرشد مع الحكومه
يظهر شاب من داخل المنزل لينضم إلي أفراد العائله .. حسن يشير إليه ..
حسن
هو ده اللي هتطخه ..
يركز منصور أكثر في التصويب وعندما يكون الشخص في مرمى البندقية يرى وجهه أنه الطيب الشاب الذي كان معه في البيجو ..
منصور
(بذهول)
ده الدكتور .. ده كان بيشتغل مرشد
حسن
لا المرشد هربان وده أخوه الدكتور .. أهم واحد في عيلتهم .. علشان يبكوا عليه ويعرفوا طعم الحزن .. لو صعبان عليك نشن على قلبه يموت طوالي ..
ينظر حسن لمنصور كي ينجز المهمة .. منصور يحاول أن يعتصر زناد البندقية ..
حسن
صعبان عليك !!!
أنا اللي ما عايزوش يتعزب أنشن على قلبه .. طلقه واحده ويروح لحاله
منصور في صراع لا يستطيع ويصوب بعيداً عنه .. تنطلق طلقه من منصور أخيراً ..
منصور أطلق الرصاصه لكنها أصابت السقف .. فوراً ينطلق الدكتور جرياً للمنطقة الزراعية التي خلف المنزل وكأنه يعرف أنهم يستهدفونه هو فقط ..
السيدة الكبيرة
(تصرخ)
ولدي .. ولدي ..
تحاول الخروج خلف أبنها الطبيب ..
يخطف حسن البندقية من منصور ويطارد الطبيب .. يشير حسن بحسم لعائلة الطبيب ألا يتحركوا ..
حسن
أرجعي يا وليه بدل ما أطخك معاه
يمنعها باقي أفراد عائلتها من الخروج وسط صراخها ..
منصور يتبع حسن الذي يطارد الطبيب ..
حسن يراه من بعيد .. ينشن عليه ثم يصيبه من بعيد .. الأم تصرخ ..
يصل حسن إليه يقلبه على ظهره ما زال حياً .. يطلق عليه النار ثانية في غل ..
حسن
(غاضباً)
كان لازم تطلع تجري ..
يصل منصور المذهول .. منصور ينظر إلي حسن المغطي بالدماء ..
حسن يبصق على جثة الطبيب .. يلاحظ حسن أن ملابسه ملطخه بالدماء ..
حسن
هقول لاخوي إيه دلوقت .. أنت اللي المفروض تقتله ..
جائته فكرة .. يلف حسن حول الجثة ليصبح هو في جهه ومنصور في جهه أخرى ثم يصوب البندقية على الجثة مره أخرى ويطلق النار ..
الآن منصور مغطي تماماً بالدماء أكثر من حسن .. منصور مذهول ..
م /53 فجر/ خ
أعلى الجزيرة
على الجبل
على حفني
من وأنت صغير وأنا بجهزك تبقى الكبير .. علمتك مالعصايه للبندقه ووديتك مدارس .. بس اللي عايزك تتعلمه اليومين دول الناس بتتعلمه في سنين .. بس أنا عارف أنك قدها .............
منصور
طول ماانت جنبي يا بوي هابقى قدها .....
على حفني
لأ الكبير كبير لوحده ... أنا بس هابقى جنبك في الأول
منصور
انت بجد عايزني أبقى الكبير ..أنا كنت فاكرك بتعمل كده عشان تحرق النجايحة و الرحايمة ....
على حفني
مش أنا اللي عايزك تبقى الكبير ... انت اتكتب عليك تبقى الكبير خلاص .... أنا بموت يا منصور ..
منصور
تموت.... تموت ازاي ...
على حفني
زي ما الناس بتموت.. عيان و ماليش علاج ...
منصور
نروح لحكيم و اتنين ... نسفرك بره ..
على حفني
لما اللي زي يقولك يا منصور انه خلاص ... يبقى خلاص .... مافيش حاجة تتعمل ... أنا أكتر واحد عايز يعيش يا منصور .. جنة اللي زينا في الدنيا بس و اللي جاي حساب عسير , لو ينفع أأجله هأجله ...
منصور يبدو عليه التأثر ..
على حفني
الكبير مايحبش حاجة و لا حد للدرجة اللي تبكيه عليه .. انت لازم تبقى زي الجزيرة أقرب حد ليك على البر التاني ....
منصور
فاضلك قد ايه ؟؟؟
على حفني
مش كتير ... عشان كده مسكتك مكاني بدري و أنا عايش ...عشان الناور اللي حوالينا هايطمعوا فيك من بدري .. ما ينفعش تقع يا منصور ... احنا بنلعب لعبة اللي يقع فيها مالوش قومه ..
منصور يبدو شاردا ....
منصور(فجأة)
هانبني لك أكبر جامع في البلد .... و هاحج لك مرة و اتنين و ....
(يقاطعه)علي حفني
تفتكر ربنا لو شايف اننا غلط هايخيل عليه الكلام ده ..
يتحول منصور للوجوم ....
منصور
يعني احنا مالناش رحمة ...
علي حفني
مالناش رحمة ليه ؟؟ مين قال ان احنا غلط .. احنا بنعمل ايه ... بنوزع أفيون ... مالحكومة بتبيعه في الصيدليات و المستشفيات و احنا لوبعناه نبقى تجار مخدرات !! تيجي ازاي ؟ و حالة بيع السلاح ؟؟ لو بعت سلاح يقولو عليك مجرم و لو بعت ألف تبقى وزير ....
كل واحد ليه قانونه يا منصور ... و الأقوى دايما قانونه هو الصح و الكل يعمله حساب و هيبة... لازم تبقى الأقوى عشان علطول تفضل صح ...
منصور يبدو عليه الاقتناع .
م /54 ن / خ
ضفة النيل
منصور وحسن ورجال الجزيرة على ضفة النيل وسط جيش من رجالهم المدججين بالسلاح على الضفة الشرقية للنيل بينما رجال نجع عبد الرسول على الضفة الأخرى متحفزين ومدججين بالسلاح هم أيضاً .
هناك معدية يدوية رابضة على الضفة التي بها منصور ورجاله وعليها جبل من المخدرات وليس بعيداً عنها مركب كبيرة .
" المعدية اليدوية تستخدم جنازير لشدها من ضفة لأخرى بدلاً من المحركات " .
وهناك معدية يدوية أخرى رابطة على الضفة الأخرى وعليها صندوق ضخم .
من كل ضفة تنطلق فلوكة صغيرة عليها ثلاثة أفراد .
الفلوكة من ضفة منصور عليها منصور وحسن ومحمود ناجح والشاب من الرحايمه. تتوقف جانب المعدية التي عليها صندوق . يصعد عليها منصور ومن معه .
يبتسم من يبدو قائد رجال نجح عبد الرسول .
حمدان (بسخرية)
أهلاً أهلاً .. بالكبير ولا نقول الأستاذ منصور
ينظر له حسن شذراً بينما لا يعيره منصور انتباهاً وهو يفتح الصندوق . الصندوق ملئ عن آخره بالمال . يحاول منصور أن يتأكد أن كل الرزم حقيقية فيخرج بعضها لكنه لا يستطيع الوصول للقاع .
منصور (لحمدان)
عشرين مليون دول
حمدان
أبوك من نظرة كان يعرف الفلوس كام .. دلو تسعتاشر بس . نزلت مع أبوك مليون كمان .
ينظر منصور للصندوق مرة أخرى ويبدو حيرة . حسن يفهم حيرة منصور وبكعب البندقية يكسر الصندوق من قاعه . يخرج رزمتين من النقود سليمتين من المكان الذي كسره فيطمئن منصور . فتحي ناجح يراقب ما يحدث في توتر شديد .
منصور يعطي إشارة لرجاله على الضفة الأخرى أن كله تمام .
هناك وفد آخر من رجال حمدان على معدية المخدرات يفحصها هو الآخر . يشيرون لحمدان ورجاله أن المخدرات تمام .
رجل من رجال منصور يرفع قفلاً كان يضعه على جنزير المعدية كيلا تتحرك . الآن يبدأ كل طرف في سحب المعدية التي على الطرف الآخر . رجال منصور يسحبون المال ورجال حمدان يسحبون المخدرات . منصور وصل لضفته مرة أخرى . الجميع يراقبون في ترقب . المعديتان الآن يتم سحبهما ناحية رجال حمدان .
يرد رجال منصور النار بالنار لكن المعديتان تبتعدان . كلما حاول أحد رجال منصور أن يتجه للجنازير يطلق عليه النار رجال حمدان .
محمود ناجح(يصرخ)
البضاعة هتروح . . البضاعة
حسن يطلق النار بضراوة . منصور يلتقط سلاحاً من أحد القتلى . منصور يصوب مدفعه الرشاش على الجنازير .
منصور (لرجاله)
أضربوا الجنازير .. أضربوا الجنازير
لا أحد يلتفت له إلا عندما يسمعه حسن ويتوقف عن إطلاق النار . ينظر له وقد أدرك فكرته ثم يصوب على الجنازير . يصوب الجميع الآن نيرانهم على الجنازير .
منصور ينطلق إلي مركبهم الرابضة في الماء . يغطيه حسن والكثير من رجالهم . ينقطع جنزير معدية النقود . يسحب رجال حمدان الجنزير الآن وقد أنفصل عن المعدية .
المعدية في منتصف النيل هائمة .
منصور أنطلق بالمركب ناحية المعدية وسط أمطار من الرصاص .
ينقطع الآن جنزير المعدية الثانية وتهيم هي الأخرى في النيل . منصور يصل إليها ويرمي هلب المركب على المعدية الأولى فيمسك بها ثم يرمي هلب المركب على المعدية الثانية لا يصيبها .. يحاول رجال حمدان أن يقتلوه وقد أدركوا ما يفعل .. رجال منصور يستبسلون في تغطيته .
يرمي الهلب مرة أخرى فيمسك المعدية الثانية فوراً يبتعد بالمركب جاراً المعديتان وراءه .. تاركاً الطرفان في اشتباك .
حسن يبتسم في فخر .
م/54 أ ل/د
منزل النجايحة
هريدي يصفع محمود على وجهه وسط رجال النجايحة ... كريمة و النساء يرون مايحدث ...
هريدي
ضيعتنا ... ضيعتنا ..
محمود صامت ..
توفيق
ماعاش اللي يضيعنا يا أبوي ... لسه سلاحنا في يدنا .. نخلص عليهم قبل مايخلصوا علينا ..
يرفع باقي الرجال السلاح في حماس ..
هريدي
الغبي بس يا توفيق هو اللي يحارب حرب هايخسرها هايخسرها .... ولاد حنفي أكثر و أقوى مننا ..
محمود
كنت عايزنا نسيب الواد ده يبقى كبيرنا ...
هريدي
اخرس انت ... هو طلع كبير بحق و انت طلعت صغير زي النملة ... انت اديت لعلي حفني الفرصة اللي طول عمره مستنيها عشان يخلص على النجايحة ...
كريمة(مقاطعة)
ماتروحلهم يا بوي و تعرض عليهم الصلح ..
محمود
اخرسي .... النجايحة مايشيلوش كفنهم واصل .. الموت و لا العار ..
ينظر هريدي لكريمة مفكرا ...
م /56 ل / د
أمام منزل العائلة
على حفني يراقب الرجال الفرحين من وراء نافذه .
مئات من رجال الجزيرة يلتفون حول صندوقاً النقود وجبل المخدرات .
يطلقون النار في الهواء في فرحة .
بابتسامة عريضة
على حفني
عملتها يا منصور
منصور
بنفسك يا بوي
ينظر له في عينيه بجدية .. يتأملان الناس في الخارج من خلال الشباك .. يشير على الحفني إلي أولاد ناجح .. والرحايمه
على حفني
النجايحه والرحايمه لسه فاكرين أيام هريدي وأبو حديد لما كانوا هما كبارات البلد .. بيكرهونا وبيلومونا على سجنهم بدل ما يلوموا الحكومه .. هما ميقدروش يقولوها بس بيناتهم وبين نفسيهم هما شايلنها
منصور
يعني بينا وبينهم تار
على حنفي
الرحايمه أمرهم سهل و مش هايغدروا لو حيدناهم
منصور
نحيدهم ازاي .....
يدخل احدهم يعلن عن قدوم هريدي و كريمة خلفه تطلع إلى غرفة الحريم. منصور ينظر إليها.
يدخل هريدي و محمود و توفيق منكسي الرأس ... هريدي يحمل كفنه , يبتسم علي حفني عندما يرى الكفن في يد هريدي و نظرة الانكسار في عينه ...
هريدي
اللي بتتمناه طول عمرك يا علي حصل ... جيتلك شايل كفني ..
علي حفني
لأ مش كفاية ... تغدروا بينا و بعده تتحامى في كفن ..
هريدي
هانتنازل عن حقنا في زرعة السنة دي ..
علي حفني
حق ايه انتوا مالكوش حق ... النجايحة هايسلموا سلاحهم و أرضهم و هاتشتغل أجير عليها ..
يرفع محمود و توفيق رأسهم في غضب ..
علي حفني
أو نقتلكوا و نجيب ناس من بره يشتغلوا فيها .. أنا ماحدش في البلد هايغلطني بعد اللي حصل .. حتى أبو حديد الرحيمي ... صاحبك ..
يجز هريدي على أسنانه و يتمالك نفسه ..
ينظر هريدي لأولاده ثم يخرج مسدسه و يتركه أرضا و ينظر لأولاده كي يفعلوا مثله .. يتركون أسلحتهم ببطء..
م /57 ل / خ
منزل العائلة
يخرج على حفني ومنصور وحسن وورائهما كبير الرحايمة أبو حديد و هريدي. يتصاعد التهليل من جمهور الحاضرين مع خروج منصور . وتمطر المدافع الرشاشة رصاصاً فرحة به.
منصور يتحرك بثقة ويشير للجميع أن يهدأوا . فضل مستند على شجرة وحده يتابع بابتسامه . كريمه وفايقه وسط جمهور النساء تبدو سعيده.. يلمح منصور كريمه وهي تنظر له بفرحه وفخر .
منصور
الكبير باللي بيعمله .. و ولاد علي حنفي كلهم كبار ... كل واحد فيكوا هياخد عشر تلاف جنيه زيادة عن نصيبه .. وعلشان تزيد الفرحة الخميس الجاي هيبقى فرحي وفرح البلد كلها على فايقة بنت أبو حديد الرحيمي كبير الرحايمه .
المتجمعون يهللون في فرحه وسعاده ..
كريمة ترمقه بنظرة تجمع بين الحزن والغضب والذهول .. يرفع منصور يده للجميع أن يهدؤوا و عينه على كريمة
منصور(و كأنه يكلم كريمة فقط)
اللي راحو النهارده مامتوش ... هيفضلوا معانا .. أهلهم في كفالتي .. لا يخافوا و لا يحزنوا ..
لا تستطيع فايقه أن تخفي سعادتها تراها كريمه التي تقوم وتغادر المكان باكيه ..
م /58 ل / د
الفرح
منصور وزوجته فايقه.. منصور يرتدي جلابية بيضاء ويبدو متأنقاً وزوجته في ردائها الأبيض .. المهنئين والمدعوون بالآلاف في الزفه..
فايقه تبدو سعيده بينما منصور يجاهد لكي يحافظ على ابتسامته ..
موسيقى وصخب من الفرقة التي تحي الفرح ..
حسن يقترب من منصور في الكوشة و يناوله قطعة أفيون ...
حسن
حتة الأفيون اللي طلبتها أهه .. تحط حتة قد راس الكبريت تحت لسانك ... أكتر من كده مش هاتدرى بنفسك و العروسة هي اللي هاتحكيلك على ليلة الدخلة ...
م 59 غرفة كريمة ل/د
كريمة تبكي في غرفتها
م /60 ل / د
غرفة نوم منصور
منصور يجلس على السرير في شرود .. تخرج فايقه من الحمام الملحق بالغرفة في خجل وهي تحمل على يدها فستان الفرح .. يتفادي منصور النظر إليها ويتجه مباشرة للحمام .. تستوقفه ..
فايقه
منصور .. أنا عارفه
منصور
عارفه إيه ؟
فايقه
عارفه أنك مبتحبنيش .. و ان احنا اتجوزنا علشان جوازنا كان فيه مصلحة لأهلك و لأهلي , بس أنا طول عمري بحبك و كان كل اللي بتمناه هو نظرة منك.. أنا لو مت الليلة هاموت مبسوطة ...
منصور(بوجوم)
و أنا كمان ..
فايقة
لما تشوف قد ايه أنا باحبك هتحبني ... أنا عارفة ..
يهز منصور رأسه ببطء في تأكيد لما تقول .. يدخل منصور الحمام ..
فايقه ترى في الدرج بجانب السرير قطعة أفيون كبيره .. تغلق الدرج كأنها لم تراها
منصور أمام المرآه .. ببطء يضع قطعة أفيون كبيره تحت لسانه على عكس ما نصحه به حسن ثم يغمض عينه ..
م /61 ن / د
طرح البحر
منصور وسط زراعات الأفيون . هناك فتيات يشرطون زهرة الأفيون بمشاريط وسط إشراف منصور . قطرات العرق تتجمع على جبنيه .. الجو خانق وحار ..
منصور يقترب من إحداهن ويريها كيف تشرط الأفيون بالطريقة السليمة .
..
م /62 ن / د
منزل منصور
- منصور و فايقه في المنزل
م\ 63 غرفة نوم كريمه ن/د
كريمه تجلس و هي تنظر من الشباك .,وجهة نظرها لمنزل حفني
- قطع-
م /64 ل / د
غرفة النوم منصور
فائقة تغسل لمنصور قدميه .. وتدعكهم له .. يتأملها وهي تنظر له في حب
م 65 غرفة الاب ل\د
- غرفة الاب و قد جهزت كالمستشفي
-قطع-
م /66 ن / د
المنزل
منصور في الغرفة الكبيرة التي كان يحكم فيها أبيه بين المتخاصمين .
منصور في نفس وضعيه أبيه السابقة أمامه شخص في منتصف الغرفة يشتكي بعد فراغه من الحديث يشاور منصور حسن الذي يجلس بجانبه .
م /67 ن / د
غرفة النوم
منصور يتقلب في فراشه .. يفتح عينه ليرى فايقه مستيقظه على السرير حامل تترك السرير لكي لا توقظه وهي تتأمله نائماً .. تنظر له في حب ووله ..
م /68 ن / د
المنزل
زغاريد . نساء كثيرة يمررون طفل وليد من يد ليد حتى يصل إلي منصور . تتصاعد صيحات المباركة ممن حوله .
م 69 غرفة علي حفني ن/د
يصعد منصور بالطفل إلي غرفة أبيه ثم يدخل به عليه . على حفني على السرير ويبدو عليه الهزال الشديد . يده موصلة بخراطيم رفيعه لزجاجة جلكوز .
يبتسم مع رؤيته للطفل لكنه لا يستطيع أن يتحرك . يضعه منصور بجانبه ويضع يد على حفني عليه .
فضل يجلس على أرضية الغرفة في حزن .
منصور
(بتأثر)
هسميه على يا بوي .. على الصغير
تدمع عينا الأب من الفرحة .. منصور يقبل يد أبيه.
م /70 ل / خ
صوان
صوان ضخمه للغاية في منتهى الفخامه أمتلئ معظمها تحتل المساحه أمام منزل العائلة ..
منصور يجلس على يمينه حسن وعلى يساره أبو حديد الرحيمي كبير الرحايمه ..
حسن
محدش من النجايحه جه
يهز منصور رأسه بأنه أدرك هذا
أبو حديد الرحيمي
لما كامل بيه هيجي هيجو زي الدبان
م / 71 ل / د
داخل المنزل
النساء تتشح بالسواد .. والده منصور تبكي في حزن والنساء حولها يهدئونها .. فايقه تحمل طفلها وتهدئ أم منصور ..
كريمه تجلس وسط المعزيات .. تختلس النظرات ناحيه فايقه وطفلها ..
فايقه تلمحها وتتلاقي أعينهما لكن كريمه تنظر بعيداً ..
تتحرك فايقه وتتجه ناحيه الكرسي الفارغ بجانب كريمه التي تتحاشى النظر إليها ..
تجلس فايقه بجانبها .. على الصغير يصدر صوتاً طفولياً بريئاً يجعل كريمه تنظر له .. لا تستطيع كريمه أن ترفع عينها عنه .. يبدو بريئاً للغايه .. تنظر له في حزن وكأنه تنظر لما كان مستقبلها سيبدو من خلاله ..
فايقه
شبه أبوه
تهز كريمه رأسها ببطء وهي تتأمل على الصغير .. يتجشأ فتبتسم كريمه ..
فايقه
أنا مخدتوش منك
تختفي الابتسامه من على وجه كريمه وتنظر لفايقه بجمود ..
فايقه
أنت لسه بتحبيه !!! لو عايز يتجوزك أنا موافقه
تنظر لها كريمه نظره ذات مغزى
كريمه
أنا مخونش
فايقه
وأنا مخونتش .. لا أنا كنت أقدر أقول لأ ولا هو حتى كان يقدر يقول لأ .. ولو حب يتجوزك دلوقتي برضه مش هقدر أقول لأ ..
كريمه(باتهام)
ما تخفيش مش أنا اللي آخد واحد حته منه مع واحده تانيه ..
تقوم كريمه وتجلس بعيداً عنها ..
م /72 ل / خ
صوان
يقوم منصور من مكانه ويتجه إلي آخر الصوان حيث فضل يبكي بحرقه شديده .. يجلس بجانبه ويضع يده حوله ..
تظهر شاحنه عند باب الصوان ترجع بظهرها .. تغلق باب الصوان تماماً .. يلاحظها منصور خاصه عندما يخرج منها سائقها .. يقف منصور ..
تنهمر أمطار من الرصاص من كل مكان حاصده كل من في طريقها .. يرتمي فضل فوق منصور ليحميه ..
صوت المقرئ يتحول من القرآن إلي تأوهات أصابته ..
يتهتك قماش الصوان من غزاره الرصاص .. يظهر من يضربون من خارج الصوان من خلال القطع في القماش أنهم أولاد ناجح محمود وتوفيق ورجالهم ..
يهرب منصور وحسن مع الكثيرين من خلال القماش المتهتك .. يتبادلون أطلاق النار مع أولاد ناجح ..
م /73 ل / د
منزل منصور
محمود ناجح يدخل منزل منصور برشاش في يده .. تصرخ النساء في هستيريا ..
تصرخ نساء كانوا منبطحين على الأرض كلهم يرتدون ملابس العزاء السوداء .. بمجرد أن يروه يصرخون ويخرجون من الغرفة إلي خارج المنزل في هستيريا ..
يلمح محمود أخته كريمه الذاهله ..
كريمه
محمود !! في إيه ؟!!
محمود
إيه اللي جابك هنه .. اهربي
يدفعها بعنف ..
يبحث محمود بعينه وسط النساء حتى يرى أم منصور .... يتجه اليها ...
محمود
ابن منصور فين ...
الأم (تصرخ)
اهربي يا فايقة ...
يطلق عليها النار و يرديها قتيلة ....
م 74 غرفة منصور و فايقة ل/د
يدخل غرفة بعد الأخرى باحثا عن فايقة ...
يجدها في غرفة النوم ... يلمح وراءها سرير ... تشعر أنه رآه فيبدو عليها الرعب , تقف في طريقه فيضربها بكعب البندقية و يتجه لسرير الطفل , تقف و تتعلق به لتمنعه , يدفعها بعنف , تقع لكنها تقوم مرة أخرى .. يطلق عليها النار ...
يتجه لسرير الطفل و يبعد الغطاء الشفاف الذي عليه و هو يصوب ناحيته مدفعه الرشاش ...
م /75 ل / خ
أمام منزل منصور
اطلاق نار داخل منزل منصور , يسمعه منصور ...
منصور يلاحظ أن منزلهم المختفي وراء الصوان قد أخترقته مئات الرصاصات .. ويسمع أصوات رصاص بالداخل ..
منصور
(يصرخ)
الكلاب ....
يطلق رصاصه بغزاره ناحيه النجايحه لكنهم أكثر منهم .. يلمح محمود ناجح وهو يخرج من المنزل أصوات أبواق سيارات الشرطة تقترب ..
يستمر أطلاق النار مع أنسحاب النجايحه .. يتسلل منصور للمنزل ووراءه فضل ..
م /76 ل / د
المنزل
منصور
أمه .. فايقه ..
الرصاص أخترق حوائط المنزل .. يدخل غرفة الحريم ويرى جثة أمه ..
فضل ينحني على جثه الأم .. فضل يبكي بينما منصور مصدوم ..
- صوت اشتباك الشرطة مع المسلحين خارج المنزل , و أصوات الضباط تأمرهم بتسليم السلاح ....
م /77 ل / د
غرفة النوم
منصور
(يصرخ)
فايقه
يرى منصور فايقة وسط دمائها .... يحتضنها .... يسمع لها أنينا ..
منصور
فايقه ... الواد فين ... الواد فين يا فايقة ..
تشير بضعف ...
فايقه (تهمس)
متخافش على الواد ...
منصور
هو فين !!!!
فايقه
اديته للي بتحبها , هي الوحيدة اللي كانت تقدر تهرب بيه
تتسع عينا منصور .. صوت اقتحام الشرطة للمنزل ..
فايقه
كريمة.... أنا عارفة انك بتحبها , و انك عمرك ماحبيتني ...
منصور
ماتقوليش كده ...
فايقه
مش زعلانة يا منصور , احنا مابنختارش نحب مين ... أنا ماخترتش أحبك , و انت ماخترتش تحبها ..
منصور
انت مرتي و أم ابني ...
فايقة
و مش أي حاجة تانية .. وده كفاية .. أنا أتمنيت ليله معاك , عشت معاك سنة ...
منصور
كانت أحلى سنة في حياتي ....
فايقة
(تبتسم)
اللي متأكده منه أنها كانت أحلى سنه في حياتي أنا ... خد بالك من الواد ..
تنتفض , ثم تسلم الروح ... يحتضنها منصور بشدة ...
تدخل قوات الشرطة مصوبين أسلحتهم لمنصور ..
م 78 أرض زراعية ل/خ
كريمة تجري و معها ابن منصور رضيعا
م /79 ل / د
قسم الشرطة
صالة كبيرة للغاية يفترش على يمينها أولاد حفني المقبوض عليهم ... و على يسارها أولاد ناجح المقبوض عليهم ..... حولهم أفراد من العساكر ..
أيدي الجميع في الكلبشات , و هناك جنزير واحد يربط كل عائلة بأفرادها ..
منصور يرمق أولاد ناجح بكره شديد ..
محمود ناجح يشعل سيجارة و ينظر لمنصور بتشفي .. ينفخ في عود الكبريت في استهزاء ..
حسن
هاطفيهالك في عينك بعد ما أخزقهالك ..
يضحك محمود و النجايحة ..
محمود
خلاص يا حسن كلامك كان يخوف امبارح .. بس النهارده بيضحك ..
يقوم حسن فيجر الجنزير الذي يربطه بالآخرين , يقترب منه عساكر الشرطة .....
و يهدأه رجال عائلته ... يقترب رجال الشرطة و يكادوا يضربوه , لكن منصور يهدأه فيهدأ ...
محمود
أستاذ منصور اللي ما بيحبش يلبس جلاليب زي أهله هو اللي بيهديه .... يمكن لو كنت شفت أمك و هي بتعيط و أنا باطخها , و لا مرتك و أنا باقسمها اتنين ... كنت قلبت راجل ..
يقوم منصور كالثور الهايج ووراءه حسن و أفراد عائلته .... يشدون ورائهم الجنازير
يقوم النجايحة هم الآخرون ..
منصور
كلاب .. تغدروا وأنا مديكوا الأمان ..
محمود
ما أبوك غدر بهريدي وأبو حديد وهما مدينله الأمان
يهجم العساكر عليهم و يشدونهم من الجنازير ليمنعوهم من الاقتراب من بعضهم , لكنهم لا يهدأون ... طلقات رصاص ..... يتوقف الجميع ... انه رشدي وهدان على باب القسم ...
- نهاية فلاش باك –
م /80 ل / خ
سيارة المراقبة
صورة رشدي وهدان على شاشة لاب توب بملابسه العسكرية , بجانبها صورة صغيرة لمنصور , تحتها مكتوب ان رشدي هو الضابط الذي قبض على منصور ...
طارق ورجاله في موخره بوكس شرطه .. كلهم يرتدون ملابس مموهه ويفحصون بعض الكاميرات الصغيرة .. طارق يتكلم على تليفونه المحمول ..
طارق
أنت اللي قبضت عليه يا رشدي
رشدي
كان ليه الشرف أني أكون أول واحد يقبض عليه
طارق
ومقولتليش ليه من الأول
م /81 ل / خ
الجزيره / ضفاف النيل
شارع هادئ تماما , رشدي و طارق يسيران باتجاه ضفة النيل ... هناك قارب مطاطي صغير ينقل فيه رجال طارق معداتهم من البوكس ..
- عواد يشعل سيجاره داخل سياره رشدي .. ويراقب رشدي وطارق وهما يبتعدان ..
رشدي
(يبتسم)
مش الاوامراللي عندك أنك ما تخدش معلومات من أي حد من المديرية .. أنا سيبك تمشي زي ما الكتاب ما بيقول
طارق
بس أنت ليه قبضت على ولاد حفني مع أنهم هما اللي أتقتلوا
رشدي
عايز الروايه الرسميه والا الحقيقية
طارق
الأثنين
رشدي
الرسميه أنهم كانوا مشتبكين مع بعض عملوا شغب فقبضنا على كل اللي معاهم سلاح
طارق
والحقيقة
رشدي
عضو مجلس الشعب ساعتها كامل النجار كان أتفق مع النجايحه عليهم فبإتصالاته جاتلنا أوامر نقبض عليهم على أساس أنهم خطر على الأمن العام
طارق
أمال منصور طلع إزاي من السجن ؟!
رشدي
النيابة أفرجت عنه مكنش معاه حتى سلاح لما قبضنا عليه .. عمه حسن خد أربع سنين هو وكل اللي كان معاهم سلاح ..
طارق
عمل إيه بعدها
رشدي
طلع الجبل للمطاريد
طارق
(يفكر)
يبقى لازم أقعد مع حد مالمطاريد
رشدي
أنت نسيت أنهم خارجين عن القانون .. هتقعد معاهم إزاي
يتوقف طارق مفكراً ..
طارق
أنا شالله أطلع لهم الجبل
رشدي
لا لا ملهاش لازمه .. عدى عليه بعد ما تخلص هقعدك مع واحد منهم مسجون ..
يصلون إلي المركب المطاطي على النيل ..
م /82 ن / خ
الجزيره حول منزل منصور
المكان ساكن لا أحد يتحرك إلا حارسان برشاشات أمام المنزل ..
بمجرد التفاتهما بعيداً تتحرك أغصان شجر .. أنه طارق وفريقه ..
أمير
هي البلد دي مفيهاش حريم
خالد
وحشوك ولا إيه
أمير
واحشني من زمان.. احنا إضحك علينا .. أنا دخلت كليه شرطه علشان فاكر البنات بتجري ورا الضباط
خالد
هما فعلاً بيجروا .. بس بيجروا منهم .. بقينا بنخوف يا أبني
طارق
أنت أكيد أحسن من اللي دخل الكليه علشان يفيم العربية ومايطلعش رخص ..
خالد
لا يا أفندم أنا دخلت كلية شرطة علشان الوطن أولاً .. وبعدين أفيم العربية وماأطلعش الرخص ..
أمير
وأنت دخلت الكليه ليه يا أفندم ..
خالد
طبعاً علشان يبقى زي أبوه .. اللواء فؤاد بسيوني
يصمت طارق في وجوم ..
خالد يضع الآن أحدى الكاميرات أمام باب منزل بينما يثبت كل واحد منهم الكاميرات في أماكن أخرى متفرقه .
تظهر مجموعة من رجال منصور يضحكون .. أنهم متجهون إلي الناحيه التي بها خالد يشير أحد رجال طارق إليه .. طارق يهمس في ساعته ..
طارق
خالد في ناس جايه ناحيتك
يلتفت خالد ويراهم لكنه لا يستطيع الرجوع مكانه لأنهم سيروه يتراجع فلا يراه طارق ..
طارق ورجاله يشهرون أسلحتهم فرجال منصور يقتربون وسيرون خالد وعندها ستحدث المواجهه ..
يعبر رجال منصور في المكان الذي به خالد .. لحظات عصيبه تتوتر بها أعصاب فريق طارق ..
طارق
(هامساً)
خالد
لا شئ يحدث .. يكمل رجال منصور طريقهم في ضحك ..
طارق
خالد أنت فين
خالد ينزل من شجره كان تعلق بها واختفى داخلها ..
خالد
مش كنت عايزني أركب الكاميرا في حته عاليه
يتنفس طارق الصعداء عندما يرونه مره أخرى ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق