الاثنين، 12 ديسمبر 2011

سيناريو :الجــزيـرة ج5




م /110 ل / د غرفة / مستشفى
طارق يقتحم غرفة وهو يدفع منصور .. يخرج مسدسه ويلصقه بصدغ منصور .. 
طارق
لو دي طريقتك في التهديد فأنا مابتهددش
منصور هادئ ولم تهتز له شعره 
منصور
تهديد إيه يا باشا والدك يبقى والدنا .. الدكتور طمني عليه 
يضغط طارق المسدس على رأس منصور 
طارق
أنا مش عايزك قريب من أبويه أو أي حد أنا أعرفه 


منصور
هو أنتوا بتعاملو ضيوفكوا في مصر كده 
طارق
بنتعامل كده مع اللي زيك 
منصور
متشكرين يا بيه .. بس أنا ليه عتاب عندك ... تسمع لكلام الناس كده ....
طارق
أنت مين قالك أن أنا قلت حاجه 
منصور
مش حضرتك لسه جاي من وزاره الداخليه 
طارق
(بإنفعال)
أنت بتراقبني ولا إيه .. 
منصور
إيه ده هو لما حد بيتراقب المفروض يزعل من اللي مراقبينه .. يبقى أنا المفروض أزعل  من زمان .. 


طارق
أنت هتقارن نفسك بيه .. 
يزيح منصور مسدس طارق ببطء .. 
منصور
أنت قاسي علينا قوي كده ليه .. أحنا مش من طينه تانيه .. 
طارق
أطلع بره ومش عايز أشوفك هنا تاني 


منصور
ماشي يا بيه .. بس العين بالعين والتلات أيام بتوع الضيافه خلصوا خلاص .. من النهارده مفيش حد في الجزيره هيكلملك ولا حتى يبصلك .. أنا كنت جاي بس أطمن على الوالد .. علشان أحنا بتوع أصول وبنراعي العشره .. سلامو عليكو .. 
يخرج منصور خارج الغرفة .. 


م /111 ل / د مكتب رشدي
رشدي يتحرك في مكتبه و هو يتحدث في التليفون .. 
رشدي
أيوه يا باشا أنا عرفت انه جالك ... لأ مايتهيأليش ان طارق عرف حاجه ..
منصور ريحته فاحت قوي ... هو أدى دوره و زياده , معاده بقى يسلم الرايه للي بعده ....






م/ 112 ل/د
المستشفى/غرفة الأب


طارق يدخل الغرفة .. 
طارق
ألف سلامة عليك يا بابا ...
فؤاد بسيوني
أنا كويس .. قلت أخضكوا شوية علشان وحشتوني ... قللي عامل ايه في الصعيد ..
طارق
كويس الحمد لله .. 
فؤاد بسيوني 
كويس يعني عملت إيه ؟!!
طارق
شاغلين


فؤاد بسيوني
انت مش هاين عليك تقولي أي حاجة عن شغلك....أنا مابقيتش اللوا فؤاد بسيوني اللي بيخوفوا بيه الضباط .. أنا بموت يا أبني 
أنا وصيت عليك تروح المأمورية دي علشان انت عارف إن أنا اشتغلت كتير في الصعيد و قلت هاتيجي المره دي تسألني .. يبقى الناس كلها بتيجي لحد النهارده تستفيد من خبرتي و انت لأ ...
طارق
يا بابا أنا بحب أعتمد على نفسي .. 
يسعل الأب و يبدو عليه التعب ....
أماني
ارتاح يا بابا .... مش وقت خناق ...
يتأزم طارق عندما يرى تعب والده ..














م 113 شوارع الجزيرة ن/خ
طارق يسير بجوار رشدي .. وسط رجال مباحث وعساكر .. رشدي يرتدي نظاره شمسيه سوداء .. 
الناس في منازلها وخارجها ينظرون لرشدي ورجاله في رهبه .. 
طارق
الراجل السوداني اللي كان عند منصور .. تاجر سلاح أسمه مرغني .. ملفه لسه واصلني .. أكيد جاب سلاح لمنصور .. 
رشدي
طبعاً .. أمال كان جاي مالسودان يتفسح .. 
طريقه رشدي مختلفه عن كل مره يحدث طارق .. يبدو عليه أنه يحافظ على بروده ورهبته أمام أهل الجزيرة .. 
طارق
يبقى نروح نقبض على منصور ونقلب بيته لغايه لما نلاقي السلاح .. 
رشدي
الناس دي بتتاجر في السلاح من قبل ما أحنا نتولد .. لو في سلاح طبعاً مش هتلاقيه في بيت منصور .. 
طارق
أنا مش هقعد أتفرج .. مفيش حد مالجزيره بقى راضي يديني أي معلومه .. 
رشدي يشير إلي سرب حمام يحوم حول الجزيره .. يتوقف رشدي أمام منزل متهالك .. 
رشدي
شايف دول .. طول ماهمه بيلفوا كده معناها أن في بضاعه في الجزيره معناها أن كله يحط عينوا في وسط راسوا .. لو دخلنا دلوقت مش هتلاقي حاجه وهتضيع عنصر المفاجأة .. 
فجأه يضرب رشدي بقدمه باب المنزل لينهار الباب ..


م / 119          ل/خ
منازل في الجزيرة(حوش المنزل)
عدد كبير من رجال الشرطة بيتهم من يرتدي ملابس مدنية "المباحث" و آخرين يرتدون الملابس العسكرية ... هناك رجال على الأرض مقبوض عليهم و عسكريان يحفروا في حوش المنزل .. رشدي و طارق يتابعوا الحفر ...
رشدي
أنا بقالي هنا عشر سنين .. 
يتوقف العسكريان عن الحفر مع وصلولهما لشئ ....
رشدي(يبتسم)
كل أسبوع بضبط أكتر من ميت حته سلاح .. وعمري ضربت طلقه .. 
يقترب رشدي و ينحني عند الجزء الخشبي و يزيح عنه التراب بنفسه ..
يظهر أنه صندوق خشبي ..
يضرب رشدي بالجاروف الصندوق الخشبي من أعلاه ليكسره ... الصندوق ملئ بالبنادق الآلية ..
طارق(مندهشا)
ازاي !!!
رشدي
لا دي عايزه عشر سنين هنا عشان تفهمها .. ولو أن في ناس بتقعد عمرها كله وما بتفهماش ... منصور هنوقعه في الوقت المناسب .. لو مش بالسلاح هيبقى بالمخدرات ..
طارق يبدو عليه التفكير ...
البوكسان ينصرفان ... بهم طارق و رشدي ... منصور و حسن من بعيد يراقبان ما يحدث ...
- قطع – 




م /114         ل/خ
شوارع مدينة قنا


خالد يخرج من محل كباب و في يده ساندويتش يأكل منه و يناول الآخر لطارق الذي يبدو محبطا .. يقرب الساندويتش الممتلئ عن آخره بالكباب ...
طارق
هي اللحمة هنا ببلاش و الا ايه ... 
خالد يأكل بنهم ...
خالد
اتوصى طبعا لما قلت له ان احنا ضباط .... هتلاقي السندويتش العادي بيشممه لحمة بس ... دي بركة الجنيه الميري
طارق يناول خالد السندويتش الخاص به ...
طارق
امسك ... ماليش نفس ..
خالد
مالك يا طارق .. متضايق من ايه ؟؟
طارق
حاسس ان احنا جايين نتفسح.
خالد
ما هو طبيعي ان احنا نستنى ... واحد زي العميد رشدي فاهم الناس هنا بتفكر ازاي ...
طارق
و هما فاهمين هو بيفكر ازاي ... و الوزارة باعتانا عشان كده بالضبط عشان عندنا عنصر المفاجأة .. صح ؟؟؟
خالد
صح ....
طارق
انت مش ليك واحد من دفعتك وكيا نيابة هنا ...
خالد
شريف الفيشاوي ..
طارق
كلمهولي .. أنا عاوز اذن نيابة حالا ..


- قطع -


م/115 ل/خ
منزل منصور
خالد و طارق و أمير يخطون بخطوات بطيئة داخل المنزل ... المكان شبه مظلم ... هناك صور لمنصور و أبيه و عليها علامة سوداء تظهر أنه متوفي ... 
طارق يشير لخالد و أمير كل منهم في اتجاه .. يتجه كل منهم في ناحية و يزرع فيها أجهزة تصنت صغيرة ..

   
م/116              ل/د
بدروم مخزن السلاح


منصور و حسن و فضل ... هناك كمية كبيرة من صناديق السلاح ... منصور يخرج سلاح و يفككه بسرعة و احتراف ليتفحصه ...
حسن
قول لمرغني عايزين تاني من السلاح أبو خزينتين .. مش ملاحقين على بيعه ..
هناك صوت يصدر من آخر المخزن لا يلتفت له الا منصور ... يترك منصور السلاح و يتجه ناحية الصوت ... انه جهاز رقمي يبدو متقدم ... حسن و فضل يتبعاه ..
حسن
هو الجهاز ده ايه .. من ساعة ماجابهولك مرغني و هو مرمي كده .. أنا كنت فاكره فيديو و جبت فيلمين على مزاجك متسجلين من على الدش ..
منصور
ده جهاز تشويش ..
حسن
تشويش !!! يعني بيعمل ايه ؟؟
منصور
لما الحكومة تحط أجهزة تصنت جوه بيتنا يعمل الصوت ده ...
تتسع عينا حسن و قد أدرك ما يعنيه هذا ... فجأة يجري الجميع ...
حسن
                       اجري يا واد على البيت ....
- قطع –


م117 ل/د
منزل منصور


رجال منصور داخل المنزل الآن ... لا أحد غيرهم ...
يصل منصور ... 
حسن
مالقيناش حد ..
منصور(بغضب)
زمانهم روحوا و ناموا .... أنا قلت تبقى فيه حراسة جوه البيت ..
حسن
أنا قلت ماينفعش الرجالة يبقوا جوه البيت ... و بعدين رشدي بيه مش طمنك ...
منصور
انت ماتقولش و ماتفكرش ...
حسن
ماشي يا كبير ...
منصور
انقلوا السلاح المخزن التاني و فتحوا عنيكوا ...



م117 سطح الإستراحة ل/د


طارق مع فريقه يفتحوا جهاز التسنط و يسمعوا منصور 
منصور(صوت)
أهم ناس الحكومة. لازم تسمع كلام الحكومة...
فجأه يسمعوا صوت تشويش.
إيهاب
عنده جهاز تشويش.
طارق
إيهاب... تعرف تفك الشفرة و تتخلص من التشويش ده.
إيهاب
ممكن ... بس حياخد وقت
طارق
مش حينفع. لازم تتخلص من التشويش ده بأسرع طريقة. دي مسؤليتك الوحيدة دلوقت
إيهاب
حاضر يا فندم


م/118             د/ل
مكتب رشدي في المديرية


رشدي واقف بجانب مكتبه و يبدو عليه الغضب الشديد ..... بجانبه تليفون يتحدث فيه .. على الاسبيكر (speaker)
طارق يجلس أمام المكتب في حرج ..
رشدي
يا افندم لو ده الأسلوب اللي هاتشتغلوا بيه ...آخد أجازة  لغاية لما تخلصوا المهمة دي ..
صوت مساعد الوزير من التليفون ..
مساعد الوزير
خلاص يا رشدي خلاص .. طارق هاينسق معاك بعد كده ..
رشدي
مش بس على التنسيق يا افندم , و تظبيط الاجراءات ... ما أنا من بكره ممكن أقبض على منصور بس لو الاجراءات ناقصة هيطلع زي كل مره ...
مساعد الوزير
لأ أنا عايز من القصة دي .. طارق نسق مع الراجل ده ..
طارق
حاضر يا فندم ..
يغلق رشدي السماعة ....
طارق
كنت عايز أجيب عليه دليل مايقبلش اللبس ... اعتراف بصوته..


رشدي
يا ابني الناس دي مابتغلطش بكلمة حتى و هي نايمة ... و انت خليته دلوقت يفتح عينه على الآخر باللي عملته.. كنا عايزين نلاقي عنده سلاح ... ابقى قابلني لو لقيت في الجزيرة كلها بندقية رش …
طارق لا يرد ... تتغير لهجة رشدي لقلق على طارق ..
رشدي
انت عارف لو كانوا قتلوك انت و اللي معاك .. كانت ديتكوا زي دية الحرامية اللي داخلين يسرقوا البيوت .....


طارق
أنا خلاص ما بقيتش عارف أعمل إيه .. 
رشدي
أنت فاكر إيه في يومين هتفهم الدنيا هنا ماشيه إزاي .. أنا مرضيتش أقلك كده مالأول .. سيبتك تشوف بنفسك .. طبعاً الوزاره غلطانه .. محدش هيفهم هنا غير واحد من هنا .. ولولا توصيه أبوك مكنتش هتيجي مالأصل .. أنت أخويه الصغير .. طبعاً مش هقول الكلام ده لحد تاني .. بس أنت لو عايز تكمل يا طارق .. متمشيش من دماغك .. أسأل اللي بقاله سنين هنا .. أنا أخوك الكبير مفيهاش حاجه .. 


- قطع -  


م /120 ن / خ
منزل منصور
سيارات جيب كثيره متوقفه أمام المنزل . 
تصل سياره حمدان ويخرج منها و يتجه الى المنزل . 




م /121 ن / خ
عمارة مواجهة للجزيرة
طارق على سطح عمارة وينظر من منظار على موكب السيارات أمام منزل منصور ... 


م /122 ن / د
منزل منصور
المكان ممتلئ . 
الجميع متأنقين ويبدو عليهم الثراء والهيبه . 
منصور وحسن يسلمون عليهم الواحد تلو الآخر بأحضان وقبلات . يصل اليهم في النهاية حمدان ....  يقبله ويحتضنه . 
حمدان
ماتعزمناش عندك غير في المشاكل بس يا منصور
منصور
أعزمك في بيتك يا حمدان
حمدان
كفاره يا حسن مشفناكش من أيام السجن  !!
حسن
الله لا يعيدها أيام ..
حمدان
ايه السجن ماجاش على هواك ؟؟


حسن
عمره ما فرق معايا .. بس كانت عيبه أني أخش السجن في حته سلاح .. مش في تهمة عدله ..
شعبان (ضاحكاً)
بكره تخشه في قتل
حسن
ما تفولش على نفسك
يشير حمدان على يمينه 
حمدان 
دول تجار نجع عبد الرسول ودول تجار 
يقاطعه منصور 
منصور
هتعرفنا بأهلنا
حسن
كلهم ولاد عمنا 


حمدان
أنت عارف يا منصور أن سلونا أن الحمايه متبقاش في أيد عيله واحده وأتفقنا من زمان أن أحسن حل أن مفيش عيله ترشح حد منها 
منصور
الاتفاق ده كان ليه يا حمدان
حمدان
علشان الحماية تتقسم علينا زي بعضينا 
منصور
أنا أكتر واحد فيكوا رجاله من عندوا أتمسكوا .. خدت إيه مالحمايه .. كامل بيه عمل حاجه 
كامل النجار
أنت عمرك ما طلبت مني حاجه 
منصور
وأنا هاشحت منك .. أوعاك تكون صدقت نفسك أنت موظف عندنا ... بتاخد مرتب
كامل
أنا موظف
منصور
لا معادلكش عازه عندنا هنطلعك معاش 
كامل النجار
سامع يا حمدان
حمدان
ما يصحش يا منصور 
يقف منصور
منصور
ما يصحش نكون كلنا ولاد عم وسايبين غريب بنا علشان مخونين بعض .. حمايه مجلس الشعب ملهاش عازه عندي زي ما عشت من غيرها السنين اللي فاتت مش هجري وراها دلوقت .. كلكو عارفين أن كلمتي واحده .. الدوره دي هيخادها واحد من ولاد حفني مش هيفرق بين حد مننا والدوره الجايه رشحوا حد من عندكوا 
شعبان
من غير حمايه محدش فينا هيبقى موجود للدوره الجايه 
يقف حسن
حسن
عيب الكلام ده يا شعبان 
يقف الجميع 
كامل النجار
مش قلتلكوا ..
منصور
ايه يا كامل احنا مش في زمن الديمقراطية .. يا أخي الناس كارهاك و عايزني أرشح نفسي ..
حمدان
انت اللي هترشح نفسك يا منصور ..
يهز منصور رأسه ببساطة ...
منصور
مش كبير ولاد حنفي ..


كامل النجار
أبوك لو كان عايش مكانش هيرضى .. 
يقاطعه حسن بحده .. 
حسن
كامل أنت بالذات متجيبش سيره أخوى لا قطعلك لسانك .. 
حمدان
محدش هيرضى باللي بتقوله يا منصور 
منصور
خلاص يبقى نسيب الناس تقول كلمتها في الانتخابات 
حمدان
انت كده بتعادي الكل يا منصور انت الحكومة بتنخور وراك الأيام دي ..
منصور
ياه ده أحلى شغل و الحكومة بتنخور وراك ... قلبك بيبقى ميت و كل الناس بيبقى شكلها صغار ..
ينظر الجميع لبعضهم ويبدو المكان على وشك الانفجار .. يتحرك حمدان ومن معه خارجاً .. 
م123          ن/د
مكتب رشدي


رشدي يشاهد صور انتصراته يدخل عواد.
عواد
منصور و حمدان مااتفقوش ... منصور ركب راسه و هايرشح نفسه قدام كامل النجار ....
يهز رشدي رأسه و يرجع الصورة ..


م /124 ن / خ 
سوق الخضار


كريمة
هتبعلي على مزاجك بقلك أديني خمسه كيلو 
يزن التاجر كيلو بصل واحد .. 
التاجر
موال كل يوم مش هنخلص منه بقى .. مقدرش أبيعلك غير كيلو واحد في اليوم .. اللي يكفيكي أنت بس مش كل دار من دوار النجايحه 
كريمه 
الناس تموت مالجوع يعني 


التاجر
أحسن ما أنا أموت 
يناولها كيس البصل .. يظهر منصور ورائها .. 
منصور
أديها اللي هيه عايزاه النهارده 
يرتبك التاجر ويزن البصل في سرعه 
التاجر
أمرك يا كبير 
تتفادي كريمه النظر له وتظل محدقه في الخضراوات أمامها .. تتجمد المشاعر على وجهها .. 
يتأملها منصور في حزن .. 
ينتهي التاجر من الوزن ويعطيها الكيس .. تمد يدها بالنقود ويرتبك التاجر وينظر لمنصور الذي يهز رأسه بألا يأخذ منها نقود 
يهز التاجر رأسه لها رافضاً في خوف .. 
تبدو أنها ستقاوم لكنها تفضل تفاديه .. تأخذ كيسها وتبتعد .. 
منصور يبتعد في شرود وحزن .. 
تستوقف منصور سيده وفي يدها أبنها ذو العشرة أعوام 
الأم
يا كبير .. 
يتجه لها منصور ببساطه .. 
الأم
الواد ساب المدرسة وغلبت معاه 
ينحنى منصور ليكون في مستوى الطفل
منصور
أنت أبوك موصيني عليك .. سيبت المدرسه ليه 
الطفل
بشتغل في الأرض بشرط أفيون 
منصور
بتكسب كويس أياك 
الطفل
لا علشان أبقى زيك .. كبير 
الأم
أختشي يا واد 
منصور
لو عايز تبقى زيي ترجع المدرسة .. لو رجعت المدرسة يوميتك شغاله .. بشرط تنجح .. لو مانجحتش هشغلك سنه بلاش 
الأم
ربنا يخليك .. ربنا يجبر بخاطرك 
يبتعد منصور .. الأم تزغرد .. 


م /125 ن / د
منزل كريمه
تدخل كريمه المنزل وهي تحمل أكياس الخضراوات الثقيله ورائها عشرون من نساء النجايحه .. أمها وتوفيق في انتظارها .. 
توفيق
أنتي كلمتي الكلب اللي أسمه منصور .. 
تتجاهله وتتجه ناحيه المطبخ ..
توفيق
ردي عليه 
يمسكها من ذراعها في قسوه .. تقع الأكياس وتتناثر الخضراوات .. يهرول ورائها النساء وكأنهم في مجاعه .. 
الأم
سيبها يا أبني
توفيق
البلد كلها بتلسن علينا .. هي الوحيده مالنجايحه اللي سايبها تنزل .. ناقصه كمان تكلمه .. ده أنا أطخها .. 
يتجه إلي غرفته .. 
كريمه
هطخني وتاكل إزاي وأنت وكل الناس دي 
يتوقف ويهدأ قليلاً عندما يرى نظرات نساء العائله تحيط به .. 
كريمه
من بكره ما نزلش لو عايز .. أنا مش هتفرق معايا .. طول النهار بشحت من ده وده علشان يبيعولي شويه خضار وفاكهه .. يعني أكرملي أموت مالجوع أتفقوا مع بعض ولوكلكوا معندكوش مانع تموتوا مالجوع أنا مش هخرج مالدار .. 
تتركهم وتدخل غرفتها .. 
عيون النساء تحاصر توفيق في ملامه .. توفيق غاضب للغاية ... 


م /126 ن / د
المقابر


منصور و فضل و علي يقفون أمام شواهد قبور مكتوب عليها اسم علي حفني و والدة منصور و فايقة زوجته .. المنظر مهيب .. لا صوت لأحد ... علي صامت هو الآخر .. رجال منصور يضعون جريد نخل أخضر على القبور ... علي يشير لفضل متسائلا عن سبب وضع جريد النخل ..
منصور
دي اللي بيموت بنحطها فوق قبره ..
علي
ليه ..
منصور
بتخفف عنه العذاب ..
علي
هي مش أمي عند ربنا ... هيعذبها ليه ...
منصور
انشاء الله أمك في الجنة .. دي أمك لو بتتعذب يبقى مين اللي هيخش الجنه....


علي
انت هاتخش الجنة ...
يصمت منصور قليلا و يفكر ...
منصور
لو هاخشها أبقى رايح أزور أمك بس ... 
رد الفعل على علي الصغير ..


م /127 ن / د
خارج المنزل
يركب منصور سيارته و يركب فضل و علي الصغير السيارة الأخرى و وراءهم سيارة ثالثة ..


م 128 ن / د
طريق


سيارة منصور في الطريق.علي يركب بجانب منصور الذي يقود ... هناك رجلين مسلحيين في الخلف
قطيع من الأغنام يقطع الطريق أمام سيارة منصور و السيارة التي خلفها ... السيارة التي فيها فضل تنطلق بعيدا ... تتوقف سيارة منصور و وراءها السيارة الأخرى ... منصور يبتسم لعلي الصغير .. سائق سيارته يطلق بوق السيارة أكتر من مرة .. الأغنام مازالت أمامهم ... منصور ينظر للأغنام التي بلا راعي ...
تنطلق فجأة المدافع الرشاشة من جانب الطريق .. لتحول السيارتين الى مصفاة ... طارق يراقب من بعيد و يرى مايحدث …. رجال منصور يقاومون .... يقتلون الواحد بعد الآخر ... منصور يأخذ علي في حضنه و يقفز إلي كرسي قياده السياره ويقودها إلي مزارع القصب على جانب الطريق .. لا يرى شيئاً من القصب وتلاحقه الرصاصات .. تقع السياره في حفره توقفها .. 
رجال منصور كلهم يقتلون ... يدخل الرجال المهاجمين الى مزارع القصب وراء منصور ... طارق يخترق القصب … منصور يعدو و يجري و هو يحمل علي ... القصب الناشف يجرح وجه منصور و علي الصغير 
علي يبكي من الخوف .. منصور يخرج مسدسه و يقتل أحد المهاجمين ... يضرب طلقات أخرى لكن مسدسه تنتهي منه الذخيرة ..
طارق لايستطيع الوصول لأحد و لا اختراق القصب .. 
منصور(لعلي)
ماتخافش .... ماتخافش
يجري به منصور ثم يتوقف و يتركه على الأرض


منصور
خليك مكانك ... هارجعلك تاني..
علي
لأ .. ماتسيبنيش ...
منصور
ماتبكيش .. الرجالة مايبكوش ... ماتتحركش و لا تعمل صوت ..
ينظر له علي و هو يجاهد لكي يتوقف عن البكاء ...
يبتعد منصور .......
أحد المهاجمين يستشعر حركة على يمينه ثم أخرى أمامه ... انه شخص يلف دائريا حوله .. يمطره برصاص .. شئ يقع .. يقترب منه المهاجم ليكتشف أنه قتل زميله ...يقطع القصب و يبحث بعينه على منصور و علي ... فجأة يضرب على وجهه بعنف بثلاث أعواد قصب ... أطراف الأعواد حادة كالسكين ... تشوه وجهه تماما ... يضربه منصور ليسقطه ... ثم بكل قوته يضرب الأعواد بطريقة عمودية على رأس المهاجم ... منصور يبدو في منتهى الشراسة ..
المهاجم الأخير يبدو تائها .....
المهاجم
الهامي .....حسونة 
ينظر منصور في المكان الذي به علي ... في يده سلاح الآن يأخذه معه ..
المهاجم تائه ... تنطلق طلقة تصيب بطنه .. يصرخ في ألم ... يظهر فوقه منصور و معه علي ..
منصور
مين اللي بعتك ... النجايحة ؟! حمدان ؟! الحكومة ؟!!
يصرخ في ألم .. منصور يقترب من رأسه و يضرب طلقة بجانب أذنه بدون أن يصيبها .. يتألم المهاجم و يمسك أذنه اليمنى و هو يبكي ...
منصور
لو ضربت ودنك التانية مش هاتسمع سؤالي و ساعتها مش هايبقى لك عازه عندي ..
يصرخ المهاجم في ألم و هو يبكي … يلف منصور ناحية أذنه الأخرى ..
المهاجم
حمدان … 
منصور يلتفت لعلي الذي يكاد يبكي وهو يسمع تألم المهاجم .. 
منصور(لعلي)
ده كان عايز يقتلك انت و ابوك .. زي ماقتلوا أمك ..
علي لا يتحرك ... مصدوم و مذهول ... يضغط منصور على اصبعه وعلى يغمض عينيه مع صرخه المهاجم .. منصور أطلق النار بجانب أذنه الأخرى .. 
طارق تائه و لا يعرف طريقه و يبدو عليه الارهاق ... يظهر له منصور فجأة.
منصور
الطريق من هنا يا بيه ..




م/129       ن/خ
النيل
رجال يقربون جثة غارقة في النيل .... يقلبونها .... انه شعبان ... 


م/129 أ ن/خ
منزل حمدان
رجال حمدان يتلفتون حولهم في ترقب بينما يتجه حمدان في حراستهم الى سيارته ...
تدور السيارة , ثم تنفجر ...
م/130 أ ن/د
أرض زراعية
رجال يجرون عامر و هو مغطى بالدماء الى حفرة , ثم يدفنوه بها .....


م/130 ب ن/خ
منزل حمدان
سيارة حمدان المنفجرة المحترقة حولها الكثير من رجال الشرطة ... رشدي مع طارق مع شاب يشبه حمدان ..
ابن حمدان
مانتهمش حد يا بيه ...
رشدي
و لا حتى منصور الزعيري ...
ابن حمدان(بحقد)
مانتهمش حد يا بيه ....
طارق(بحده)
يعني لو قبضنا على منصور هاتقول مش هو اللي قتل أبوك ...
ابن حمدان
ده أنا أوقفله محامي يا بيه ...
ينظر له طارق , ثم يبتعد رشدي .... طارق يطلق زفيرا في يأس ... 




م/ 131                 ل/د
مكتب رشدي


رشدي يتكلم في التليفون ... أمامه توفيق ناجح ...
رشدي
منصور و لا همه اللي بيحصل .. عرفت من رجالتي في البلد ان عنده تسليمه الليلة ..
يعمر مسدسه ..
رشدي
لا يا باشا دي هاتبقى آخر تسليمه ليه.. منصور ماينفعش يعيش ...




م /132 ل/خ
أمام المدرية


طارق ينزل مع رشدي و القوات تستعد لضبطية... معه طارق 
رشدي
مش قلت لك كل شئ و له وقته...


م /133 ل/خ
شارع في الجزيرة
شاحنتان بجانب بعضهما ....
منصور و حسن يشرفون على رجالهم و هم يحملون شاحنة بكميات ضخمة من البانجو ....
حسن
مش نهدي شوية ... العيون كتير حوالينا
منصور
لأ ..ده هيه دي الأيام اللي تعرف فيها مين اللي معاك ..
يركب منصور سياره منهم مع رجاله ويبتعدون .. 


م /134 فجر/خ
الساقية القديمة
يتسلل رشدي و معه الفريق حيث نرى في الخلفية عملية تسليم منصور للمخدرات ...


رشدي
محدش يتحرك .. ولا خطوه 
رشدي
نزل سلاحك يا منصور 
منصور
معناش سلاح 


يطلق رشدي النار على منصور ليرمي فضل  بنفسه لينقذ منصور 
منصور
معناش سلاح 
لا يتحرك أي رجل من رجال منصور و يقفوا أمام منصور ليحموه .. 
يصل رجال طارق إليهم ويحيطوهم .. يفتشونهم بحثاً عن أسلحه .. 
منصور
ايه يا رشدي بيه .. نظرك ضعف ولا إيه.. 
رشدي(بارتباك)
دوروا هناك ...أكيد رموا السلاح وراهم ..
طارق يراقب ارتباك رشدي بشك .
يخرج أثنان من رجال طارق كميات البنجو من الشاحنه .. 
منصور
الغلط لازم يجيله يوم ويتكشف 
طارق يشمها يظهر عليه الدهشه .. يشم كميه أخرى .. 
منصور(بسخريه)
من زمان وأحنا بنشتري تبغ ونغش المعسل عندنا 
يصعد رشدي إلي الشاحنه ويتفحص كل ما عليها ليكتشف أنه تبغ .. 
ينزل رشدي من السياره ويبدو عليه الارتياح .. 
طارق
فكوا العربية دي حته حته ... فين المخدرات يا منصور 
منصور
يا بيه أنا لو بتاجر في المخدرات زي مالناس بتقول مش هقع بالسهوله دي وأكيد كانت المخدرات زمانها أتسلمت لصحابها وخدنا تمنها كمان .. 


- قطع -
م /135   فجر / خ 
طريق صحراوي
-عملية التسليم
حسن يتفحص حقيبه نقود كبيره .. يغلقها ويشير لرجاله أن ينزلوا من الشاحنه .. الشاحنه هي التي كانت تملأ بالمخدرات من قبل .. ينزلوا ويركبوا معه سياره أخرى ويبتعدوا بها .. 
- قطع -


م/136 الساقية القديمة   فجر/ج
حوار يبين تهكم منصور على ما يحدث ثم يغادر مع رجاله المكان
رشدي يصرف رجاله غاضبا و يبقى طارق و يدور حوار بينهم. يعتذر فيه طارق له. أنه كان يظن أن رشدي على علاقة بمنصور و يؤكد له أن هناك في الداخلية من يبلغ منصور بما يحدث.. رشدي ينظر له بأسى و يخبره أن يتركه وحده الأن ويتجه الى السياره.
- قطع – 
- فلاش باك -
م /137 ل / خ
مكان زراعي على النيل
منصور ورشدي وحسن يتحركون ناحيه سياره مرسيدس فاخره تبدو جديده .. 
حسن يبدو غاضباً .. 
رشدي
مش قلتلك تيجي لوحدك 
منصور
أنا جاي لوحدي يا باشا أنا وحسن واحد
رشدي
كفاره .. يا حسن .. 
يصلون إلى السياره .. يفتح منصور شنطتها ليريها لرشدي .. 
الشنطه ممتلئه بالمخدرات .. منصور يمد بمفتاح السياره لرشدي .. 
رشدي
إيه ده يا منصور
منصور
هديه يا باشا 
رشدي (يضحك)
يعني حتى لما جيت ترشيني مش هاين عليك تجيب فلوس جايبها مخدرات .. 
يسيروا على كورنيش النيل .. 
منصور
يا باشا أنت لو بتاع رشاوي كنت طلبت مني زمان 
يلتفت منصور لحسن 
منصور
استنى يا حسن جنب العربية .. 
منصور(لرشدي)
المخدرات مش ليك يا بيه ...دي عشان تعملك ضبطية كبيرة ... 
رشدي
هتسلم نفسك و لا ايه يا منصور .. 
منصور
و انت هتسيبني أخش السجن يا بيه ..
رشدي
لأ يا منصور ده أنت عزيز عليا قوي 
منصور
الشغل اللي بيننا مفيهوش عزيز .. مفيهوش غير المصلحه .. الأرهاب قل خلاص مبقيتش بسلمك أرهابين وأنت عليك ضغط شغل لازم تسلم كام حته سلاح كل شهر وكام مسجل خطر ولما الشغل هيقل هتشوفني زيي زي غيري هبقي ظبتيه كبيره .. صح .. 
رشدي
طبعاً
منصور
بس لو قبضت عليا هيجي غيري وياخد مكاني وهتبدأ معاه مالأول 
رشدي
ساعات ده بيبقى ده أحسن يا منصور .. أنت كبرت قوي .. ده أنت حتى النسوان والعيال شغلها في زرع الأفيون .. ده ولا كأنهم بيزرعوا فراوله .. 
منصور
مفيش بيت في الجزيره مبيكلش مالأفيون .. عشان كده معندناش ولا مرشد .. 


رشدي
أنت معندكش مرشدين علشان أنا مبحاولش أعمل عندك مرشدين .. حط تحتها ميت خط دي يا منصور .. مش بقلك أنت شكلك خلاص .. 
منصور
يا باشا ده عرض وطلب يعني أنا هروح هيجي غيري .. 
رشدي
جيب مالآخر 
منصور
أنا عايز أخدم الحكومه 
رشدي
إزاي
منصور
هشتغلكوا مورد .. عايز ميت حته سلاح كل شهر تعمل بيهم ضبطيات نجيب .. أي حاجه ناقصاك .. طن مخدرات تعمل بيهم أحلى شغل مثلاً نورد.. 
رشدي
والمسجلين الخطر كمان أنت مليت الجزيره عيال هربانه 
منصور
دي اللي مقدرش عليها
رشدي
ما تلاعبنيش.. أنت فاهمني وأنا فاهمك كويس .. زي ما هعوز سلاح ومخدرات هعوز ناس مسجله وعليها أحكام ودول يا مكترهم عندك .. وأنت عارف أن أنا لو وافقتك هطلب منك كده .. 
منصور
يبقى بضاعتي توصل مصر من الطريق الزراعي .. مهربهاش مالصحرا تاني 
يصمت رشدي لبرهه ثم يبتسم .. 
  رشدي
هنشوف يا منصور .. 


قطع
- نهاية الفلاش باك –


م 138 سيارة رشدي ل/د
رشدي يتلقى مكالمة من منصور 


م/139 ل/ خ
منزل منصور
منصور يقول لرشدي على التليفون أنه متأكد انه ليس له علاقة بمحاواة القبض عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق