الأحد، 6 نوفمبر 2011

أَحْمَدُ الشَّهَاوِي أَسُوقُ الغَمَام ج9








رَفَعْتُ غَيْمَةً بِإِصْبَعِي وَكَتَبْتُكِ


مِن اسْمِكِ يُولَدُ نَهْرٌ
وَتَلِدُ شَمْسٌ
وَتَحْيَا وَرْدَةٌ حَتَّىَ قَِيامَتِهَا
فَاقْطَعِي الشَّكَّ بِمِرْآَتِكِ

مِن اسَمِكِ تَمْنَحِينَ الأَمَاكِنَ أَسْمَاءَهَا
وَتَنْبُتُ تَحْتَ قَدَمَيْكِ حَدَائِقُ مُعَلَّقَةٌ بِسِرِّكِ
وَيَصْعَدُ مَاءٌ إِلَى بَيْتِهِ
وَتَمْشِينَ عَلَى سَحَابَةٍ
كَأَنَّكِ حَرْفٌ يَغْسِلُ وَجْهَهُ.

مِن اسْمِكِ سَرَقَ إِلَهٌ نَارَكِ
وَمَنَحَهَا إِيَّايَ
فَرَفَعْتُ غَيْمَةً بِإِصْبَعِي.



أبو ظبي
16 من أكتوبر 2008 ميلادية
 

بَرْزَخٌ ضَيِّقٌ زَاخِرٌ بِالفِتْنَةِ


تَنَامُ السَّتَائِرُ
يَنَامُ الضَّوْءُ أَيْضًا
وَيَبْدَأُ فِيلْمُ الحَيَاةِ عَلَى الشَّاشَةِ
فَلاَ أَرَى أَبْطَالَهُ
لاَ أَسْمَعُ مُوسِيقَاهُ
فَقَط أَرَاكِ مُسْتَلْقِيَةً قُرْبَ البَحْرِ
قُرْبَ أَحْمَرِ الشُّعَاعْ

خَارِجَةً مِنِّي
خَارِجًا مِنْ رُوحِكِ
دَاخِلاً وَرْدَتَكِ الذَّهَبِيَّةَ
وَهِيَ تَرْعَشُ مِنْ أَجْرَاسِهَا الَّليْلِيَّةِ
كَكَعْبَةٍ.

كَمُهْرٍ رَعَيْتُ مَرْجَ بَحْرِكِ المَنْسِيَّ
الْتَقَىَ البَحْرَانِ فِي بَرْزَخٍ ضَيِّقٍ
زَاخِرٍ بِالفِتْنَةِ
أَشْعَلَ النَّارَ في الغُرْفَةِ
أَحْرَقَ البَحْرَ فَاحْمَرَّتْ شَمْسُهُ
أَحْرَقَ الرَّمْلَ فَدَالَتِ الصَّحْرَاءُ لي.

لَنْ أَقِفَ عَلَى سُلَّمِ النَّارِ
سَأّحْدِفُنِي شَهِيدًا
سَأَدْخُلُ أَلْفًا
سَأَحْتَرِقُ مَجْنُونًا مِنْ لَذَّةِ السَّمَاءِ
وَهِيَ تَئِنُّ مُشْرِقَةً.

سَأَفُوزُ بِالجَحِيمِ
سَأَفُوزُ بِفَرَسٍ تَشْرَبُ البَحْرَ
تَكْتُبُ التَّارِيخَ بِصَهِيلِهَا
وَتُشْرِقُ وَرْدَةً فِي نَبِيذٍ بِاسْمِهَا.


أبوظبى
18 من أكتوبر 2008 ميلادية
 
قُلْتُ: فِكْرُكِ فِيكِ يَكْفِينِي

       مَعَكِ
عُدْتُ إِلى زَمَنِ المَرَاكِبِ الوَرَقِيَّةِ

طِفْلاً

يَبْحَثُ عَنْ نَهْرِهِ.

الأَصَابِعُ تُبْصِرُ
مِثْلَمَا تَكْتُبُ اليَمِينُ.

لَمْ يَعُدْ لِلْشَّمْسِ مَنْطِقٌ

 مَعَكِ.

أَتَيْتُ في نُوفمْبِر

وَرُبَّمَا أَمُوتُ
فَالشِّتَاءُ أَبِي.

يَدَاكِ شَرِيكَتَا السَّمَاءِ

       فِي الهَطْلِ.

بَعْدَمَا نَزَلَ المَطَرُ

    صَارَ لِلْقَمْحِ

    لَوْنُ نَهْدَيْكِ.

 

رَغْمَ أَنَّ شَمْسِي عَطُوفٌ

أَكْرَهُ أَحْرُفَ العَطْفِ
لأَِنَّ دِمَاءَهَا تَلْتَبِسُ
عَلَى أَعْيُنِ المَجَاهِرِ.

سَأَخْلُقُ لَيْلاً آَخَرَ لَنَا

لاَ آَخِرَ لَهُ

لاَ نَوْمَ فِيهِ
يَبْقَى غَيْمُهُ بَحْرًا بِلاَ سَاحِلٍَ.

لاَ أَحْتَاجُ جَبَلَ النَّارِ

لأَتَأَكَّدَ أَنَّنِي
حَامِلٌ مَطَرَكِ.



كُلُّ كِتَابٍ جَدِيدٍ
يَزْرَعُ الأَرْضَ
تَلِدُ سَمَائي نُجُومًا بِاسْمِكِ
يَحِلُّ كَوْكَبُ الزُّهْرَةِ فِيَّ
وَيَصِلُ عَقْرَبي إِلَهَةً مِنْ وَرْدٍ.

بَيْنَ صَمْتَيْن

أَصْمُتُ

لأَِسْأَلَ

مِنْ أَيِّ نُورٍ خُلِقَتْ شَفَتَاكِ.

 

عَنْدَمَا تَخْلَعِينَ

  تَلْبَسِينَ النُّورَ          

   ولاَ يَصِيرُ جَسَدُكِ عَارِيًا.    

 

لاَ يَسْأَلُ الظِلُّ

عَنْ صَاحِبِهِ
فَالتَّعَبُ أَنْهَكَ خُطَاهُ.

كُلُّ نَارٍ تَحْيَا
لاَ تَصِيرُ رَمَادًا.
وَمَنْ لا نَارَ لَهُ
فَالنُّورُ خَصِيمُهُ.

في سَرِيرِكِ الوَسِيعِ
    النِّيلُ شَاهِدٌ
    فَبَدِّلي الفَجْرَ
بِي.


صِرْتُ أَكْرَهُ
الذَّهَبَ
لأَِنَّهُ يَحْجُبُ عَنِّي
بِلاَدَ نَهْدَيْكِ.

شَفَتَاكِ
مَنْزِلي
فِيهِ نَزَلَ الوَحْيُ
وَاكْتَمَلَ كِتَابي.

فِي غِيَابِكِ
أَنَا شَجَرَةٌ يَتِيمَةٌ
رَغْمَ الزِّحَامِ حَوْلَهَا
فِي الغَابَةِ.


كُلُّ شَئٍ فِيَّ يَسْقُطُ
   عَدَا اسْمكِ الذي يَصُوغُنِي
والطُّيور التِي تَرَكْتِهَا
تُرَتِّلُ لِي كِتَابَكِ.

سَفِينَتِي تَجْمَحُ
لأَنَّكِ بَحْرُهَا.



صَارَ البَحْرُ أَحْمَرَ
بَعْدَمَا شَافَ دَمَكِ
يَدْفُقُ فِي الصَّدْرِ
كَاتِبًا نَشِيدَهُ.

يَدَايَ تَحْلُمَانِ
أَنَّهُمَا في سِبَاقٍ
مَعَ نَهْدَيْكِ.
 


حِينَ يَنْغَلِقُ البَابُ
وَيَنْزِلُ نُوُركِ
عَنْ أَسْوَدِكِ
وَيَكْتُبُ النَّبِيذُ لَذَّتَهُ
أَنْسَى أَنَّ لِي يَدَيْنِ
تَشُمُّانِ جَسَدَكِ.


تَشْطَحُ فِي المُوسِيقَى
سَاقَاهَا لاَ تَقْوَيَانِ عَلَى الرَّقْصِ
إِذْ هِيَ فِي النُّقْطَةِ
مُلَبِّيَةً.

كَيْفَ تَطْلُبِينَ الجِزْيَةَ
وَقَدْ دَخَلْتُ دِينَكِ؟

النَّخْلَةُ لا تَطْلُبُ حُريَّتَهَا.



أَجُوبُ السَّمَاواتِ وَالأَرَضِينَ
لكِنَّ أَفْلاَكي بِلَوْنِكِ.

خُلِقْتُ مِنْ تُرَابٍ
لكِنَّ رُوحِيَ مَنْفُوخَةٌ مِنْكِ.

لا تَخَافي وَلاَ تَحْزَنِي
فَالطَّيْرُ تَحْفَظُ اسْمَكِ والجِبَالُ
هُو كمزاميرِ دَاوودَ
يَتَأوَّبُ في كُلِّ تَرْتيلٍ.

غَرِيقُ بَحْرِكِ
والزَّهْرَةُ سَفِينِي.

النَّبِيذُ دُونَكِ
مَعْرِفَةٌ نَاقِصَةٌ
رُوحٌ جَاهِلَةٌ بِأَصْلِهَا.

لاَ أَبْحَثُ عَنِ السَّبَبِ
يَكْفِي أَنَِّني تُهْتُ فِي الاسْمِ.

انْفَتَحَ البَابُ
دَخَلْتُ
فَضَيِّعِي مِفْتَاحَكِ.

أَحْيَانًا أَخْجَلُ مِنْكِ
رُبَّمَا لأَِنَّ نَارَكِ
تَحْنِي رَأْسِي.


فِي الحَضْرَةِ
رَأَيْتُكِ فِي النُّقْطَةِ
عَارِيَةً
إِلاَّ مِنْ زَهْرَةِ الأّبَدِ.

المَجَازُ قَنْطَرَةُ الحَقِيقَةِ
فَلاَ تَجْعلِيني أَمُوتُ وَحِيدَا.

لَمْ أَلُمْكِ يَوْمَ قَفَلْتِ البَابَ
فَرُبَّمَا رُوحُكِ قَدْ ضَلَّتْ طَرِيقَهَا.

لِلْزَهْرَةِ رُضَابٌ
لاَ يَعْرِفُهُ إِلاَّ مَنْ ذَاقَ العِشْقَ مِثْلِي.

أُعْطِيتُ الكَوْثَرَ
فَكَيْفَ لاَ أَقُولُ لَكِ
آَمِينْ.


تَعْلَمِينَ "السِّرَّ وَأَخْفَى"
لَكِنَّ أَلِفِي لاَ تَزَالُ
حَيْرَانَةً تَنْتَظِرُ.

سَقَيتِنِي شَرَابًا طَهُورًا
فَكَيْفَ لا أُومِنُ بِكِ.

أُصَدِّقُ مَوْلاَيَ
حَينَمَا يَرْوِي كَرَامَاتٍ عَنْ لِسَانِ السَّوْسَنِ
فَكَيْفَ لاَ أُصَدِّقُنِي حِينَمَا أَسْكَرُ.

في عِشْقِكِ
صِرْتُ قَارُونَ
فَقَطْ أَوْصِي لِي
بِحُرُوفِ اسْمِكِ.

سَلَّمْتُ
وَوُلِدْتُ ثَانِيَةً
وَاكْتَمَلْتُ بِاسْمِكِ
فَلاَ تَقِيسِي جُنُونِي.

لاَ تُضَيِّعِي خَاتَمَكِ
فَلَسْتِ سُلَيْمَانَ
ولَسْتُ شَيْطَانًا
يَغْتَصِبُ مُلْكَكِ.

لَمْ يَأْكُلْنِي الذِئْبُ
لَكِنَّهُ بِالبَابِ
قَدْ أَصِيدُهُ
لأنَّكِ آَيَتِي؟

بَيْنَ ذَا وَذَاكَ
اشْتَعَلَتْ نَارُ أَنْتِ
صِرْتُ مِلْكًا لِزَهْرَةٍ
وَمَاءٍ.

شَوَيْتُ حُرُوفَكِ
فِي آَنِيَةِ قَلْبِي
فَكَيْفَ لِمَعْدِنِي أَنْ يَحْتَرقَ
وَأَنْ يُضَيِّعَ الاسْمَ
إِنَّهُ يَخْشَعُ للزَّهْرَةِ.


لِمَاذَا تٌقِيمِينَ عَلَيَّ الحَدَّ؟
فَأَنَا لَمْ أَدْخُلْ سَرِيرَ النِّيلِ
إِلاَّ زَائِرًا
وَإِذَا جَاءَكِ فَتْحِي
فَكِّرِي أَنَّ لِكُلِّ كَافٍ نُونًا
وَلاَ تَنْشَغِلي بـ "النُّور".

أَبْدُو سَاحِلَ وِصَالٍ أَمَامَ زَهْرَةِ نِيلِكِ
أَبْدُو حَجَرًا أَمَامَ يَاقُوتِكِ
فَلِمَ الحَذَرُ؟
وَأَنَا لَحْنُكِ الذي لاَ خِِتَامَ لَهْ.

مَا نَفْعُ الحَجِّ
   إِنْ لَمْ تَكُن الكَعْبَةُ
قَلْبَكِ؟

لَمَاذَا أَفْتَحُ أَبْوَابًا
مَادِمْتُ بِبَابِكِ؟
عَتَبَتُكِ
قَلْبِي المَخْطُوفُ
المَوْلُودُ في الزَّهْرَةِ
امْنَحِي
فَالنَّارُ تَهْتِفُ.

عَيْنَايَ لاَ تَنَامَانِ عَنْ خَمَْرتِكِ
فَكَيْفَ أُكَذِّبُ الشَّمْسَ
وَكَيْفَ أَتَفَلَّتُ مِنْ قُيُودٍ أُحِبُّهَا؟

لَمْ يَكُنْ طَيْفُكِ مَعِي
بَلْ كُنْتِ
أشْعَلَتْ عَيْنَايَ النَّارَ فِي النَّوْمِ
لِئَلاَّ يَنْشَغِلَ كِتَابُ رُوحِي عَنْ حُرُوفِكِ.

 
صَارَتْ كُلُّ المَدِينَةِ زَهْرَةً
تَعَرَّتْ لِي
فَوَثَقْتُ فِي الأَسْرَارِ
وَصَادَتْنِي حُرُوفٌ.

كُلَّمَا شُفْتُكِ
سَجَدَ الحَرْفُ
وَسَكِرَتْ كَأْسِي بِخَمْرَتِكِ.


لاَ خُسْرَانَ في العِشْق
فَقَطْ دُقّ بَابَ زَهْرَتِكَ بِمَائِكَ
وَقُلْ بِغَيْرِ لِسَانٍ
اكْتُبْ بِغَيْرِ حَرْفٍ
وَإِنْ سُئِلْتَ في الوَصْلِ
أَجِبْ:
الأَفْلاَكَ شَاهِدَةٌ
وَالمَلاَئِكَةَ تُدَوِّنُ.


دُونَكَ
مَا يُوجَدُ لاَ يُوجَدُ
دُونَكَ
الخُطَى مَوْقُوفَةٌ
وَالأَزْمِنَةُ بِلاَ عَقَارِبَ
وَالقَمَرُ عَطْلاَنٌ عَنْ السَّهَرِ
وَمَا يُدْرَكُ
لاَ تُدْرِكُهُ عَيْنَايَ.


لاَ تَكْفِي عَيْنَايَ
لأَِبْلُغَكِ
أَحْتَاجُ عُيُونًا كَثِيرَةً
مِنَ الشَّمْسِ
لَكِنْ مَنْ سَيُعِيرُني
  وَلاَ أَحَدَ يَمْلِكُ مَا أُرِيدُ؟.

مُصْطَفَاةٌ
كَمِعْرَاجٍ
مُصْطفَاةٌ
كَقَمَرٍ يَنْشَقُّ
مُصْطَفَاةٌ
كاَسْمِكِ
كَطَيْرِ النَّهْرِ حِينَ يَخْلُقُ زَهْرَةً
وَيُقْسِمُ بِالضُّحَى وَالشَّمْسِ
أَنْ لاَ شَىءَ فِي السَّمَا
يَعْدِلُ المِيزَانَ
غَيْر نُقْطَةٍ سِرِّيَّةٍ فِيكِ.


لَيْسَ لي أَنْ أُوَلِّيَ الظَّهْرَ

أوْ أَجْفُوَ

فَلاَ شَأْنَ لِعِطْرِي دُونَ زَهْرَتِكِ
لاَ شَأَنَ لاسْمِي دُونَ اسْمِكِ
فَانْزِلي سَمَائي كُلَّ لَيْلَةٍ
لأَِرَاني فِي المِرْآَةْ.

نَادَاني أَيْسَرُكِ
   أَنْ اصْعَدْ
فَآَنَسْتُ فِي الصَّدْرِ
نَهْرًا مِنَ النَّارِ
يَغْلِي بِنُورٍ يَعُودُ إِلى جَبَلٍ
بَارَكَتْهُ السَّمَاءُ.

اسطنبول – قونية (تركيا)
ديسمبر 2008 ميلادية، يناير 2009 ميلادية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق