طَالِعُ السَّوْسِنِ
يَقْولُ طَالِعُكِ:
إِنَّ كَأْسًا أُولَى سَتَنَامُ في يَمينِكِ.
إِنَّ سَمَاءً سَتَذُوبُ كُلَّمَا اقْتَرَبَتْ مِنْ وَجْهِكِ
إِنَّ وَتَرًا مَقْطُوعًا مِنْ عُودِكِ
سَيَعُودُ وَحْدَهُ نَادِمًا
سَيَظْهَرُ لَكِ طَريقٌ
لَمْ تَعْرِفْهُ الجِهاتُ السِّتُّ
فَاتَّخِذِيهِ بُسْتَانًا لِلْعِشْقِ
سَيَأْتي إِلى سَرِيرِكِ الوَسِيعِ طَائِرٌ ثَمِلٌ
طَالِبًا المَلاَذَ
فَخَلِّيهِ يَعْلُو قَمَرَكِ
سَتَنْحَفِرُ بِئْرٌ فِي مِخَدَّتِكِ
فَلاَ تَجْفَلِي
لأَِنَّ يُوسُفَ بِانْتِظَارِكِ.
سَتَظْهَرُ لَكِ في كُلِّ جُمْعَةٍ
شَجَرَةٌ
فَاعْلَمِي أَنَّ اسْمَكِ يُظَلِّلُ.
سَتَنزِلُ مِنْ سَقْفِ السَّمَاءِ
مِرْآَةٌ حَامِلَةً وَجْهَكِ
دُونَمَا أَنْ تَنْظُرِي فِيهَا
فَاعْلَمِي أَنَّكِ سَوَّفْتِ في الوَصْلِ.
يَنْبُتُ في يَدَيْكِ سَوْسَنٌ
وَمَعْنَاهُ أَنَّ عَطَارِدَ يَحْرُسُ يَمِينَكِ.
طَالِعُكِ يَقُولُ الكَثِيرَ
لكِنَّ الصَّفْحَةَ التي أَكُتُبُ فيها امْتَلأَتْ.
مَشَىَ الخَلْقُ
نَاسِينَ أَسْمَاءَهُم
وَبَقِيَتِ الرَّوَائِحُ تَحْيَا.
كَانَا يَرْسُمَانِ طَرِيقي إِلى الَّليْلِ
وَكُنْتُ في النَّبيذِ
أَسْعَى إِلى الذَّهَبِ
هُمَا
رَأْسُ النُّبُوَّةِ
وَبَسْمَلَةُ السَّمَاءِ.
قَادَاني إِليَّ
وَقُدْتُهُمَا إِلى طَرِيقِ الوَحْي
هُمَا
فِي فَمِي
حِينَ لاَ يَكُونُ فِي الَّليْلِ سِوَانَا.
تَأْوِيلُ البِئْرِ
كَثِيرًا مَا يَذْكُرُ النَّاسُ النُّورَ
وَيَنْسَوْنَ الشَّمْسَ.
اعْلَمْ يَا مَوْلاَنَا(1)
أَنَّ الأَهْلَ لاَ يَذْهَبُونَ إِلىَ المُعَلِّمِ
مُكْتَفِينَ بِشَمْسِكَ
بَيْنَمَا شَمْسُ الدِّين(2) لَمْ يَرَهُ سِوَايَ
كَانَ يُعَاني مِنْ عُزْلَةٍ رَأَيْتُهُ
عَمَامَتُهُ الفَريِدَةُ وَحِيدَةٌ
دُونَ زَائِرِينَ
دُونَ مُرِيدِينَ
دُونَ لُغَاتٍ
وَحَتَّى دَونَ مَسْجِدٍ كَبِيرٍ
فَقَط كَانَ المَطَرُ وَأَنَا
يُؤْنِسَانَهُ
فَانْعَمْ بِالَّلذَّةِ
لاَ تُفْشِ السِّرَّ
كَفَاكَ مَا رَأَيْتَ.
_____________________________________
1- جلال الدِّين الرُّومي 2- شَّمْسُ الدِّين التبْرِيزي
أَشَفُّ مِنْ وَحْيٍّ مُنْتَظَر
يَمُوتُ العَاشِقُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِشْقٍ
وَيُبْعَثُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ
القَصِيَدةُ عَرْشُ العَاشِقِ
سَمَاءُ المَعْشُوقِ
وَمَقَامُ امْرَأَتي بَيْنَهُمَا
طَالِبَةً وَمَطْلُوبَةً.
كَتَبَ في قَلْبِي عِشْقَكِ
وَأَيَّدَني بِرُوحٍ مِنْهُ.
تَائِهٌ فِي لُجَجِ ظُلِمَاتِ نُورِهَا
تَبْحَثُ عَنْ مَعْنَاكَ فِي الأَقْصَى.
خَلَقَنِي اللهُ عَلَى صُورتِكِ
فَأَنْتِ عَيْنُ كُلِّ شَىءٍ
فَقْبلَ حُبِّي عَبَدْتُكِ.
غَيْرِي يَعْرِفُكِ
وَلاَ يُحيطُ بِكِ سِوَاي
رَأَيْتُنِي مُعَلَّقًا فِي رِجْلِ طَائِرٍ
لم تَصْدُقْ رُؤْيَايَ
وَحِكْمَتِي لَنْ تُدَوَّن.
كُلَّمَا ظَهَرْتِ
طَوَيْتِ النُّورَ.
عَيْنُ العَالَمِ لاَ تَتَحَمَّلُ النُّورَيْنِ.
السَّابِقَاتُ سَبْقَا
أَعْجَزُ عَنْ وَصْفِكِ
أُقْسِمُ أَنَّكِ
إِحْدَى كَلِمَاتِ الله.
فُصُوصُ الآَيَةِ
جَسَدٌ رَبَّانيٌّ يَتَحَرَّكُ
يَرْشَحُ خَمْرًا
لاَ تَنْفَدُ فِي السُّكْرِ مَعَانِيه
جَسَدٌ نُورٌ
مَلِكٌ وَمَلاَكٌ
تَتَخَلَّدُ عَيْنَايَ بِرُؤْيَتِهِ
تَلْتَذُّ النَّفْسُ
أُزَمْزِمُ بِالتَّكْبِيرِ
أَرُشُّ النُّورَ عَلَى قَدَمَيْهِ
وَلاَ أْرجُو اليَوْمَ الآَخِرَ
كَيْ أَبْقَى مَحْمُولاً فِي نَارِ الأَفْلاَكِ
وَمَحْرُوقًا فِي أَجْرَامِ الحِكْمَةِ
عَشَّاقًا مُسْتَوِيًا
نَجْمًا فِي الإِشْرَاقِ
وفِي بُسْتَانِ العِشْق.
جرانادا – نيكاراجوا
25 من فبراير 2009 ميلادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق