مشهد / 68 ليل / خارجي
شارع امام عماره
سياره احمد تتوقف امام عماره . احمد يقود السياره في وجوم وتنزل من السياره ساره وآيه ثم تتجهان صوب العماره.
مشهد / 69 ليل / داخلي
تنزل سارة وسميرة السلم .
سارة
( بإرهاق )
بيتكم بسيط بس ذوقه حلو قوي .. كان الواحد شافه قبل كدة
سميرة
ده علشان ذوقك زي ذوقي
سارة
انا مش عارفه اقولك ايه.. متشكرة قوي يا سميرة
سميرة
متشكره علي ايه دي ماما بتحب العيال جداً . دي
هتنبسط قوي بآيه .. دي زي العسل
ساره
ومتشكره قوي انك جايه معايا عند الدكتوره دي , انا فعلا كنت
محتاجاكي
( ساخره )
سميره
يعني كنتي عايزاني اقولك آه لما نروح عرض ازياء ولأ لما
نروح للدكتوره... .. انا معاكي علي الحلوه والمره.
تبتسمان مع وصولها للدور الارضي.
مشهد / 70 ليل / خارجي
فيلا اعتماد
سياره احمد تتوقف امام فيلا قديمه في المقطم . الاضاءه حولها ضعيفه وموحيه بالوحشه. الفيلا معزوله والمكان كله يثير في النفس احساس بعدم الاطمئنان .
ينزل من السياره احمد ثم ساره وسميره وينظرون جميعا الي منظر الفيلا .
ساره
هو ده المكان ؟
ينظر احمد إلى الرقم احدي عشر الذي تحمله الفيلا .
احمد
آه هو
يتحرك الثلاثه باتجاه مدخل الفيلا والطريق المؤدي اليه عباره عن ممر طويل علي يمينه ويساره سور عالي من الزرع الاخضر الذي يحجب الرؤيه عما داخل حديقه الفيلا.
يمشون بترقب وعندما يصلون الي منتصف الطريق يفاجأون بصوت غريب وسريع ثم عواء كلب توقفه صوت سلسله معدنيه .
من الواضح ان الكلب الذي في داخل الفيلا مربوط .
ينتفض الثلاثه وتصرخ سميره وساره صرخه مكتومه ويلتصقون بجانب السور الاخر.
يسرعون الخطا نحو الباب بعد هذا .
الباب يبدو قديما هو الاخر.
احمد يضرب الجرس, ينتظرون دقيقه يتأملون فيها الفيلا من قرب ثم يفتح الباب وتظهر خلفه سيده عجوز ذات شعر ابيض مسترسل تختفي في ظلام الفيلا ثم يظهر وجهها في الضوء .
مشهد / 71 ليل / داخلي
داخل فيلا اعتماد
احمد وسميره وساره يمشون وراء اعتماد التي تبدو غريبه الاطوار فشعرها المسترسل وعدم اهتمامها بشكلها والتراب الذي يغلف كل شي في البيت والاضاءه الضعيفه كلها تعطي إيحاءات غامضه .
النجفه الرئيسيه بلا لمبه واحده تعمل بل يتدلي منها سلك كهرباء وبه لمبه هي التي تنير الصالون الواسع الشاسع فيختفي ضوئها فيه .
هناك مكتبه ضخمه تحتل حائط باكمله . السجاد والرخامه التي تغطي المنضده كل شي يبدو قديما في الشكل والذوق .
ساره ما زالت تبدو مرهقه ونصف عينها مغلق . احمد وسميره يحاولان استكشاف المكان باعينهما
تشير لهم اعتماد بيدها انهم بامكانهم الجلوس.
الانتريه من الارابيسك القديم . هناك صوره كبيره لرجل عجوز وعليها شريطه سوداء علي الحائط يجلسون وان كانت سميره تنظر الي المكان الذي تجلس عليه ولا يعجبها نظافته.
يقطع احمد الصمت .
احمد
احنا متشكرين جدا يا دكتوره اعتماد ان انتي قبلتي تقابلينا
اعتماد تبدو مشغوله بوضع تبغ في البايب الخاص بها.
( يكمل )
احمد
حضرتك علي فكره كنتي بتدرسيلي في الكليه
تلتفت له محاوله التعرف عليه .
اعتماد
فعلا.. وشك مش غريب عليا
ثم تنظر الي ساره وسميره اللتان تجلسان بجانب بعضهما وتضيق عينيها محاوله التعرف عليهما.
( تكمل )
اعتماد
وانتو كمان كنتو عندي في الكليه؟
تنظر ساره لسميره وتهز سميره راسها نافيه
سميره
لا احنا مهندسين كومبيوتر
تشعل اعتماد النار في البايب وهي تنظر لساره وسميره خلال هذه العمليه. نظراتها غير مريحه .
بعد ان تاخذ اعتماد نفساً من البايب تطلقه وتعبء الفراغ دخان ثم تلتفت الي احمد .
اعتماد
علي فكره انا قابلتكو بس علشان الدكتور رفيق كلمني بنفسه
وده كان صديق شخصي لجوزي الله يرحمه.
احمد
واحنا متشكرين جدا... احنا فعلا محتاجين رأي حضرتك
اعتماد
خير
يشير احمد الي ساره التي يبدو عليها الارهاق والتعب وعينيها نصف مغلقه .
احمد
ساره مراتي...
تقاطعه اعتماد .
اعتماد
هي شاربه حاجه
تهز ساره رأسها ببطء نافيه .
سميره
بقالها ثلاث ايام مانامتش
اعتماد
ليه؟!!!
احمد
ما هو ده اللي انا جاي لحضرتك علشانه ..ساره بيجلها كوابيس
من مده. بس من ثلاث ايام حلمت انها قتلت مديرها وكانت قبلها
متخانقه معاه واكتشفت تاني يوم انه مات نفس وقت الحلم وبنفس
الطريقه اللي قتلته بيها.. واول امبارح حلمت انها سرقت مكان.
كنا سهرانين فيه وقتلت وهي بتحاول تهرب حد من الامن انا في
الاول مكنتش فاهم ولا مصدق لكن تاني يوم اكتشفنا ان الجريمه
حصلت زي ما هي عملتها بالضبط ومن ساعتها وهي مش رضيه
تنام لحسن تحصل مصيبه تانيه.
اعتماد تبدو متشككه وان كانت صامته تتفحص الجميع بنظراتها غير المريحه .
( بتشكك )
إعتماد
يعني انت عايز تقنعني ان هي كل ما بتنام بتقتل حد
احمد
انا مش عايز اقنعك يا دكتوره انا عايز حل .. في أي سوابق
علميه لحاجات زي كده.
تعتدل اعتماد في جلستها ويبدو انها تفكر .
اعتماد
اللي بتتكلم عليه ده اسمه التجسيد... دي ظاهره موجوده في
المراجع العلميه .. ان حد ينام وناس تشوفه في اماكن تانيه
وساعات بلاد تانيه وهو علي سريره وفاكر نفسه بيحلم عادي
لكن بعد ما يقابل الاشخاص دول بيؤكدوله انهم شافوه ويراجعوا
معاه نفس الحلم اللي هو بالنسبه له حقيقه فيه كذا قصه في كتب
السيره بتتكلم عن مواضيع ذي دي.. واحد طلع فلوس الحج بتاعته
لله ورغم كده ناس تؤكد له انهم شافوه في الحج
تصمت ......
بس انا عمري ماسمعت عن حاله بالقوه اللي انتو بتتكلموا عليها
دي... ان حد تحصلو حاله تجسيد ويسيب الاثر القوي ده في
المكان اللي كان بيزوره زي انه يقتل او يسرق .. اول مره
اسمع عنها حتي الظواهر الموثقه في الموضوع ده ما وصلش
تاثير الشخص اللي اتجسد للاطار المادي ابدا . كانت دايما الادله
علي ان الموضوع حصل بتبقي مشاهدات . يعني حد شافه في المكان
ده او انه يوصف المكان اللي زاره بالتفصيل... لكن تاثير مادي بالقوه
دي ... اول مره اسمع عليها .
احمد وساره وسميره منتبهين بكل حواسهم لما تقوله اعتماد .
احمد
يعني يادكتوره دي ممكن يكون تجسيد ولا لآ
اعتماد
معرفش بس أنتوا مبدئياً متأكدين إنها كانت نايمة فعلاً ....
يعني ... يمكن بتكون بتمشي وهيه نايمه
ثم تنظر الي ساره .
يفكر احمد .
أحمد
أول إمبارح انا صحيت لما صوَتت و اكيد كانت نايمه جنبي
اعتماد
محتاجين نتأكد اكثر من كده
( تكمل )
اعتماد
انتي كان عندك قبل كده أي قدرات غريبه ... بتحلمي باحلام وبعدين
تتحقق ... بتحسي بحاجات قبل ما تحصل ...
تقاطعها ساره .
ساره
طول عمري كنت بحلم بأماكن مرحتهاش وبعدين اروح المكان والاقي نفسي عارفاه ...
اعتماد
ده ( ديجافو ) كلنا بتحصلنا انك تحس انك شوفتي المكان ده قبل كده
أو سمعتي الجملة دي قبل كدة بس ليها تفسير ... شوفتي الحاجة بس
اتأخر إدراكها ... يعني مخك بيخدعك .
سارة
بس أنا كنت بلاقي نفسي عارفة المكان كويس وحافظاه حتة حتة ...
وساعات كنت بحلم بحاجات بتحصل ...
بابا ومامل اتقبلوا بالعربية من كام سنة ... حلمت كأني كنت في العربية معاهم ولما فاقوا وصفتلهم الحادثة كأني كنت معاهم
تهز رأسها وكانها وجدتها.
اعتماد
ده نوع من أنواع التلبثاني
سميره
يعني ايه تليباثي !!
اعتماد
توارد خواطر.. المرِِات اللى اتسجل فيها حالات تجسيد كانت لأشخاص
عندهم تليباثي.... دي قدرات عند ناس معينه زي ما يكون عندهم
جهاز ارسال واستقبال في دماغهم..... ايام الحرب البارده بين
روسيا وامريكا . روسيا كانت بتدور علي الناس اللي عندهم
القدرات دي وحاولوا يعملوا عليهم ابحاث علشان يستخدموهم
في مجال المخبرات. كانوا عايزين يخلوهم الجواسيس الجداد
..... جواسيس من غير اجهزه اتصال
( بتهكم )
اعتماد
بس كلهم دماغهم ضربت في الاخر
(بتعجب)
احمد
مش حضرتك كنت ما سكه مركز بيعمل ابحاث زي كده في مصر
يبدو عليها الوجوم ثم تقلب البايب الخاص بها في الطفايه .
اعتماد
ثلاث سنين .. كان بيجيلنا حالات غريبه وناس بتعمل حاجات
متتصدقش.. طفل كان بيكلم سبع لغات عمره ما سمعهم.....
طفله كان عندها تليباثي زيك كده بس اقوي ميت مره كان
أى حاجة تفكر فيها صحابها القريبين لها وعندهم
قدرات تليباثي كانوا يحسوا بيها
تصمت وتنظر الي الفراغ .
( تكمل )
اعتماد
بس زينا زي الروس من كتر الابحاث عليهم وحياتهم المش طبيعيه
في المعامل اثرت عليهم ....
تنظر لهم .
منهم اللي رح مصحات ومنهم اللي دماغه ضربت
تقاطعها سميره بحده .
سميره
يعني احنا يا دكتوره نعمل ايه ؟
ساره
اهدي ياسميره ..
ثم تنظر الي اعتماد التي اتسعت عيناها بغرابه .
( تكمل )
ساره
دكتوره انا في العادي مقدرش اشوف فرخه وهي بتدبح ازاي
بعمل كده في احلامي!!. ليه بحس ان انا مستمتعه باللي بيحصل!! ليه
بستعمل ايدي الشمال وانا مبعرفش استعمل غير اليمين !!. ساعديني
يا دكتوره انا مش عرفه اعمل ايه
يبدو علي اعتماد التوتر .
اعتماد
كلنا جوانا متناقضات ... كلنا جوانا الخير بيصارع الشر ...
في ظروف معينة وتحت ضغوط شديدة أي حد ممكن يعمل أي حاجة
تستطرد اعتماد ..
( بتأثر )
اعتماد
وممكن طول عمرك تفضل تقاوح أنك كنت صح ... لغاية لما تشوف
الصورة من بعيد .
... أنا قعدت أدير مستشفى الحالات الخاصة ثلاث سنين... ثلاث سنين
فاكرة إني بعمل الصح ... شايفاهم حالة ورا حالة بتدهور بس كنت
بكابر ...
لغاية لما كانت عايزة تقتلني بنت عندها تسع سنين ... البنت اللي عندها
تلباثي قوى ... فقت... بس فقت متأخر .
اعتماد متأثرة للغاية وعنياها تلمع ... تغير الموضوع .
اعتماد
لو اللي انتي بتقوليه ده حقيقي محدش هيعرف المفروض تعملي
ايه .
ده عالم الاحلام محدش يقدر يسيطر عليه . عمرك سمعتي
عن حد كان بيحلم علي مزاجه
( بياس )
ساره
يعني اسلم نفسى للبوليس
اعتماد
هيعملك اية البوليس هيفضلوا مسهرينك .......لو الأنتى
بتقولية دى حقيقى . تبقى كارثة ...تخيلي أنك حلمتى انك
بتطيرى او بتهدى الهرم مثلا .. تخيلى لو واحد خيالة واسع
شوية وكوابيسة بتتحول الى حقيقة دى الدنيا تخرب
تتسع اعينهم جميعا متصورين ما قد يحدث .
( ساخره )
اعتماد
وهيبقى غلط ان انتى تتعرفى على ناس جديدة او تروحى
لدكتور مثلا زيي لان ممكن عقلك الباطن يصورك انى ممكن
ابلغ عنك اوانى خطر عليكى واسهل حاجة ساعتها انى اكون
انا فى الحلم الجاى
سارة وسميرة واحمد مذهولين وقلقين .
اعتماد يبدو عليها التوتر والعصبية ونظراتها غير مريحة على الاطلاق...
تبدا فى وضع تبغ جديد فى البايب .
( بتشكك )
اعتماد
انا شايفة ان انتى لازم تراجعى نفسك ... مش كل حاجة
بتبقى زى ما الواحد فاكرها
سارة
لو ان فى احتمال واحد فى المليون ان اللى انا بقولهولك دة
حقيقى .. اعمل ايه ؟
اعتماد اشعلت البايب وتدخن منه فى توتر تصمت قليلا .
اعتماد
الاجابة دى مش عندى
مشهد / 72 ليل / داخلى
سيارة احمد
احمد يقود وسارة بجانبة وسميرة فى الخلف وبجانبها حقيبتها وحقيبه سارة . سارة فى حالة انهيار .
سارة
امال مين الى يعرف
سميرة
اكيد فى ناس تانية غيرها بيفهمو فى الكلام دة
احمد
انا اخدت منها نمر ناس جوه وبره مصر وان شاء
الله هيكون عندهم حل
سارة
عقبال ما توصل للناس دول هكون انا نمت وقتلتلى حد تانى
سميرة
اهدى يا سارة لازم تحافظى على اعصابك
( بانفلات اعصاب )
سارة
انا مبقاش فيا اعصاب
ثم تبدء سارة فى البكاء .
احمد
سارة لو سمحتى مش هعرف اسوق كدا .. لو ممسكتيش
اعصابك مش هنعرف نفكر
سميرة
الدكتور احمد عنده حق
تحاول سارة ان تتمالك اعصابها .
( تكمل )
سميرة
هى مش الدكتورة اعتماد قالت لازم تتاكدو انها بتبقى نايمة فى
مكانها وقت الاحلام دى
احمد
قصدك ايه
سميرة
سارة تنام وانت تفضل صاحى جنبها وتشوف ايه الى بيحصل
وهى تبقى فرصة انها تنام ... وجايز ما يحصلش حاجة ..
ويبقى الموضوع انتهى
تتهل اسارير احمد وتنتبه لها سارة .
احمد
والله فكرة .....
ثم يتذكر شيئا .
( يكمل )
احمد
بس هنستاذنك ممكن تخلى آيه عندكو لحد مانعمل الموضوع
دة وبعدين هنكلمك
سميرة
طبعا
مشهد / 73 ليل / داخلي
الشقه / غرفة النوم
ساره تضع جسدها على السرير . ترمي رأسها على الوسادة وكأنها كانت تنتظر هذا من مدة . أحمد بجانبها وقد سحب كرسياً لكي يراقبها .
ساره
أحمد أنا خايفه
أحمد
متخافيش يا حبيبتي أنا هبقى هنا
تستسلم ساره لضغط جفونها عليها وتغمض عينيها .
أحمد يراقبها بقلق
تبدأ ساره في النعاس .
مشهد / 74 ليل / خارجي
خارج فيلا إعتماد
جو ضبابي حالم
ترى نفسها في مكان مهجور وأمامها ممر على جانبيه سور من الزرع الأخضر . تمشي بإتجاه الباب القديم في نهاية الممر . لكنها قبل تصل إلى منتصفه ترمي شيئاً بيدها ناحية الجانب الأيمن من السور . هناك صوت حركة وصوت سلسلة معدنية .
تصل إلى الباب وتضغط جرس الباب .
يفتح الباب وتظهر خلفه إعتماد التي بمجرد فتحها للباب يظهر عليها الرعب وتحاول أن تغلق الباب مرة أخرى .
لكن ساره تمنعها وتدفعه بعنف .
( برعب )
إعتماد
إبعدي عني ... إبعدي عني
تحاول إعتماد الهرب داخل الفيلا لكن سارة تتبعها للداخل .
مشهد / 75 ليل / داخلي
داخل فيلا إعتماد
إعتماد تصرخ وهي تجري وتسقط أشياء في طريقها وساره تتابعها في إصرار .
إعتماد
إبعدي عني ... مش حقول عنك حاجه مش ع قول لحد
تظل ساره ورائها بنفس الإصرار .
إعتماد تحاول صعود السلم للدور الثاني ... فتقع لكنها تقوم سريعاً ثم تصعد وهي مازالت تصرخ .
إعتماد
إلحقوني ... إلحقوني
تصعد ساره ورائها .
تصل إلى الدور الثاني وساره تقترب منها . تدخل إعتماد غرفتها وتحاول غلقها لكن ساره تمنعها وتفتح الباب .
مشهد / 76 ليل / داخلي
غرفة إعتماد
الغرفة بها صور كثيرة لزوج إعتماد وصور لها معه . ومكتبه صغيره وكتاب على السرير .
إعتماد يبدوعليها الرعب واليأس بعد أن أكتشفت أنه لا مخرج من الغرفة .
( بيأس ورعب )
إعتماد
لأ ... لأ ... مش هقول لحد ... متموتنيش
ساره تخرج سكيناً ضخماً .
( تكمل )
إعتماد
لأ ... لأ
تطعن به إعتماد مرة..... ثم أخرى . إعتماد تمسك بساره وهي تسقط وعلى وجهها آثار الألم .
مشهد / 77 ليل / داخلي
الشقه / غرفة النوم
ساره تستيقظ بصرخة فزع رهيبة
ساره
لاااااااء
أحمد يبدو أنه كان يحاول أن يوقظها ويبدو عليه التوتر والخوف هو الآخر .
أحمد
حلمتي تاني ؟
تتركه ساره وتقفز خارج السرير وتتجه خارج الغرفة و يبدوعليها الذهول .
يحاول أحمد أن يلحق بها .
مشهد / 78 ليل / داخلي
الشقه
ساره تخرج من غرفتها كالعاصفة تبحث بعينيها عن شئ ثم ترى مفاتيح السيارة على السفره فتأخذها في سرعة .
ساره تفتح باب الشقة متجهه إلى الخارج وأحمد وراءها .
أحمد
ساره ... ساره
تخرج ساره من الباب في سرعة وأحمد وراءها .
مشهد / 79 ليل / خارجي
الشارع / أمام عمارة ساره وأحمد
ساره في الشارع تبحث بعينيها على السيارة وتسرع الخطا وأحمد وراءها . ترى السيارة فتجري نحوها وأحمد مازال وراءها .
أحمد
ساره ...
تفتح ساره باب السيارة بصعوبة بعد أن جربت أكثر من مفتاح لتوترها . تأخذ مقعد السائق وتعدل من وضع كرسي القيادة .
أحمد يندفع وراءها ويفتح باب السيارة ويركب بجانبها وبمجرد ركوبه تنطلق ساره .
مشهد / 80 ليل / خارجي
السيارة في شوارع المقطم .
مشهد / 81 ليل / داخلي
داخل السيارة / أمام فيلا إعتماد
أحمد
يا ساره قوليلي واخدانا على فين
أحمد بجانب ساره التي تقود ولا ترد عليه . ينظر أحمد خارج السيارة ثم يبدو عليه أنه فهم كل شئ .
يلتفت أحمد لساره التي توقفت أمام فيلا إعتماد .
( بذهول )
أحمد
إعتماد
تنظر له ساره ثم تخرج من السيارة .
مشهد / 82 ليل / خارجي
خارج فيلا إعتماد
ساره خرجت من السيارة وأحمد يخرج وراءها . تتجه إلى مدخل الفيلا في ترقب عند منتصف الممر المؤدي إلى المدخل تتذكر شيئاً .
ثم تأتي بحركة مفاجئه تنحني على الأرض لتنظر من خلال السور الزرعي والذي لا يمكن أن تنظر من خلاله إلا من آخر نقطه له عندها تقل الخضره وتنتشر الفروع التي يمكن أن ترى من خلالها .
تفاجأ ساره برأس الكلب الذي كان يعوي في الماضي ...تبدو بلا حياه .
ينحني أحمد هو الآخر ثم ينظر لها بعد أن يرى أن الكلب قد مات . ينظر لها في تساؤل .
تقوم ساره وقد زاد إتساع عيناها وتتجه نحو مدخل الفيلا وتمد يدها لتضغط الجرس . لكنها تتوقف عندما تلاحظ أن الباب ليس مغلقاً .
تدفع الباب ليظهر خلفه الرواق الخاص بالفيلا وهو في حالة فوضى كالتي خلفتها إعتماد وهي تقاوم وتحاول الهرب في الحلم .
مشهد / 83 ليل / داخلي
فيلا إعتماد
ساره تتحرك في سرعة داخل الفيلا متجه إلى السلم أحمد يتبعها وهو ينظر للمكان الذي أصبح فوضى .
( تساؤل )
أحمد
أنتي حلمتي أنك كنتي هنا !!!
ساره لا ترد عليه وتصعد السلم وكأنها تعرف طريقها لكن بعد أن تصعد للدور الثاني يبدو عليها التردد. تبدو خائفة من أن تتجه إلى غرفة إعتماد.
تتجه إلى الغرفة في خطوات بطيئة .
تدفع باب الغرفة لكنها لا ترى شيئاً لكن فجأه تسقط جثة إعتماد التي كانت مستندة إلى الحائط .
تصرخ ساره تصرخ في شدة وترجع إلى الوراء فيحتضنها أحمد الذي مازال ينظر إلى جثة إعتماد .
لكنه يلحظ في يد إعتماد المفتوحة دبله .
ينظر للدبله فى دهشه..انها دبله سارة.
ينظر الى يد ساره التي هي على كتفه ليجدها بدون الدبله .
مشهد / 84 ليل / داخلي
الشقة
ساره تجلس على الكنبه وتضع يديها على عينيها وتبكي وتنتحب بشدة.
أحمد وسميرة يقفان على بعد مسافة من ساره, أحمد يبدوعليه التأثر .
الدبلة على ترابيزة السفرة بجانبها.
سميرة
مش ممكن !!
( بصوت منخفض )
أحمد
أنا لولا شفت بعيني مكنتش هصدق برضه
يلتفت إلى سميره .
( يكمل )
أحمد
سميره.. زي ما أنتي شايفه ساره تعبانة جداً وآيه
محتاجه حد هي كمــان ..وأنا مقـدرش أجيب
حد طبعاً علشان الحــاجات اللي بتحصل دي
تقاطعه سميره .
سميره
من غير ما تقول يا أحمد أنا مكنتش هسيبهم
أحمد
أنا ممكن أتصرف وأبات بره أو أنام في أي
حته .
سميره
لا لا مفيش داعي مظنش أن هيبقى فيها نوم
أصلاً .
أحمد
متشكر قوي .
أنا هعمل لساره قهوة أعملك معاها .
سميره
لا لا متشكره .
يتجه أحمد إلى المطبخ وتتجه سميره ناحية سارة التي مازالت تنتحب .
تجلس سميره بجانبها وتضع يدها على كتفها محاولة تهدئتها .
سميره
كفاية يا سارة كفاية ... العياط مش هيعمل
حاجة ومش هيرجع حاجة حصلت .
تنزل سارة يدها من على وجهها لكنها مازالت تبكي .
ساره
أنا خايفه .
سميره
أي حد في مكانـ .......
تقاطعها ساره .
ساره
خايفه على آيه .
تنظر لها سميره بغرابه .
( تكمل )
ساره
أنا بقالي مدة كنت بحلم بكابوس كنت بأذي فيه آيه.
( تكمل )
ساره
وهو ده أكتر حاجه مخوفاني ... مش عارفه
أحمي بنتي من نفسي ... هو ده اللي مخليني
صاحيه لحد دلوقت لولا كده كنت أنهرت من
زمان .
تتأثر سميرة وتلمع عيناها
سارة
أنا خلاص مش قادرة تعبانه ...
( بتأثر )
خدى بالك من آيه
تدمع سميرة ثم تحتضن سارة
سميرة
بنتك هى بنتى
يرجع أحمد وهو يحمل تُرمس كبير ومَج في يده . يرى ساره التي تبكي بشده . ويصب من الترمس في المَج .
( بوجوم )
أحمد
لازم تمسكي نفسك شويه يا ساره ... علشان
تقدري تفضلي صاحيه .
تنظر له ساره وتشعر أنه عنده نفس مخاوفها فتهدأ قليلاً وترتشف من المَج .
تظهر فجأه يد صغيرة تربت على ساره ... أنها آيه .
آيه
معلش يا ماما متعيطيش ... معلش ... معلش
تنظر لها ساره وتضحك وسط دموعها ثم تحتضن آيه بقوة وتبكي وسط ضحكها ثم يبدو على وجهها أن هناك فكرة عندها .
مشهد / 85 ليل / داخلي
الشقه / الصالون
أحمد نائم على كرسيه وسميره نائمةعلى الكنبه في وضع الجلوس هي الأخرى وآيه نائمة على الكنبه ولكن رأسها على فخذ ساره وممده على الكنبه . نرى القطة وهي تطلق مواءً .
ساره تركن رأسها للوراء فلا نرى إن كانت مستيقظة أم لا .
تحرك رأسها بإرهاق للأمام من الواضح أنها لا تستطيع المقاومة أكثر من هذا . الجميع أمامهم أكواب من القهوة بعضها فارغ وبعضها نصف ممتلئ تحاول ساره أن تصب من التُرمس بعضاً من القهوة في المَج الخاص بها بدون أن توقظ آيه بالطبع لكنها تجد الترمس فارغاً .
تتوقف قليلاً وتحاول مقاومة النوم لكنها تقرر أنها يجب أن تقوم .
تبدأ في إزاحه رأس آيه برفق ثم تضع رأسها إحدى الشلت وتقبلها بعد أن تنهض .
ساره تضع بعض طعام القطط للقطه التي تجري للطبق الخاص بها وتلتهم مما فيه.
مشهد / 86 ليل/ داخلي
الشقه / الحمام
ساره أمام الحوض وتواجه مرآه الحمام . تتأمل صورتها والحالة التي وصلت إليها . تبدو مرهقة ومتعبة للغاية .
تفتح الصنبور وتنساب المياه ثم تضع رأسها تحت المياه تظل لمدة ثواني على هذا الوضع ثم ترفع رأسها لترى نفسها رأسها مبلل ويقطر ماء .
نسمع صوت الآذان ونرى تأثير سماع صوت الآذان على ساره التي يبدوعليها التأثر .
مشهد / 87 ليل / داخلي
الشقة
تضع ساره المصليه على الأرض وتضع على رأسها ما يغطيه . الجميع مازالوا نائمين وهم على يمين ساره .
تصلي ساره بتأثر وتدمع عيناها ويبدو عليها أنها تستجدي الله .
تنهي الصلاه وهي تسلم على يمينها.. تمد بصرها فتلاحظ إختفاء آيه من على الكنبه فيظهر على وجهها الفزع وتسلم على يسارها بسرعة لتلتفت حولها وتستدير بجزعها لتجد آيه تقلدها وتصلى مثلها .
تلتفت ساره لها وتنتظر حتى تنهي تقليدها لها .
تتظاهر آيه بأنها تسلم مثل أمها . تبتسم لها وتنظر لها .
ساره
بتعملي أيه يا آيه ؟
آيه
بصلي عشان ربنا ميخلكيش زعلانه
تبتسم ساره وتحتضنها .
مشهد / 88 نهار / داخلي
الشقة
الستائر مغلقة لكن أضواء الفجر الأولى ظاهرة من خلفها . أحمد وسميره مازالا نائمين . رأس آيه على فخذ ساره . وساره تكلمها بصوت منخفض وهي تلعب لها في شعرها بحنان .
ساره
وقعدت الأميرة تعيط وتعيط وتقول ياريتني
كنت فضلت في القصر ... ياريتني رضيت
بالعيشه الليّ أنا كنت عيشاها ياريتني كنت
سمعت كلام بابايا ومامتي اللي كانوا بيحبوني
تقاطعها .
أية
وهي برضه باباها كان دكتور ؟
( ضاحكة )
ساره
لأ باباها كان ملك كبير عنده قصر كبير.
آيه
أمال هي سابتوا ليه ؟
تفكر ساره .
ساره
كانت بتفكر غلط ... ماكنتش عارفه قيمة اللي
عندها ... ودلوقتي نفسها لوينفع ترجع القصر
تاني .
تنظر لها سميرة .
( تكمل )
سارة
مش قولتيلي هتنامي بعد ما أحكيلك حدوته ...
ياللا بقى وريني .
آيه
بس أنتي ماقولتليش الحدوته هتخلص إزاي .
تفكر ساره .
( بوجوم )
ساره
هكملهالك بعدين دى أصلها حكاية طويلة أوى.
ثم تنظر لآيه مرة أخرى وتبتسم .
( تكمل )
ساره
ياالله ... ياالله بقى عايزاكي تنامي في ثواني
تغمض آيه عينها محاولة النوم .
تبتسم سارة وتقبلها .
مشهد / 89 نهار / داخلي
كواليس مجمع محاكم
عماد حالس على أحدى كراسي الانتظار في المحكمة. المحكمة شبه خالية
عماد يده على عينه ومسترخي تماماً . يبدأ في تحرك يديه على عينه كأنه يستيقظ ثم ينظر يمينه فيلمح رجلاً يرتدي حله أنيقة .
ينتفض بسرعة ويلحق به .
عماد
كمال باشا .. كمال باشا
يتوقف كمال
كمال
أهلاً عماد باشا ..
يسلمان على بعضهما ثم يستمران في الحركة ناحية كواليس المحكمة
كمال
انت بايت هنا ولا إيه يا باشا
عماد
إذن التفتيش اللي بعتهولك امبارح يا باشا خلص
كمال
( ببساطة )
أه الست دي اللي اسمها سارة .. المحضر اللي انت
باعته مافيهوش أي دليل أو شبهة تربطها بجريمة القتل
هطلع إذن تفتيش ازاي
عماد
( بحده )
أنا بقولك يا باشا سارة دي هي اللي عملت كده
كمال
انت مالك بتتكلم كده زي ما يكون نفسك تكون هي القاتلة
على العموم هاتلي أي دليل وانا هطلعلك إذن التفتيش على طول
يقاطعهما رنين موبايل عماد . يتوقف عماد ثم يرد
عماد
أيوة يا خالد
ينصت عماد باهتمام
عماد
..............................................
.......................فين في المعادي ؟
الحمام
أحمد يتثائب أمام الحوض. وجهه مغطى بمعجون الحلاقة. يحلق جزء من دقنه ثم ينحنى على الحوض ليغسل ماكينة الحلاقة ليكمل الحلاقة.
يرفع رأسه ليفاجأ بانعكاس سارة فى المرأه قريبة جدا منه.
ينتفض إنتفاضه بسيطه ثم يستدير ليواجهها .
أحمد يبدو عليه عدم الإرتياح لكن ساره لا تلاحظ هذا .
أحمد
ساره
تقترب منه ساره .
ساره
أحمد أنا عارفه إن ده مش وقته بس أنا حبيت
إني أقولك إني مقدره كل اللي أنت عملته
علشاني .
أحمد
أنا معملتش حاجه .
تمد ساره يدها لتاخد من أحمد ماكينة الحلاقة.
ساره
لأ عملت ... عملت كتير أوي .
تقترب منه أكثر في حب وهي لا تشعر أنه متوتر .
تبدأ فى حلاقة ذقنه ببطء. لا ترى ملامحه وهو فى غاية التوتر وهى تقترب بماكينة الحلاقة من رقبته.
يتحرك بخوف مع إقترابها من رقبته – تجرحه فى رقبته فيتألم.
تدرك سارة ما يحدث عندما تنظر لعينه.
ساره
أنا آسفه .
وتستدير بسرعه لتغادر الحمام. يحس أحمد بما فعل ويهم أن ينادي عليها لكنه يتراجع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق