الأحد، 13 نوفمبر 2011

مسرحية مواطن رغم أنفه ج 4 لسيدة المسرح السعودي ملحة مزهر



المشهد الثالث
                أمام منزل السيد تاج يتجمع الأهالي بينما جلس السيد تاج على الصخور يمسك بعصاه فى يده ويغنى .
لارين
:
أبي 000 لماذا خرجت من غرفتك ؟
الطبيب
:
سيد تاج هل تشعر بصحة جيدة ؟
تاج
:
فى أتم الصحة والعافية فدوائك السحري قد شفاني مما بي كما ترى أنني أغني
فلاح 4
:
هل علمت بما حدث لنا ؟
فلاح 3
:
لقد تلاعب بنا الغرباء
فلاح 2
:
أستولوا على أموالنا وأراضينا
الإبن
:
لم يعد لدينا طعام 00 سنموت جوعى
لارين
:
أبي أخبرني  كيف نجوت ؟ لقد أخبرنا الطبيب بأشياء مخيفة
تاج
:
أخبروني أولاً ماذا فعلتم 000 هل مازلتم تبيعون الجراد ؟
فلاح 1
:
ماذا نفعل يا سيد تاج فقد رحل الغرباء تاركين لنا هذه الحشرات اللعينة
فلاح 3
:
لقد خدعونا وأخذوا أراضينا ولا ندري ماذا نفعل الآن ؟
تاج
:
إنهم لن يأخذوا شئ

:
كيف ؟
تاج
:
لن يأخذوا منكم أراضيكم
فلاح 4
:
ولكننا بعناها
تاج
:
وكيف تبيعون ما لا تملكون  ؟ !!
فلاح 2
:
ولكن هذا ما حدث ؟
تاج
:
أن الأرض التي تعيشون عليها فى الضفة الشرقية هي ملكي وحدي ولدى صكوكها 000 أنتم فقط تنتفعون بها .
فلاح 3
:
ولكنها أراضينا نحن ورثناها عن آباءنا
تاج
:
بل ورثتم حق الانتفاع بها فلم يملكها آباءكم بل أعطيتها لهم عن طيب خاطر كي يساعدوني فى زراعتها فأنتم جميعاً تعلمون أنكم جميعاً غرباء فأنا المالك الوحيد لهذه الأرض . أباً عن جد ولدي العقود المسجلة واليوم علم الغرباء بهذه الحقيقة فاشتروا هم الجراد ورحلوا تاركين خلفهم هذه القرية كأطلال لأخطائكم .
فلاح 4
:
هل تمزح يا سيد تاج !؟ 00 الجراد معنا وليس معهم نحن الذين اشتريناه حتى أمتلئت  بيوتنا به بينما هم رحلوا بكميات قليلة .
الطبيب
:
ولكن هذا كلام غريب 00 كيف تملك هذه الأرض وتترك الفلاحين يبيعونها ؟
تاج
:
لن يستطيع أحد أن يبيع ما لا يملكه فكل الأوراق التي وقعها الفلاحون لا تساوي قيمة الحبر الذي خطت به هل رأيت يا سيدي الطبيب 00 إنني لا أهذي ولا أتلفظ بأقوال جوفاء فقد تركتكم جميعاً أيها الفلاحون تعيشون التجربة علكم تستفيدون من أخطائكم لكنكم أستمرأتم هذا الخطأ وتعايشتم فيه .
الصياد
:
والشباك يا سيد تاج هل نجمعها مرة أخرى أم نتركها ؟
تاج
:
بل إتركوها فى أماكنها ففي الليل سيهجم الجراد
الطبيب
:
لكن الجراد انتهى
تاج
:
الجراد لا ينتهى 00 بل هويستريح فى النهار ويهجم فى الليل فالليل هو ستار لهذا العدو الذي لا يستطيع مواجهتكم فى النهار 000 بل يتستر فى ظلمته ويأخذكم على غرة  .
فلاح 4
:
والغرباء سيعودون فى نهاية الأسبوع
تاج
:
الغرباء بينكم يمكرون لكم ويطمعون فيما تملكون  الغرباء لم يأخذوا الجراد بل تركوه داخل هذه الجدران يختبئ بداخلهـا ليعاود كرته فى المساء ، أنها خدعة حتى إذا ظننتم أن هجوم الجراد قد أنتهى رفعتم شباككم خرج عليكم الجراد من الغرب ليأكل أشجاركم ويحولها إلى أطلال مزارع ، فهل سألتم أنفسكم لما يشترون الجراد الحي 00 إنهم يعدون العدة لكم هم أنفسهم جراد فلا تتكاسلوا عن أداء مهامكم فى إصطياده عودوا إلى مزارعكم واعتنوا بها .
فلاح 2
:
كيف نعتني بها والنهر قد شح حتى قارب الجفاف
تاج
:
إنها محض أيام ويندفع الماء فى النهر مرة أخرى فبعد الجراد يأتي الفيضان
الطبيب
:
إنك عظيم يا سيد تاج
تاج
:
إنما العظمة للخالق وحده أيها الطبيب
الطبيب
:
 لقد أذنبت فى حقك حتى أنني لم أكن أتصور أنك ستظل حياً بيننا الآن .
تاج
:
ولذا وضعت السموم فى الدواء 00 أليس كذلك !!!؟
الطبيب
:
هل علمت ؟
تاج
:
 لقد أرتبت فيك منذ أن جاء الغريب فدوائك القديم هو الذي أنقذني
لارين
:
ولكنك كنت تستعمل الدواء الجديد رأيتك تضعه فى ماء الإستحمام وتجلس فيه
تاج
:
أن دوائي أفلح من دوائك فلقد وضعت الخمر فى وعاء الإستحمام وجلست فيه حتى أندملت جروحي وهاأنتم ترونني سليماً معافي أما زجاجاتك فقد أفرغتها فى زجاجات الخمر وأهديتها للغرباء ليشربوا ما صنعت أيديهم والآن وقد علمتم جميعاً الحقيقة عودوا إلى مزارعكم ودوركم فإنني لن أخذها منكم .
الفلاح
:
وما لدينا من جراد ماذا نفعل به ؟
تاج
:
 أدفنوه فى الرمال وضعوا عليه كشاهد للقبر حتى يظل أمام أعينكم ذكرى هزيمتكم فالذكريات يجب أن نحافظ عليها حتى لو كانت ذكرى هزيمة أو إنكسار لأنها ستكون دوماً دافعاً للتفكير فى النصر .
                [يتركهم ويدخل منزله بينما تصعد لارين التل فتتدحرج بعض     
               الصخور وينقطع ثوبها تنظر إليه تلعب بأصابعها  فى خصلات شعرها ]
الطبيب
:
لقد عاد لمنزله مرة أخرى
فلاح 2
:
هيا نعود إلى مزارعنا وفى المساء نحتفل بالمواطن تاج
فلاح 1
:
هيا بنا فالعمل ينتظرنا
الصياد
:
لقد رفعت ثمن الشباك إلى الضعف
فلاح 4
:
هل تبيع لي كل ما تملك من الشباك مقابل الأرض
الأبن
:
هل نتقاضى جراد مقابل الشباك
الفلاح
:
يا ساذج 000 يا أبن الساذج فى الغد حين يهجم الجراد سيعود الغرباء لشرائه وعندئذ نستطيع أن نحدد قيمته .
الطبيب
:
يا لارين أنظري إليّ  إنني أود الإرتباط بك
فلاح 3
:
[للصياد] هل مازلت مصراً على ترك مهنتك ؟
[يدخل الغريب إلى أعلى التل]
فلاح 4
:
ها هو الغريب
الطبيب
:
ماذا تريد يا سيدي ؟
الغريب
:
إنما جئت إليكم بصفقات مربحة ليس لديكم طعام ومطعم الغرباء يقدم وجبات ساخنة .
فلاح 2
:
طعام ساخن .
الغريب
:
نعم 000 الجراد برجر .
     [تعلوا أصوات الحاضرين ما بين مؤيد ومعارض ]
الغريب
:
الجراد برجر وجراد معلب وجراد  فريش ٍ والمشروع الجبار هو الجراد المحمول .
ستــــار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق