14/01/2010
هناك اجماع بين المفكرين والعلماء الاجتماعيين علي أن عصر المعلومات يفترض مراجعة كاملة للسياسات التعليمية والسياسات الثقافية التي كانت سائدة قبل الثورة الاتصالية الكبري.
كانت برامج التعليم تقوم علي أساس التلقين الكامل أو التلقين النسبي, بحيث كان الدارس يقوم بدور المتلقي السلبي الذي يأخذ العلم عن المدرس أو الأستاذ غالبا بدون مناقشة, وفي اطار أبوي ـ خصوصا في المجتمعات التقليدية ـ بحيث يصبح كلام المدرس أو الأستاذ وكأنه كلام مقدس لا يأتيه الباطل! كانت علاقة الأستاذ بالطالب أشبه بعلاقة الحاكم بالمحكوم في المجتمعات غير الديموقراطية, حيث الحاكم يأمر, والمحكوم يطيع بلا مناقشة أو حوار.
وكان هذا هو وضع التعليم أيضا في أغلب المجتمعات الأوروبية ما عدا نظام التعليم الأمريكي, الذي ـ بحكم فلسفته ـ كان يتيح الفرصة للنقاش والحوار. والدليل علي غلبة هذه الفلسفة التعليمية العقيمة التي تقوم علي التلقين هو ثورة الطلبة الفرنسيين عام1986, التي وجهت ضرباتها أساسا ضد نظام التعليم الفرنسي التقليدي الذي كان الأستاذ الجامعي يقف في قمته في موضع الحكيم الذي كان يصب الحكمة في أدمغة الطلبة بلا فرصة أمامهم للمساءلة أو المناقشة أو الحوار أو النقد!
ووصل الشطط في بعض شعارات هذه الثورة التاريخيةإلي المطالبة بحق الطلبة في الاشتراك في وضع المقررات الجامعية, حتي لا يفرض عليهم الأساتذة موضوعات تقليدية عقيمة, ويستبعدون الموضوعات الراديكالية التي تعبر عن الفكر النقدي من جميع الاتجاهات, الذي يهدف إلي تغيير بنية المجتمعات الرأسمالية.
كما أن ثورة الطلبة اعترضت علي محاولات النظام الرأسمالي الفرنسي ربط التعليم بالسوق, وإلغاء الأقسام الجامعية في العلوم الاجتماعية والانسانية والتي تدرب الطالب علي التفكير المنهجي, واستحداث مقررات خاصة بإدارة الأعمال والكمبيوتر وغيرها مما تتطلبه السوق.
غير أن عصر المعلومات الذي فتح أبوابا جديدة أمام العقل الإنساني أصبح يتبني قيما جديدة من شأنها أن تحدث ثورة في مجال التعليم, وأبرز هذه القيم هي أهمية التفاعلية. بعبارة أخري: التعليم ينبغي أن يقوم لا علي التلقين لتدريب الذاكرة, وانما علي الفكر التحليلي والرؤية النقدية, في إطار من التفاعل بين المرسل, وهو هنا الأستاذ والمستقبل أي الطالب. وأصبحت هذه قيمة عامة تطبق في التفاعل الإنساني مع شبكة الانترنت, بحيث غالبا ما تجد في نهاية المقال أو الخبر عبارة تقول للمشاهد علق علي هذا المقال.
ويستطيع المتعامل مع الانترنت بعد ذلك أن يقرأ النص الأصلي, بالإضافة إلي التعليقات المتعددة التي أبديت عليه, ومن ثم يمكن له أن يشترك في الحوار الفكري الدائر ويسهم فيه.
ومما لا شك فيه أن التعليم في القرن الحادي والعشرين الذي سيغلب عليه ـ نتيجة اعتبارات شتي ـ ان يكون تعليما عن بعد, سيطبق هذه القيم, ومن ثم ستصاغ العقول صياغة جديدة, بحيث تكون قادرة علي انتاج الفكر الابتكاري, والابداع في كافة المجالات.
وإذا كانت نظم التعليم القديم قد فات أوانها بعد أن دخلنا في مجال التعليم الحديث الذي يستفيد من انجازات ثورة المعلومات, فلا شك أن عملية التكوين الثقافي سيلحقها التغيير أيضا.
والتكوين الثقافي كان يتم في كل المجتمعات المعاصرة عن طريق القراءة المستوعبة في المقام الأول, التي تتجاوز بكثير المقررات الدراسية, سواء في المرحلة الثانوية أو المرحلة الجامعية.
ولو حللت خبرتي الشخصية في هذا المجال باعتباري مثقفا مصريا عربيا تشكل عقله في أواخر الأربعينيات وعقد الخمسينيات, لقلت إن التكوين الذاتي الذي يعتمد علي القراءة في مجالات متعددة, كان هو الأساس الذي اعتمدنا عليه في تنمية شخصياتنا الثقافية.
ولو حللنا تجارب هذا الجيل الذي أنتمي إليه والأجيال التالية, لوجدنا شبها شديدا في الخبرات المشتركة. وأغلبنا ـ كمثقفين ـ قرأنا في مكتبات عامة كانت منتشرة في بلد كمصر في جميع أحياء المدن وفي مراكز العواصم في الريف.
وكانت مكتبات معدة اعدادا جيدا في الواقع, لأنها كانت تضم أهم ابداعات الفكر المصري والفكر العربي الحديث.
وباعتباري نشأت وتعلمت في مدينة الاسكندرية, سواء في المدارس الثانوية أو في كلية الحقوق بالجامعة, فقد تكونت ثقافيا من خلال اطلاعات منظمة في مكتبة البلدية بحي محرم بك بالاسكندرية.
قرأت كل مؤلفات طه حسين وعباس العقاد وأحمد أمين وسلامة موسي, وطالعت كتابات جبران وخليل جبران ومحمد كرد علي, وغيرهم من الكتاب العرب, بالإضافة إلي اطلاعات شتي علي روائع الأدب الانجليزي في الشعر والرواية, بالإضافة إلي المقالات الفلسفية والكتب الفكرية.
ربما كان هذا العصر يشجع الشباب علي القراءة الموسوعية, بالإضافة إلي الجرائد والمجلات الثقافية الشهيرة كالرسالة والثقافة, التي كانت أدوات تواصل عربية رفيعة المستوي, حيث كانت تقرأ في كل أنحاء العالم العربي.
تغير العصر, بعد بروز ثورة المعلومات, ولم يعد التكوين الثقافي لجيل الشباب العرب يعتمد كما فعلت أجيالنا علي القراءة المستوعبة, وانما أصبحت شبكة الانترنت بفيض المعلومات التي تتدفق منها هي المصدر الأساسي, بالإضافة إلي كل أنواع المعارف المعروفة علي هذه الشبكة العجيبة!
وهل حقا ستحل الصحافة الالكترونية محل الصحافة المقروءة التقليدية؟ وهل سيختفي الكتاب التقليدي ويحل محله الكتاب الإلكتروني.
كلها اسئلة بالغة الأهمية يثيرها عصر المعلومات بكل ما أفرزه من أدوات اتصال مستحدثة, لم يسبق للعقل الانساني مجرد تصورها!
ومن ملاحظاتي الميدانية باعتباري باحثا أكاديميا أشارك بإلقاء المحاضرات في الجامعات أحيانا وأسهم في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه أحيانا أخري, وأتفاعل تفاعلا عميقا مع أجيال الشباب, أستطيع أن أقرر أنه انتهي عصر التكوين الثقافي التقليدي للأسف, والذي كان يقوم أساسا علي القراءة المستوعبة في مجالات متعددة, بحيث يمكن للمثقف الشاب أن يتحلي بثقافة موسوعية تسمح له بالتفكير النقدي الخلاق.
لم تعد أجيال الشباب تقرأ كما كان جيلنا يقرأ, ولكنهم ـ علي سبيل القطع ـ أبرع منا جميعا في التعامل مع الانترنت, ويجيدون استخراج المعلومات منها. ولكن المشكلة الحقيقية هي أن المعلومات لاتكون بذاتها معرفة! لأن تشكل المعرفة يقتضي خبرة نظرية راسخة وعقلا نقديا لايمكن تكوينه, إلا عبر القراءة المتعمقة المتأملة بالطريقة التقليدية, التي يعزف عنها الشباب!
جيل الشباب لاصبر له علي القراءة التقليدية, وهم ـ كما ذكر طه حسين ذات مرة ربما في استبصار عميق بالمستقبل ـ يخطفون المعرفة خطفا! وكان يقصد بذلك هؤلاء الذين يقرأون بدون أن يتمثلوا مايقرأونه أو يستوعبوه بالقدر الكافي!
تري ماذا كان يمكن أن يقول طه حسين لو تفاعل مع أجيال شباب الانترنت وأدرك أنهم لم يقرأوا التراث الفكري المصري أو العربي الحديث, ولايعرفون شيئا كثيرا عن تراثهم العربي القديم؟
ولايعني ذلك أن أجيال الشباب التي لاتعني بالقراءة التقليدية يفتقرون إلي أي مزايا ايجابية تميزهم حتي عن أجيالنا, علي العكس هم يفوقون الاجيال العربية الراهنة, لأنهم ابتدعوا صيغة المدونات الأدبية والسياسية كأسلوب جديد للتفاعل السياسي والاجتماعي, متجاوزين بذلك القيود التي تضعها الحكومات العربية علي حرية التفكير وحرية التعبير.
وأصبحت المدونات السياسية الآن من أدوات التحول الديمقراطي في العالم العربي.
واستحدثت اجيال الشباب الفيس بوك وغيرها من أدوات الاتصال الاجتماعية والجماهيرية.
ومعني ذلك أن أجيال الشباب الراهنة إذا كانت قد قصرت في عملية التكوين الذاتي التقليدية التي كانت تعتمد علي القراءة المنهجية والموسوعية, فإنهم يحاولون بطريقتهم أن يثقفوا انفسهم في عصر المعلومات عن طريق التفاعل مع شبكة الانترنت.
ولكن تبدو المشكلة الحقيقية هي أن المعلومات ـ كما ذكرنا من قبل ـ لاتمثل معرفة في حد ذاتها, لأن المعرفة هي نتاج المنهج التحليلي والعقل التقليدي.
وكان هذا هو وضع التعليم أيضا في أغلب المجتمعات الأوروبية ما عدا نظام التعليم الأمريكي, الذي ـ بحكم فلسفته ـ كان يتيح الفرصة للنقاش والحوار. والدليل علي غلبة هذه الفلسفة التعليمية العقيمة التي تقوم علي التلقين هو ثورة الطلبة الفرنسيين عام1986, التي وجهت ضرباتها أساسا ضد نظام التعليم الفرنسي التقليدي الذي كان الأستاذ الجامعي يقف في قمته في موضع الحكيم الذي كان يصب الحكمة في أدمغة الطلبة بلا فرصة أمامهم للمساءلة أو المناقشة أو الحوار أو النقد!
ووصل الشطط في بعض شعارات هذه الثورة التاريخيةإلي المطالبة بحق الطلبة في الاشتراك في وضع المقررات الجامعية, حتي لا يفرض عليهم الأساتذة موضوعات تقليدية عقيمة, ويستبعدون الموضوعات الراديكالية التي تعبر عن الفكر النقدي من جميع الاتجاهات, الذي يهدف إلي تغيير بنية المجتمعات الرأسمالية.
كما أن ثورة الطلبة اعترضت علي محاولات النظام الرأسمالي الفرنسي ربط التعليم بالسوق, وإلغاء الأقسام الجامعية في العلوم الاجتماعية والانسانية والتي تدرب الطالب علي التفكير المنهجي, واستحداث مقررات خاصة بإدارة الأعمال والكمبيوتر وغيرها مما تتطلبه السوق.
غير أن عصر المعلومات الذي فتح أبوابا جديدة أمام العقل الإنساني أصبح يتبني قيما جديدة من شأنها أن تحدث ثورة في مجال التعليم, وأبرز هذه القيم هي أهمية التفاعلية. بعبارة أخري: التعليم ينبغي أن يقوم لا علي التلقين لتدريب الذاكرة, وانما علي الفكر التحليلي والرؤية النقدية, في إطار من التفاعل بين المرسل, وهو هنا الأستاذ والمستقبل أي الطالب. وأصبحت هذه قيمة عامة تطبق في التفاعل الإنساني مع شبكة الانترنت, بحيث غالبا ما تجد في نهاية المقال أو الخبر عبارة تقول للمشاهد علق علي هذا المقال.
ويستطيع المتعامل مع الانترنت بعد ذلك أن يقرأ النص الأصلي, بالإضافة إلي التعليقات المتعددة التي أبديت عليه, ومن ثم يمكن له أن يشترك في الحوار الفكري الدائر ويسهم فيه.
ومما لا شك فيه أن التعليم في القرن الحادي والعشرين الذي سيغلب عليه ـ نتيجة اعتبارات شتي ـ ان يكون تعليما عن بعد, سيطبق هذه القيم, ومن ثم ستصاغ العقول صياغة جديدة, بحيث تكون قادرة علي انتاج الفكر الابتكاري, والابداع في كافة المجالات.
وإذا كانت نظم التعليم القديم قد فات أوانها بعد أن دخلنا في مجال التعليم الحديث الذي يستفيد من انجازات ثورة المعلومات, فلا شك أن عملية التكوين الثقافي سيلحقها التغيير أيضا.
والتكوين الثقافي كان يتم في كل المجتمعات المعاصرة عن طريق القراءة المستوعبة في المقام الأول, التي تتجاوز بكثير المقررات الدراسية, سواء في المرحلة الثانوية أو المرحلة الجامعية.
ولو حللت خبرتي الشخصية في هذا المجال باعتباري مثقفا مصريا عربيا تشكل عقله في أواخر الأربعينيات وعقد الخمسينيات, لقلت إن التكوين الذاتي الذي يعتمد علي القراءة في مجالات متعددة, كان هو الأساس الذي اعتمدنا عليه في تنمية شخصياتنا الثقافية.
ولو حللنا تجارب هذا الجيل الذي أنتمي إليه والأجيال التالية, لوجدنا شبها شديدا في الخبرات المشتركة. وأغلبنا ـ كمثقفين ـ قرأنا في مكتبات عامة كانت منتشرة في بلد كمصر في جميع أحياء المدن وفي مراكز العواصم في الريف.
وكانت مكتبات معدة اعدادا جيدا في الواقع, لأنها كانت تضم أهم ابداعات الفكر المصري والفكر العربي الحديث.
وباعتباري نشأت وتعلمت في مدينة الاسكندرية, سواء في المدارس الثانوية أو في كلية الحقوق بالجامعة, فقد تكونت ثقافيا من خلال اطلاعات منظمة في مكتبة البلدية بحي محرم بك بالاسكندرية.
قرأت كل مؤلفات طه حسين وعباس العقاد وأحمد أمين وسلامة موسي, وطالعت كتابات جبران وخليل جبران ومحمد كرد علي, وغيرهم من الكتاب العرب, بالإضافة إلي اطلاعات شتي علي روائع الأدب الانجليزي في الشعر والرواية, بالإضافة إلي المقالات الفلسفية والكتب الفكرية.
ربما كان هذا العصر يشجع الشباب علي القراءة الموسوعية, بالإضافة إلي الجرائد والمجلات الثقافية الشهيرة كالرسالة والثقافة, التي كانت أدوات تواصل عربية رفيعة المستوي, حيث كانت تقرأ في كل أنحاء العالم العربي.
تغير العصر, بعد بروز ثورة المعلومات, ولم يعد التكوين الثقافي لجيل الشباب العرب يعتمد كما فعلت أجيالنا علي القراءة المستوعبة, وانما أصبحت شبكة الانترنت بفيض المعلومات التي تتدفق منها هي المصدر الأساسي, بالإضافة إلي كل أنواع المعارف المعروفة علي هذه الشبكة العجيبة!
وهل حقا ستحل الصحافة الالكترونية محل الصحافة المقروءة التقليدية؟ وهل سيختفي الكتاب التقليدي ويحل محله الكتاب الإلكتروني.
كلها اسئلة بالغة الأهمية يثيرها عصر المعلومات بكل ما أفرزه من أدوات اتصال مستحدثة, لم يسبق للعقل الانساني مجرد تصورها!
ومن ملاحظاتي الميدانية باعتباري باحثا أكاديميا أشارك بإلقاء المحاضرات في الجامعات أحيانا وأسهم في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه أحيانا أخري, وأتفاعل تفاعلا عميقا مع أجيال الشباب, أستطيع أن أقرر أنه انتهي عصر التكوين الثقافي التقليدي للأسف, والذي كان يقوم أساسا علي القراءة المستوعبة في مجالات متعددة, بحيث يمكن للمثقف الشاب أن يتحلي بثقافة موسوعية تسمح له بالتفكير النقدي الخلاق.
لم تعد أجيال الشباب تقرأ كما كان جيلنا يقرأ, ولكنهم ـ علي سبيل القطع ـ أبرع منا جميعا في التعامل مع الانترنت, ويجيدون استخراج المعلومات منها. ولكن المشكلة الحقيقية هي أن المعلومات لاتكون بذاتها معرفة! لأن تشكل المعرفة يقتضي خبرة نظرية راسخة وعقلا نقديا لايمكن تكوينه, إلا عبر القراءة المتعمقة المتأملة بالطريقة التقليدية, التي يعزف عنها الشباب!
جيل الشباب لاصبر له علي القراءة التقليدية, وهم ـ كما ذكر طه حسين ذات مرة ربما في استبصار عميق بالمستقبل ـ يخطفون المعرفة خطفا! وكان يقصد بذلك هؤلاء الذين يقرأون بدون أن يتمثلوا مايقرأونه أو يستوعبوه بالقدر الكافي!
تري ماذا كان يمكن أن يقول طه حسين لو تفاعل مع أجيال شباب الانترنت وأدرك أنهم لم يقرأوا التراث الفكري المصري أو العربي الحديث, ولايعرفون شيئا كثيرا عن تراثهم العربي القديم؟
ولايعني ذلك أن أجيال الشباب التي لاتعني بالقراءة التقليدية يفتقرون إلي أي مزايا ايجابية تميزهم حتي عن أجيالنا, علي العكس هم يفوقون الاجيال العربية الراهنة, لأنهم ابتدعوا صيغة المدونات الأدبية والسياسية كأسلوب جديد للتفاعل السياسي والاجتماعي, متجاوزين بذلك القيود التي تضعها الحكومات العربية علي حرية التفكير وحرية التعبير.
وأصبحت المدونات السياسية الآن من أدوات التحول الديمقراطي في العالم العربي.
واستحدثت اجيال الشباب الفيس بوك وغيرها من أدوات الاتصال الاجتماعية والجماهيرية.
ومعني ذلك أن أجيال الشباب الراهنة إذا كانت قد قصرت في عملية التكوين الذاتي التقليدية التي كانت تعتمد علي القراءة المنهجية والموسوعية, فإنهم يحاولون بطريقتهم أن يثقفوا انفسهم في عصر المعلومات عن طريق التفاعل مع شبكة الانترنت.
ولكن تبدو المشكلة الحقيقية هي أن المعلومات ـ كما ذكرنا من قبل ـ لاتمثل معرفة في حد ذاتها, لأن المعرفة هي نتاج المنهج التحليلي والعقل التقليدي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق