الشخصيات
جابر :
القرد :
مايسة :
الأم :
المحقق :
حامل العصا :
المدير :
العشيق :
حيوان 1 :
حيوان 2 :
اللجنة :
المنظر :
المنظر :
د اخل أسوار حديقة الحيوان , يوجد في وسط المسرح, قفص كبير .. وبة قرد ضخم و هو يضع راسه على الارض بينما تعلقت قدماه في حلقتين , تتدليان من اعلي الفقص … يقف جابر وهو يراقب القرد , بل يمازحه بتقليد حركته , القرد يقدفه بحبات الفول السودانى واصابع الموز … يضحك جابر وهو يعتدل في وقفته حتى يواجه القرد .. يدخل أحد الاشخاص وهو حامل العصا…
حامل العصا : انت .. أنت يا بتاع القرد ..
جابر : أيوه يابيه ..آني .
حامل العصا : أمال مين يا مغفل .. طبعا أنت.. عايز أشوف القرد بيرقص ..
جابر : يرقص طبعا يا بيه يرقص .. بس بكيفه .
حامل العصا : حلوه بكيفه .. خليه يرقص ..
جابر : هأحاول أقول له يا بيه .. تحت أمرك (يتجه نحو القرد ) يالله يا روكى .. أرقص وري البيه
الرقص.. (القرد يومئ بالرفض )
جابر : رافض يرقص ياسعاده البيه ..
حامل العصا : حلوه رافض دي .. خليه يرقص
جابر : موش بالعافية .. اصل الرقص ده لما يكون مزاجه عال
حامل العصا : (يخرج له النقود ) خد اديله .. خلى مزاجك عال وياه
جابر : موش كل حاجه الفلوس يابيه أصل القرد مش بني آدم
حامل العصا : تقصد ايه .. يا بتاع القرد ؟
جابر : سيبنا في حالنا يابيه .
حامل العصا : أنت ماتعرفش أنا مين ؟
جابر : أنت البيه صاحب المال و الجاه .. وآني جابر بتاع القرد .
حامل العصا : وأنت بتتحد اني .. أنا عايز القرد يرقص يبقى لازم يرقص..
جابر : ده يابيه .. موش بمزاجي . لو عاوز حاجه آني أقدر عليها ما أتاخرش .. لكن ده قرد يعني حيوان
جنابك يأخذ أمره من مخه وبس .. صح ياروكي.. ( القرد يؤمي بالايجاب )
حامل العصا : أنت بتهزأ بيا .. هأشوف مدير الجنينة .. هيردلى كرامتي أزاي ؟
جابر : هو أني غلطت يابيه
حامل العصا : أنت موش حاسس باللي بتقوله .. يا مدير الجنينة .. أنت يا مدير
جابر : طيب يا بيه .. هو آني غلطت في أيه ؟ لزومها ايه الدوشة دي ؟
حامل العصا : وكمان بتزعق لي .. انا حالا هأجيب لك المدير ( يخرج حامل العصا )
جابر : عاجبك كده يا روكي .. لازما يعني تنشف رأسك .. أديك يا حبيبي هاتوديني في داهية .
( القرد ينزوي في أحد الآركان داخل القفص ويأكل الموز )
جابر : أنا والله جعان .. أفتكرت دلوقتي بس إني ما كلتش , لكن أنا نسيت الآكل ..طيب أكل ايه ؟
( القرد يقذفه ببعض الفاكهة )لا يا روكي .. ده تعيينك ما أقدرش أكل منه .. زمان يا روكي وأنا
صغير ..كنت لما أبقي جعان أرخص حاجة أجيب برتقال . أكل وأشرب وأحلي كمان بقرش صاغ
( حامل العصا يدخل وهو يبيع البرتقال .. وقد علق لافتة كتب عليها 1 دولار)
حامل العصا : وان كيلو وان دولار
جابر : يعني بكام الكيلو ؟
حامل العصا : معاك كام يا شئ
جابر : معا يا دول ..شوية فكة
حامل العصا : دول بس . . ما ينفعش
جابر : أصلي لسه منتظر القبض ما قبضتش . . بيقولوا لي لسه محتاج تصنيف .
حامل العصا : معقولة لسة ما تمش تصنيفك . . أمال بتجيب الفلوس منين . بتأكل منين . .
جابر : كلمة في سرك . . أهو اللي بيجي يشوف القرد ويضحك تلاقيهم بيرموه ببرايز و شلنات
حامل العصا : آه يعني بتسرق فلوس القرد . .
جابر : وهو معقول برضه يا فندي .. وهو القرد هايعمل أية بالفلوس ..
حامل العصا : ها يعمل أيه مش شغلك . . خذ برتقالة . .
جابر : واحدة بس . . طيب هات كمان واحدة . .
حامل العصا : لايادوبك كده . . علي قد فلوسك .
جابر : طيب عشان روكي .
حامل العصا : العواطف ملهاش دخل في الشغل موش عاجبك إطلع هات من بره .
جابر : بره . . لا . . ما اقدرش . .
حامل العصا : كويس يا شئ . . إعقل كده وفتح مخك . . [يخرج حامل العصا ]
جابر : بره . . لا ما أقدرش أخرج . . ما أقدرش أسيب هنا . . إنت تقدر يا روكي . .لكن أنا لا . .
آخره مرة جبنا فيه جوز الهند . . كانت من قد أية . . و لا سبايت الموز الاصفر الطويل أبو ختم
ان من قد أية . . هو د ه آخر يوم خرجت فيه . .[ يقشر البرتقال .. القرد يحدث صوتا ]
جابر : أيو يا روكي . . عندك حق ما أنا عايش علي تعيينك . . لازم تدوق معايا . .
خصوصا أن الفلوس فلوسك . . خذ يا رو كي . [ يعطي للقرد برتقال ] . .
من زمان كان نفسي يكون صديق زيك . . لكن اللي بره بني آدميين . . إزاي
هالاقي زيك . . يا رو كي . [ تتغير الإضاءة بدخول شخصية المحقق , وقد
علق لافتة علي صدره كتب عليهاالمحقق ] . .
المحقق : قوللى يا أنسان . . ليه قتلتها . .؟ ؟
جابر : ما أقدرتش أتحمل نظرة جاري ليا . . وكل ستات الشارع واقفين و أنا داخل طالع. .
المحقق : وأيه الدافع علي إرتكاب الجريمة . . ؟
جابر : الدافع يعني أيه ؟
المحقق : يعني السبب اللي خلاك ترتكب الفعل
جابر : آني ماركبتش علي أفعال . . أني بس قتلت ..
المحقق : أيه اللي خلاك قتلت ؟
جابر : تقدر تقول لي و بالحق . . لو كنت لقيت مراتك مع واحد تاني في سريرك . .هتعمل ايه؟
المحقق : هأكون اسبور .
جابر : أيوه اسبور .. كان الموضوع هو الباسبور . . كنت عايز أسافر بره . .
المحقق : يعني عايز تشتغل جاسوس .
جابر : لا يا بيه . . كنت ناوي أني أروح أشتغل أريال . .
المحقق : إريال إيه ؟
جابر : كانت الست بتاعتي . . تقوللي يا جابر . . أنت تنفع تشتغل إيريال . . كنت فاكرها الأول
تقصد إني أشتغل غسالة . . لكن إ تضح حاجة ثانية . . عرفت الحقيقة . كل يوم في عز الليل
بأسمع صوتها قي الاوضة الثانية وهي تصرخ وقافلة علي روحها البيبان . . باب أوضتها جوه البيت
و الباب الثاني علي السلم بره البيت . . صوت تقولش حريق . . نار قي الشجر المخزون . .
زي لسع النار في الجسم . وأسمع صوتها تقوللي . . إطلع فوق يا جابر . أرفع الأريال . .
المحقق : وكنت بترفع يا عبيط . . ؟
جابر : رفعته يا بيه . . لحد ما فهمت . . واستريحت . .
حامل العصا : وكان أية تصرفك ساعة ما فهمت . .
جابر : بقيت بأخذ الكرسي معا يا وأحطه فوق ، تحت الاريال . واقعد ماسك الاريال لحد ما
هي تنادي عليه و تقول خلاص إنزل يا جابر ..
حامل العصا : تروح نازل ؟
جابر : أصلي أنا اخاف إنها تزعل . . أنزل جري . . وش الصبح اخبط عليها عشان أصحيها . .
ألقاها تقول لي سامحني يا جابر . . وأنا مش فاهم . .
المحقق : [ لنفسه ] الحمد اللة أنا مابضبطش الإيريال أنا بأ ضبط الدش [ بأعلي صوته ] يتم
إستدعاء الزوجة [ و يخرج ]
جابر : [ وهو ينظر نحو قفص القرد ] أيه يا رو كي . . هأ نعمل أية قوللي الحل يا صاحبي
كان يبقي المعقول والمظبوط إني أسكت وأطنش وأصهين . . عشان أبقي أسبور ..
أنا راح أقولك يا رو كي وانت تحكم . . أنا قاعد قي البيت لحد الساعة إثنين بعد نص الليل
لغاية ما رجعت من بره .. سألتها وأنا كلي هدوء . . كنت فين ؟
[ تدخل الزوجة ]
جابر : كنت فين يا ما يسه . ؟
الزوجة : كنت مطرح ماكنت . . عايز أيه .. ؟
جابر : أنا ما أجبلش إن الحرمة تكلم جوزها بالشكل د ه ..
الزوجة : يا شيخ بلا خوته . . باقولك أية أنا مش ناقصاك . . كفاية اللي أنا فيه ..
جابر : فيكى أية إتكلمي . . د ه إنت حبييبتي . . هتخبي علي ؟
الزوجة : تعبانه يا جابر . . مش قادرة يا جابر حاسة إن عمري بيتسرق مني وأنا معاك ..
جابر : مش فاهم يا بنت العلام ولامؤاخذه . .
الزوجة : ولامؤاحذة . . عشان كده أنا مش قادرة أحقق أحلامي و ياك .
جابر : أنا حاسس إني مش فاهم حاجة خالص . . يا تري ليه يا مايسه ؟
الزوجة : عشان فيه فاصل بيني و بينك . . و حاجز كل يوم بيخلي كل واحد فينا جوه
دايرة اهتمامه . . عايش منغلق عن الآخر .
جابر : أيوة
الزوجة : والعزلة اللي فرضتها علينا الظروف د ى . . بقت بتشكل سأم وملل في نجاح العلاقة
الإنسانية حسب الروابط الاجتماعية الرجعية .
جابر : [يؤمي و كأنة يفهم حديثها ] ايوه طبعا . . ما إحنا و لاد عم .
الزوجة : ود ه بيشل قدرتي علي الفعل أمامك . . إذ إنك تشكل بالنسبة لي الأنا الأعلي .
جابر : أهو ده كلام العلام اللي بينور العقل . . ويخلي الواحد د ايما مبسوط .
الزوجة : إسمع يا جابر . . أصبح من غير المنطق والمعقول أن تستمر هذه الرابطة . . بمعني
إنها أصبحت تفتقد الي الديناميكية .
جابر : أنا حاسس إن كلامك حلو وكله عواطف وأحاسيس , لكن مش فاهم من أول الدوائر
اللي قلتيها.
الزوجة : دواير الاهتمام . . تقصد ؟
جابر : ايوه دي . .
الزوجة : شوف يا جابر . . لكل واحد في الدنيا د ي مجموعة دوائر . . هو المركز المشترك لها كلها
زي النواة بالنسة للذرة . . الدوائر د ي هي الاهتمامات أو الهموم اللي بتشكل النيترونات
و الالكترونات .
جابر : والبروتينات د ي . . يعني . . ما نقدرش نتكلم عنها بالعربي . . بالبلدي يعني .. يا أخواتي
أنا مش متجوز فقي ..عايز افهم مراتي يا ناس .
الزوجة : لغة الحوار بينا أصبحت معدومة . . أنا مضطرة أعيش حياتي زى ما أنا عايزة
جابر : و أنا مش مستحمل إني اشوفك يوم واحد في الاسبوع زي أداء واجب يعني زي شجرة
سنط . . أنا جوزك ومن حقي ..
الزوجة : إنت مالكش أي حق عندي . . أنا اللي باصرف عليك . . كل علاقتي بيك عبارة عن
ورطة إجبار عائلي . . من غير كده أنا ما استعناش إنك تشتغل عندي .
جابر : هي وصلت للدرجة دي ..
الزوجة : وأكثر من كده . . أنت ماتنفعش تعيش مع بني آدميين ..
جابر : [ يصفعها علي وجهها ]
الزوجة : حيوان . . حيوان [ تترك المسرح وتخرج ]
جابر : أني فعلاً حيوان . . قاعد زي الخنزير في البيت .. قول زي التيس . . خايف أخرج
حامل العصا : أنت يا حيوان .. سايب شغلك ليه .. و واقف تكلم نفسك .
(إظلام )
جابر و حامل العصا
حامل العصا : أنت يا شيء .
جابر : أيوه ياسعادة البك . .انا لي سؤال ؟
حامل العصا : إتكلم عايز أيه . .؟
جابر : أول حاجة . . ليه أنا شيء . . ؟ ثاني حاجة تصنيفي .
حامل العصا : أول حاجة ليه أنت شيء .. وهو د ه تصنيفك
جابر : والشيء د ه بيقبض كام يعني ؟
حامل العصا : الانسان هو اللي بيقبض . . لكن الشيء ما بيقبضش .
جابر : طب واكل منين ؟
حامل العصا : الشيء ما بيشعرش بالجوع . . هي مرحلة صعبة شوية لكن هتعديها .
جابر : طيب ليه مانعين البياعين من دخول الجنينة ؟
حامل العصا : كل البائعين بيمثلوا راس مال قوي ممكن نستفيد احنا منه .
جابر : أنا مش فاهم أي حاجة . . قوللي ليه يا بيه . . ؟
حامل العصا : عشان المستوي العقلي بتاعك علي البلاطة . .
جابر : طب ليه الناس غلاطة يا بيه
حامل العصا : لما يكون الناس مع الناس متساويين هنا يكون الزعل مرفوض . . والغلط ممنوع .
جابر : أنا مش هاسمح لك أنك تغلط فيا بعد النهارده . .
حامل العصا : فين القرد .. ؟
جابر : ما اعرفش .
حامل العصا : لغاية لما تعرف يا شيء . . هاتفضل هنا برتبة شيء . . ولما تعرف هننظر في أمرك . .
وممكن تتحول من شيء الى حيوان وهي رتبة أرقي شوية . (إظلام)
( الزوجة و العشيق )
الزوجة : قلت لا.. جابر مش ممكن أسيبه د ه قدري .
العشيق : الوضع د ه أنا مش طايقه حاسس بضيق شديد . . إزاي تخرجي مع جوزك من غير ماتقولي
الزوجة : هو د ه يومه حسب الجدول
العشيق : أنا ماليش د عوه بجداول أنا قلت ما فيش خروج إلا بأذن . . أنت نسيتي و لا أية
الزوجة : لا ما نسيتش . . ما تزعلش .
العشيق : لا زعلان . . وها تشوفي . . أنا مش جاي بعد النهارد ه .
الزوجة : لا أرجوك ما أقدرش . . أرجوك .
العشيق : خلي جوزك ينفعك . .
الزوجة : ارجوك أنا مش هأقولك اقتله ولا حاجة لكن د ه ظرف عائلي . . إبن عمي و
مجبره علي الاستمرار معاه . . رغم إني مش سعيدة معاه . . إلا أنه . .
العشيق : [مكملا ] درع واقي نداري و راءه بدون خوف . . لسه الباب جوه البيت مقفول ..؟
الزوجة : مقفول . .
العشيق : طيب نادي عليه و قوليله .
الزوجة : يا جابر إطلع إرفع الايريال .
صوت جابر : حاضر يا حبيبتي .
الزوجة : صعبان علي
العشيق : ليكن يا حيوانة . . أية اللي مضايقك من جابر ؟
الزوجة : أكثر حاجة الست بتكرها في زوجها البخل .
العشيق : البخل . . ؟
الزوجه : البخل في كل حاجة .. ممكن سيجارة .. عايزة أحس بجوزي كأنه نهر كبير متدفق .. شلال
بيشيلني و يغرقني أتوه جواه ومالقاش مهرب ليا إلا قلع من خشب السنط .. امسك فيه لحد
مأتعلق به ..يعبر بيه الناحية الثانية ..وأنا مبسوطة و فرحانة .
صوت جابر : كده كويس يا حبيبتي . . ؟
[ إظلام ]
( جابر مع الام )
الام : جابر يا بني . . الدور عليك يابني . . يا أما تقتله أو تتقتل . . التار يا بني .
جابر : أني رافض التار د ه .. أنا مالي .. جدي قتل اخو جده .. وكانوا عيال بيلعبوا
. . عشان لعب عيال يموت عيلتين .. ودلوقتي ما فيش غيري .
الأم : وهتتقتل .. بعتوا مصر يجيبوا عيال أخواتهم .. عشان ييجوا يقتلوك ..لازم تهرب ..
جابر : أروح فين ..؟
الأم : روح عند مايسه بنت عمك ..بقالها زمان هجرت البلد مع أبوها وأبوها مات وفضلت هناك وحديها
جابر : مايسه كبرت يا آمة ..؟
الأم : بقت دكتوره كبيرة في المجانين و المهابيل .
جابر : ماشاء الله .. وهي لسه فاكراني يا آمة ؟
الأم : أمال يا بني د ي خطيبتك وأنتم في اللفة و لازم تتجوزها د ي بنت في غربة إتجوزها و حافظ عليها
جابر : أنا حاسس ياأمه إنها مش هاتقبل .
الأم : ليه ماتقبلش .. بنت عمك و أنت أولي بيها .. كده , والاتيجي تقعد في البلد معانا ..
وبعدين هي تطول واحد ذيك .. راجل طول بعرض بجمال ناقصك أية ؟
جابر : خلاص يا آمة من بكره ها سافر علي واتجوزها .
الأم : رجلي علي رجلك لحد ما أدخلك عليها .
جابر : تعيش يا آمة .
( إظلام )
( المدير و جابر )
المدير : لسه مش عايز تتكلم ..قول يا جابر فين القرد ؟
جابر : أنا ما اعرفش . . ؟ آخر حاجه لما كان البيه اللي باع البرتقال ومشي ..
كلت أنا و رو كي .. و بعدها طب مات .. و رحت أبلغ سعادتك رجعت مالقيتوش . .
المدير : أنت بتستعبط .. و يعني هايكون راح فين .. الأسد أكله .. ؟
جابر : إساله أنت يا بيه أنا مالي .
المدير : اللحم بتاع القرد اللي بيأكل منه مرة يبقي عايز منه تاني وثالث .. لكن الأسد
مابيكلش لحم القرد رد يا جابر قوللي بصراحة ؟
جابر : أقول أيه . . ؟
المدير : أكلت القرد . ؟
جابر : لأما أكلتوش .
المدير : يمكن مراتك ليها رأي تاني .
جابر : مراتي ماتت . . من سنين .
المدير : ماتت إزاي ؟
جابر : قتلتها ..
المدير : تحب تشوفها ..
جابر : ياريت أشوفها.. مايسه حبيبتي . ( تدخل مايسه )
مايسه : أيوه يا أفندم .
المدير : مدام مايسه .. أية اللي تعرفيه عن موضوع جابر مع القرد .
مايسه : الموضوع كومبلكس .. لأن له مرجوع نفسي أو مردود نفسي .. و مازالت آثاره راكدة
في اللاوعي .. وهي الخاصة بالقدرة الجنسية للقرد .
جابر : أيوه هي مايسه .. أنتي مراتي ..إنت عايشة .. ؟
مايسه : أفندم .
جابر : أنا جوزك .
مايسه : اعتقد أنني قد سمعت بهذه الكلمة .. أين .. أين .. معذرة .
جابر : جابر جوزك .. أبن عمك .
مايسه : معذرة ..لا أعرف هذه الكلمة .. أبن عمك .. لحظات من فضلك [ترد ثانية ]
أبن عمك .. أبن العم .. هو أبن شقيق الوالد .. كلمة واحدة .
جابر : تيس .
مايسه : تيس شكرا .. أي خدمة يا أفندم .
المدير : أريد تقريرا عن حالة جابر .
مايسة : جابر غير محدد العمر .. له ملامح تنتمي الي الجنس الاري والقوقازي والسامي و الحامي ..
وهو إنسان سابق ..بدأ في التحول قي السنوات العشرين الماضية ..وهو الأن في الطور الاخير
من تحوله ..وحسب نظريات داروين .. التطور الطبيعي للأنسان هو الجنس الأرقي .. السوبر
..حيث الكوكاكولا ..عذرا حدث تداخل في الموضوعات . جابر يحتاج إلي تدعيم القدرة
الجنسية ..ولذلك فمن الاغلب إنه أكل القرد .
جابر : ما حصلش .. وبعدين قالت من الأغلب .. يعني مش أكيد .. أني كلت القرد ..أية
أيه اللي حصل ؟
المدير : من الواضح إن في تأثير نفسي .
مايسه : تأثر نفسيا من القهر الذي تعرض له من جميع ا لأطراف .
المدير : تحليل سليم .
مايسه : وهذه الضغوط الي جانب عقد الطفولة و ذكريات الماضي ..وطلقات الرصاص أثرت
عليه أيضا .
جابر : يعني أيه ؟
مايسه : يعني الخضة .. و الي جانب الحياء .. شكلت لديه عقدة لم يستطع زواجه من إبنة عمه
حلها بل زادها تعقيدا .. فكان هروبه الي عالم الحيوان .. هروبا من هذا الواقع الإنساني
المؤلم .. هذا علي المستوي الظاهري .. أما داخليا في مستوي اللاوعي ..البحث عن
التعويض عن العجز .
جابر : مش فاهم .
مايسه : حصل له نوع من الإحلال مكان القرد .. فكانت النتيجة أنه تخلص من القرد وأكل أعضاءه
جابر : ماحصلش .
المدير : لا حصل .. وأنكارك فيه نوع من الغباء ..لأن كل حركاتك مراقبة .
جابر : يعني عارفين كل حاجة .. عايزين أيه ؟
المدير : عايزين نعرف اللي في دماغك ..تسمح لنا نأخذ دماغك شوية بره .
جابر : إتفضل . ( المدير يذهب لينزع رأس جابر ) ( إظلام )
( جابر و العشيق )
جابر : الوقت إتأخر.
العشيق : أنا مش عارف أية اللي أخرها لغاية دلوقتي .
جابر : واضح إن حضرتك قلقان عليها .
العشيق : إحساس بالمسئولية تجاها .. لأن عمرها العقلي ما زال في مرحلة النمو ..لم ينضج بعد
جابر : وحضرتك تعرفها من زمان .
العشيق : أيوه كنا زملاء أيام الجامعة ..أنما بتسأل ليه .. ؟
جابر : أصل أنا أول مرة أشوفك .. وعمر مايسه ما كلمتي عنك .
العشيق : مش ممكن .
جابر : أصلها ما بتخبيش علي حاجة .
العشيق : أنت بتقول أية .. ؟ ما يسه مابتخبيش عليك حاجة .. ؟
جابر : ايوه كل حاجة .
العشيق : وماقالتش أنا مين ؟ ازاي أنت كذاب .
جابر : كذاب .
العشيق : ايوه لأن مايسه من المستحيل أن يكون في بينها وبينك علاقة لإختلاف الفكر بينكم ..
هي أنسانة متحررة .. وأنت شخص من زمن مضي .
جابر : لا الظاهر أنت ما تعرفنش .. أنا نسيت أقولك … أنا جابر جوزها .
العشيق : عارف إنك جابر …
جابر : مين قالك .
العشيق : عشان تعرف إنها ماتخبيش عليا حاجة أبدا … حلوه الصورة كده يا حبيبتي [يقلد جابر ]
جابر : واضح إنك عارف.
العشيق : وعندي الحل . . أنت محتاج علاج وعلاجك بيستخلص من القرد ..,المدام إتاخرت
جابر : ما تقلقش زمانها جايه .. إزاي العلاج وعلاج من أيه ؟
العشيق : من الحالة الى عندك .. أنا عارفها كويس .
جابر : بس دي حاجة ما بتتقالش ..إزاي مايسة تقول دي مفروض إنها ستر وغطا عليا .
العشيق : إوعي تكون فاكر نفسك جوزها بجد .. انت مجرد برفان ستار . جابر : أنت بتهيني في بيتي
العشيق : دي مش إهانة دي حقيقة يا شيء
جابر : إمش إطلع بره .. قبل ما أتطاول عليك .. راجل عايب بصحيح .
العشيق : [يضحك وتتحول ضحكاته الي هيستيريا ويختفي علي أثرها .. ويظهر حامل العصا وهو
يلبس بالطو أبيض وقد وقف يرد علي التليفون ]
حامل العصا : أيوه .. أيوه .. الحالة صعبة شوية.. بس بخير .. حالة ذهان وعصاب وفقر دم يؤدي الي
انفصام في الشخصية بيتصور نفسه قرد .. ودي حالة غريبة علي أنا بقالي باعالج المجانين
عشرين سنة ..أول مرة أشوف مجنون عنده هوس جنسي من النوع الحاد .. أيوة هأخلص
عليه و هافضي لك يا حياتي .. عقبال ما تيجي ..[ يضع سماعة التليفون ويلتفت لجابر ]
أيوة يا جابر أتكلم ..
جابر : الحيوان أفضل منا .. ما عندوش مشاكل في أي حاجة .. بيتجوز ويعيش ويخلف .. وكل
حيوان بيحترم الحيوان اخوه ..ما بيفكرش يأخذ منه مراته ..يأخذ منه عيشه وأكله وعشه
لكن مراته لأ اشمعني إحنا ؟
حامل العصا : ركز معايا شوية ..إحنا مين ؟
جابر : إحنا الحيوانات .
حامل العصا : الهي يشردك ويفرج عليك خلقه ..يا بني صدقني أنا مش ضدك .. تقصد ايه باللي بتقوله
..انا الدكتور اللي بيعالجك ..لازم تكلمني وتفهمني ..انت ليه خصيت القرد ؟
جابر : مايسة
حامل العصا : مايسة مين يا حبيبي ؟..ركز معايا شوية
جابر : مرات التيس
حامل العصا : طب قول حروفها تاني .. اسمها إيه ؟
جابر : مايسة
حامل العصا : جميل .. ركز معايا شوية .. مين التيس ؟
جابر : التيس ده حيوان له قرون
حامل العصا : أيوه عارفه ..مالك وماله .
جابر : ما هو أنا التيس .
حامل العصا : الله يقلب دماغك .. يابني أنا مش ناقصك .. أنت لاسع ..إرحمني .. ركز معايا شويه
جابر : اكتشفت يا بيه إنها خاينة .. ومع مين .. مع صديق عمرها .
حامل العصا : طب ما فيش غلط لغاية هنا .. كمل
جابر : بقول خاينة .. تقول ما فيش غلط .
حامل العصا : ده المعتاد يابني تخونك مع صديق عمرها .. أنت قلت عمرها ..آه هنا الغلط .. يمكن لو
كان مع صديق عمرك كان إختلف رد الفعل شوية .. إحكي لي يابني من الأول بالتفصيل
عشان أنا شاكك في أخلاقياتك .. كان لازم تبقي أسبور .
جابر : الباسبور .. كنت راجع من الجوازات بعد ما أخدت التأشيرة .. كنت سعيد فرحان لأني
مسافر أكون نفسي بفلوسي مش بفلوسها .. وبدأت أحس بالدنيا مش سايعاني .. إتصلت
بيها في التليفون .. السماعة تترفع وتتحط تاني .. قلقت عليها ..جريت علي البيت.
[ تدخل الزوجة و العشيق في المنظر ]
العشيق : أيوه مين الرخم اللي عمال يتصل بينا .. عايز إيه ما بيزهقش ..مين ده يا هانم .. ردّي علّيا ؟
مايسة : مش عارفة .
العشيق : [ يصفعها ] مش عايزة تقولي مين .. ؟
الزوجة : ما أعرفوش .
العشيق : كل مابأرفع السماعة .. أسمع صوت بينادي و يقول .. مايسة ..
الزوجة : صدقني ما أعرفش .. المهم أهلي بعتولي من البلد .. لازم نرجع أنا و جابر نعيش هناك خلاص التأر
خلص ..
العشيق : و هتعملي إية هاترجعي البلد .. ؟
الزوجة : لا مأقدرش اتخنق أموت أنا مستنية لما جابر يطلع بره .. و ساعتها هو كمان مش ها يعرف طريقي
جابر : [ يدخل ] تفتكري يعني الموضوع سهل كده .. ؟
الزوجة : جابر .. إية اللي جابك .. ؟
جابر : جيت ربنا بعتني عشان أشوفك يا فاجرة أنت و عشيقك ..
العشيق : أصبر بس يا حيوان ها أفهمك .. العلاج اللي قلت عليه .
جابر : [ يرفع بندقية و يطلق رصاصات ][ يختفي العشيق و الزوجة ]
الطبيب : أنت دخلت البيت متسلل .. دي جريمة .
جابر : جريمة أيه .. ده بيتي .
الطبيب : مهما كانت مراتك بتخونك .. ده ما يدلكش الحق إنك تقتحم عليهم خلوتهم .. إنت إية ما
عندكش إحساس .. ما عندكش دم .. ركز معايا [ جرس التليفون يرن ]
الطبيب : أهلاً ..أهلاً يا حبيبتي .. بتتكلمي منين .؟ من هنا بره في الصالة ..
لا تعالي يا حبيتي هأوريلك واحد تحفة .. خشي .. [ تدخل الزوجة مايسة ]
الزوجة : أوروفوار ..
[ تسير نحو الطبيب .. تقبله ] [ إظلام ]
اللوحة الأخيرة المسخ
المدير : أنت يا حيوان .. فين القرد .. ؟
جابر : القرد كان عاوز يأكل برتقال .
المدير : و بعدين ..
جابر : و ما عرفش اللي حصل .. لقيته بعد شوية قعد يتنطط و يخبط
دماغه في القفص .
المدير : و هو فين دلوقتي . ؟
جابر : موجود .
المدير : حد يأكل القرد برتقال .. إنت مجنون .. هو اللي قال لك ..؟
جابر : لا يا بيه .. هو معقول القرد يقول حاجة زي كده .. دي حتي ما يصحش .
جابر : لا يا بيه .. هو معقول القرد يقول حاجة زي كده .. دي حتي ما يصحش .
المدير : و أنت جبت البرتقال منين .. ؟
جابر : اشتريته من البياع .
المدير : إنت كداب .. أنا مانع دخول البياعين الجنبنة .
جابر : كان موجود من شوية .
المدير : الجنينة بتاعتنا ما بيدخلهاش أي بائع متجول .
جابر : برتقال يابيه .
المدير :كداب ..
جابر : أني مش كداب يابيه .
المدير : حالاً هانشوف كداب و لا لأ .
( يصفق يدخل حارسان .. كل منهما يحمل فوق رأسه قناع حيوان . )
الحيوان 1 : لا سيدي .. لا يوجد باعة جائلين .
الحيوان 2 : ده مدعي منافق .
جابر : إنتم مين .. أني أول مرة أشوفكم .
الحيوان 1 : لكن إحنا عارفينك كويس .. من لحظة ما اتولدت .
الحيوان 2 : من لحظة لما لسانك مأمأ ..
المدير : أو هوْهوْ .
الحيوان 1 : أو نقنق .
الحيوان 2 : أو سأسأ .
المدير : أو نهق
جابر : أني مش فاهم .
الحيوان 1 : إنت بتستعبط .
الحيوان 2 : لا ده إنت بتستهبل
المدير : أو جايز عايز تهزّر
الحيوان 1 : أو عاوز تتمنظر .
الحيوان 2 : أو عايز تتمظهر .
جابر : برضك مش فاهم .
المدير : أنا ها أفهمك ... المعروف إن الجنينة مافهاش فواكة تتباع .
جابر : أنا شوفته .
المدير : لا ما شفتش .
الحيوان 1 : أنت كفيف .
الحيوان 2 : لا أنت أعمي .
جابر : جه هنا .. أنا شفته .. وشفت البرتقال .. وكان عمال ينده و يقول :
( حامل العصا و قد ارتدي زي بائع البرتقال و معه العربية )
حامل العصا : وان كليو وان دولار أورانج .
جابر : سامعين .
الحيوان 1 : أنت أطرش .
الحيوان 2 : مابتسمعش .
جابر : طيب بُصّوا .
الأثنين : مش شايفين ( يحاول جابر أن يتكلم يقاطعونه ) .
الأثنين : ما تضيعش وقتنا .
الحيوان 1 : احنا ناس دماغنا متكلّفة
الحيوان 2 : ايوه دماعنا متكلفته
المدير : ( وقد عاد لمنظره السابق ) و ديت القرد فين .. ؟ زمان اللجنة جاية .
جابر : لجنة إيه ؟
الحيوان 1 : لا ده أنت ناوي تكسفنا .
الحيوان 2 : أو ناوي توكسنا .
الحيوان 1 : أو ناوي تنكسنا .
جابر : أني مش فاهم ..
المدير : فين القرد .. ؟
الحيوان 2 : آخر حاجة قلتها موجود .. موجود فين .. ؟
الحيوان 1 : بعد ما أكلت القرد البرتقال راح فين .. ؟
المدير : ( يدق علي رأس جابر ) .. راح فين ؟
الحيوان 2 : إنطق رد يا بجم .
الحيوان 1 : إحنا مش عايزين نأذيك … بص يا شئ الموضوع في غاية الأهمية .. في غابة الأمبورتاتت .
الحيوان 2 : ممكن نروح كلنا في داهية .. فهمت .
المدير : نهاية اللف و الدوران .. أنا عندي لجنة يعني لازم تيجي اللجنة تشوف القرد .. دي صفقة
كبيرة و موش هأسمح إنها تضيع عليا مهما حصل ..
الحيوان 1 : طبعاً .. طبعاً مهما حصل .
الحيوان 2 : حصل .. حصل .
المدير : أنت إيه فقدت النطق ؟
الحيوان 1 : أحسن برضه
الحيوان 2 : و لا يكون النطق فقدك .
المدير : ما هو لو موش هاتتكلّم .. يبقي قطع لسانك أحسن .
الحيوان 1 : فكرة برضك .. قطع لسانك .
الحيوان 2 : حتة لحمة طرية في بقك .. مالهاش لازمة .
المدير : رأيك إية و لا نربطه و نلفه و نحطه جوه بقك ( جابر يحاول أن يتكلم فلا يستطيع )
الحيوان 1 : أعتقد إن الشئ عاجبه كل اللي اقترحناه
الحيوان 2 : أنا برضه باعتقد .. لكن ليه ما بيتكلمش .
المدير : أنت يا شئ .. لو مش قادر تتكلم بربش شاور لو كنت فاهم .
الحيوان 1 : فاكر الحمار اللي قطعنا له و دانه .
الحيوان 2 : ياه ده كان حتة منظر .. عظيم .
المدير : ( يتنحنح )
الحيوان 1 : لكن طبعاً مش اعظم منك .. عايز يدوق لحم و دانه .. ( جابر يتحسس أذنيه )
الحيوان 2 : كانت ودنه طريّة طويلة .. عاملة زي الإيريال ( جابر يشير بيديه إلي نفسه ) أيوه أيوه ..
نفس وظيفتك .. بس كان طعمها يجنن .. بس بيقولوا حرام أكل لحم الحمار .
الحيوان 1 : أيوه طبعاً لحم الحمار حرام ,, قولها و رايا .. لحم الحمار حرام ثلاث مرات .
المدير : بس كفاية .. اتكلم يا جابر ( جابر لا يستطيع الكلام )
المدير : يعني كمان مش عايز ترد علّيا .. مش عايز تعبرني ( جابر يشير له بالنفي ) إيه مش سامع
.. و لا عايز توصل صوتك للأمم المتحدة . مافيش فايدة .. صوتك خلاص (جابر يشير
له بالنفي) مش سامعني .. فكرتني يا حيوان منك له .
الحيوان 2 : بيقصدك إنت يا حيوان 1 .
الحيوان 1 : لا أنت يا حيوان 2 .
المدير : أنتم الأثنين .. هاتوا ودانه اقطعوها . ( جابر يشير له بالنفي ) أنت سامعني يا جابر ؟
( جابر يشير له بالنفي ) تبقي سامعني .. هاتوا ودانه .. اللجنة خلاص علي و صول ..
فين القرد .. مش عايز ترد علّيا يا جابر .. يبقي أنت قتلت القرد ( يفتح القفص
…يدخل جابر فيه ) هاتوا اللجنة .
( تدخل اللجنة و فيها حامل العصا .. العشيق .. الزوجة و الحيوان 1 و الحيوان 2
يرتدي كل منهم قبعة .. اللجنة تدور حول القفص و قد اتخذ جابر شكل القرد في
حركاته ) .
اللجنة : السلالة أصيلة ؟
المدير : طبعاً .
اللجنة : القدرة الجنسية ؟
الزوجة : معدومة .
اللجنة : القدرة العقلية ؟
الزوجة : معدومة .
اللجنة : القدرة العضلية ؟
الزوجة : زي الثور .. يجر ساقيه .
اللجنة : اتفقنا فاضل حاجة واحدة بس .. الجنسية ؟
المدير : جاهز للتشكيل حسب نوع و لون العلم المطلوب .
اللجنة : اتفقنا .. تتم الصفقة .. عايزين منه مبدئياً مليون نسخة .
( يتجمع أعضاء اللجنة جميعاً و يحملون القفص )
مليون نسخة ..مليون نسخة
إظلام النهاية
�� Te� � � �= span> قيها ثم تهيل الثلج عليّ مرة أخري .الشاب : آه لقد أفتكرت تلك هي نظرية الرفيق الخيال . لا..لا إنه كان
لعب أطفال .
الفتاة : وهل كان حبنا أيضاً لعب أطفال .
الشاب : [ يضحك ] على الأقل بالنسبة لي .
الإبنة : وحينما كنتما تعبئون بطني بقصاصات الورق و قطوف القطن
وتخيطان أطرافي بخيوط متعددة الألوان كان ذلك أيضاً لعب
أطفال . [تتجه نحو الفتاة ] وأنت يا سيدتي ، كنت تنزعين ثيابي
وتبدلينها بأخري ، و الآن ما هو الحل ؟
الشاب : أنت إبنتي ؟
الفتاة : وأنا … ألا تعترف بي ؟
الشاب : حينما كنت أعود من المدرسة أحمل حقيبتي الجلدية، كنت أراك
في شرفة منزلكم تسترقين النظر إليّ .
الفتاة : كنت أعشق ذلك الجندي ، حين يرفع مشعله ليوقد تلك
المصابيح على جانبي الشارع ، و أراك مستنداً على أحد الأعمدة
كفتيات الليل .
الإبنة : أرجوك يا أبي لا تتركني وحدي في هذا العالم الموحش .
العجوز : لم أعد اسمع صرير العجلات فوق القضبان الحديديه ، يبدو
أن القطار توقف .
الجرسون : شئ لا يصدق أنظر من النافذة .
العجوز : ماذا في الأمر [ ينظر من النافذة ] القطار يترك القضبان ويمتد
بمقدمة في الفراغ .
الشاب : [ يضحك حتى يستلقي على ظهره ]
العجوز : [ تتحول نبرات صوته إلي ترانيم ] في هذا الركن المنزوي أجلس
أمام قنديل الزيت .
الشاب : [ مازال يضحك ]
العجوز : وأمام محراب المعبد ، في داخل الجبل المظلم لا يؤنس و حدتي
سوي ترانيم الأخوة يتردد صداها بين الجدران .
الشاب : الجدران .. أن جدران هذا الكازينو أشبه بالزنزانة .
الجرسون : لماذا لم تأكل .. ؟
الشاب : أشعر أن الخرز الذي تضعونه في الطعام غير ناضج [ يتقزز ].
العجوز : أنها حبات الكريز .
الشاب : حبات ماذا ؟
العجوز : حبات الكريز الناضجة ..
الشاب : إذا كانت حبات الكريز كما تقول [ بتقزز] فلماذا إذا تفور منها
الديدان بغزارة و كأنها أذيال عقارب [ يقضم منها ثم يبصق ] .
[يدخل الجرسون ]
الجرسون : آه هذا هو غذاؤك الذي تعودت عليه ، ولا يوجد في هذه البلده
سواه
الشاب : يعني لا يوجد لديكم سوي حبات الكريز المحبلة بالدود .
الجرسون : لا أبداً لدينا تنويعات من الوان الطعام ، و لكن … هذا لا يعفيك
من تناولها بالدود .
الإبنة : لم أتناول حساء الضفادع في برج أيفل كما تعودت كل صباح .
الفتاة : أن أباك صار نحيلاً جداً منذ تركني وحيدة على أسفلت الطريق
و مضى و الدم ينزف من عروقي بغزارة .
الإبنة : بعد رحيلك عني أصابتني الحمى الشديدة ، وتحلل جسدي إلي
كرات حمراء صغيرة .
الشاب : [ يواصل الأكل ] إن لحبات الكريز مذاق غريب حلاوته مع
سخونة في فمى ..دم .[يبصق ]
الإبنة : وأنتشر الدود في تلك الجثة المدفونة تسبح في ماء البحر المنصهر
بفعل الطاقة الإنفجارية الهائلة الناتجة عن انشطار الذات .
الشاب : لم أكن أدرك أن مصير تلك الخرق البالية سيئول مصيرها إلي لحم
و دم [ يلوك ويبصق متقزز ] دم ..
العجوز : لا تتحركوا حتى لا تهتز الصورة ، من بين هذه الجدران المقدسة
جاءوا بخنزير أبرص ، وسحلية رقطاء وقد التهمامعاً حقول البرسيم
الخاصة بملحقة الكهف .
الإبنة : تلك الحبات التي يلوكها فمك هي بقايا جسدي المتحلل
[ تقع الإبنة على الأرض ]
الفتاة : أنظر ماذا فعلت بإبنتنا ؟
الجرسون : لا تنظر إليها فطعام السجن لا يعوض ، قد تنظر في أي أتجاه
فتضيع منك الرؤية ، فتغفل عن رؤية تلك الحبات التي لن تظهر لك
سوي في الظلام الدامس .
الفتاة : حين يشعل ذلك الجندي مصابيح الغازعلى جانبي جسدي لا
سيما أن جسدي النحيل داخل قنينة غاز.. .
الشاب : تلك النار التي أستشعرها كلما أقتربت مني أمي لتطبع على
جبيني قبلة المساء تنطلق من عين أبي ..
العجوز : وحينما يأوي هذا القارب بين شقي النهر، وتندفع الأسماك في
شبكة هذا الصياد الفقير ليطعم أطفاله .
الشاب : كان أبي حينما أنتظره يأتي بالطعام كل ليلة يحمل تلك البلطة ..
لعل السبب في موتها هو نقص الأكسجين بسبب الطين [ مشيرا
للإبنة ]
الفتاة : أتباه لا تتركه قبل أن يعترف بجريمته النكراء .
العجوز : لن تموتي يا فتاتي ، لماذا سرقت الذهب ؟ تكلم قبل أن يفور
بركان فيزوف .
الشاب : لعله يقذف عليك حممه لتصب عليك الذهب المنصهر ليغلي
فوق رأسك فيحيلك إلي تمثال من الجرانيت .
الفتاة : [ وهي تحتضر ] فيصير بين يديك تراباً فقد أعطاني حفنة من
التبر الخالص و أمرني أن أرشها فوق تلك الأراضي البور .
[ ثلاث دقات من المثلث أو جرس ]
الشاب : ما هذا هل بدأت الأناشيد و الترانيم ..آه لعل الله يغفر لنا
.. ماذا حدث لها نامت ، أوف .. ما هذه الرائحة العفنة .
العجوز : [ يترنم ] وحين تأوي إلي فراشك ليلاً ، فتذكر هذا العجوز
المسن الذي حملته على سفك الدم ، وروضت خياله كما يروض
الفرس الجامح في يوم مطير .. [ يحتضر ] آه لا أجد هوء اً
أتنفسه .. لم تعترف_ وحريتنا كلنا معك _ بالخطيئة .
الشاب : أبي أيها العجوز … التنفس … التنفس … أين ذلك الجرسون
النحيل كان هنا ، سأقتله حين آراه لابد أن أخرج من هنا قبل أن
أموت .
[ الجرسون يدخل وقد صار سميناً جداً ]
الجرسون : هددت بقتلي ؟
الشاب : لم أكن أنوي القتل .
الجرسون : على الثلج بدت خطواتك واضحة الأثر .
الشاب : ملأ الطين قدماي رغما عني فقد التصق بحذائي .
الجرسون : أين رأيتك أخر مرة .
الشاب : في مصنع النسيج والحلوي .
الجرسون : كيف تقتلني وقد كنت أعاملك كإبني .
الشاب : لم تكن رحيما بي .
الجرسون : كنت تتقاضى راتباً مجزياً ، يقضى إحتياجات قرية بأكملها .
الشاب : لم أحصل على سنت واحداً طوال خدمتي في هذه المؤسسة
العملاقة .
الجرسون : لماذا تنكر .. ؟
الشاب : لم أسرق .
الجرسون : أنت أحمق سرقت دولارتي .. فلم يعد هناك عملة غيرها00
الشاب : أنا لم أفعل .. لم أفعل .
الجرسون : أين بقية الأخوة
الشاب : هل ماتوا جميعا من هذه الرائحة العفنة… لا .
الجرسون : لا يوجد هواء ، سنموت حتما ، ولن نعرف باب الخروج من هنا
أبداً .. أنتظروني يارفاقي .
[ يرقد الجرسون بجوار المجموعة ويموت ]
الشاب : [ يجري نحو الجرسون ] أخبرني بالمخرج من هنا قبل أن أنتهي
أيضا .. ماذا فعلت حتى ينساق هؤلاء إلي الموت من أجلي ..
من على صواب منا ؟ .. هل أجرمت في حقهم .. هل آذيت
مشاعرهم .. لا يوجد إلا أنا و الصمت .. وهذه الرائحة العفنة
و آهات الموتى [ لحظات الصمت ] يا لبؤس العالم بي هل كل
هؤلاء القتلى من جراء أفعالي .. ولكن لم أعد أتذكر شيئاً فأنا لم
أخطىء حتى ينجر كل هؤلاء إلي الموت بسببي ، والآن لا يوجد في
هذا العالم إلا إياي وتلك الجثث المتعفنة ، ففيم بقائي إذن .
سألحق بهم فلا سبيل لطعم ولا مذاق لهذا العالم بدونهم مهما
بلغت قسوتهم .
لن أنتظر الموت ، سألحق بهم حتى يتخلص مني العالم ويتطهر .
[ يمسك بالحبل اللذي قد تدلي من أعلي ، ويضع رقبته فيه ويقف
على كرسي ليتعلق فيه ثم يموت ، الجميع ينهضون وهم
يضحكون ويمسكون بالحبل حتى يلامس الشاب الأرض ويحلون
وثقافه ثم يلتفون حوله ]
العجوز : أيها الشيطان بارك هذه الفطيرة المقدسة حتى يرتوي ثعبان الجحيم
ويلتف على غصن الزيتون .
[ يرتلون خلفه ثم ينقضون عليه ويأكلونه ]
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق