الاثنين، 28 نوفمبر 2011

مسرحية جوكاستا تأليف د . ملحه عبد الله ج4



الشهد  الرابع
[ في بهو القصر يجلس لايوس مهموما وبجانبه كريون ]
كريون         : أي مولاي لايوس أنني  أراك مهموما علي غير عادتك هذا
                  المساء .
لايوس        : حينما ينفرد  الإنسان بنفسه تتجلي له همومه الخاصة  .. تري
                ما آل إليه حال جوكاستا يا كريون .
كريون                 : مولاي لا تنزعج فغداً سيأتي من يمحو همومك الخاصة و العامة
لايوس          : لا أظن ذلك يا كريون فجوكاستا تنفرد بنفسها أيام وأيام مع
                  وصيفتها أنها  ترفض إستشارة طبيبها الخاص .
كريون         : مولاي لعلها أعراض الحمل فأنت تعلم أنه وليدها الأول فلم
                يسبق لجوكاستا   أن جربت هموم الحمل والآمة .
لايوس        : لكني لا أطيق الحياة بدونها . . . كريون أنت تعلم أن جلوسها بجواري يعيني علي هموم الحكم , فجوكاستا ليست إمرآه عادية كانت تدير شئون الدولة والآن ياكريون  أشعر بنفسي وحيدا أمام تلك المهام .
كريون        : [ يضحك ] لست وحيدا ياسيدي فكريون طوع أمرك و رهن إشارتك هو  وزيرك الهمام . ثم لاتنسي أن فرحه العمر مقبلة
لايوس        : ولكني قلق عليها فلا تقع عليها عيناي إلا وآراها تبكي بل أن تخفى عنى دموعها في الرقة مشاعرها .
كريون                 : جوكاستا تبكي .
لايوس          : نعم تلك المرأة الرقيقة التي تختفي حينما تتجلي كملكه .
كريون        : مولاي لا تنسى أن الملكة لم تخرج من القصر منذ علمها
                 بالحمل فلعل هذا نوعا من الحزن والكآبة .
لايوس        : وماذا افعل يا كريون إن جوكاستا تتلاشى أمام عينى لحظه بلحظة دون علمي بسبب هذا الحال .
كريون                 : هذا الحال ؟
لايوس        : نعم ففي ظلمات الليل أسمع انفاسها  تتهدج بجانبي وأنات صوتها مختنقاً بين طيات النوم .
كريون                 : لم أسمع بهذا من قبل عنها .
لايوس          : لقد ضقت بهذه الأمور فإني أحبها ولا أطيق معاناتها .
كريون        : سيدي لايوس شأنها شأن كل النساء في مثل سنها , فأنت تعلم أنها حديثة السن  ويجب  علي الرجال أمثالنا أن يحتوون هذه الأمور بتأني وتؤدة فقد علمتنا السنون و الحروب الحكمة والتروي و جوكاستا  رغم صغر سنها إلا  أنها حكيمة .. أنت تعلم هذا كما يعلمه أهل طيبه قاطبة .
لايوس          : ولهذا أخشي عليها فالأيام متقلبة و لا تدري نفس بأي أرض تموت .
كريون                 : مولاي .. ماذا تقول
لايوس          : إنها ألحقيقه ياكريون فلن يحيا الإنسان العمر على حال واحد  فللقدر ضرباته التي  لا تطيش ولا تنسى يا كريون إنني سأصل إلى حافة العجز بينما هي ستظل حبيسة شبابها
كريون         : مولاي لم يخط الشعر الاْبيض شعر مولاي ألكث بعد .
لايوس          : أنت لاتدرى ما تحت التاج .. إن حزني على جوكاستا  جم .
كريون         : هل يخشى مولاي من شيء ؟
لايوس          : من المستقبل  .
كريون         : إذاً فلندعو الكهنه يامولاي ونسألهم عن المستقبل فقد يتنبأون بما يسعد قلب مولاي     المتعب وأيضاً وأيضاً للسؤال عن جوكاستا .
لايوس          : إذاًفلتدع الكهنة غداً مساءً للقاء هنا في القصر  .
كريون         : أومر مولاي .. إنني واثق تمام الثقه أن في ألغد ستنفرج همومك أوهامك فما تستشعر     الخوف منه سيكون فأل خير  وسعاده
لايوس          : لا أظن يا كريون  ما أشقى أن يشعر رجل برجولته تندثر أمام عينيه تحت وطأة الزمن القاسي ويزحف الخط الأبيض في شعره الأسود فيحيله إلى كومه رماد .. ولكن إلى الغد فهو لناظره قريب .   [إظلام ]


المشهد الخامس
               [جوكاستا وتميرا في حجرة الملكه التي بدا عليهاالشرود والحيره والذبول ]
تميرا            : مولاتي إن الشمس قد أوشكت أن تبزغ ومازالت مولاتي تسأل وتستفهم عن أمور لا يعلم إجاباتها سوى كهنة أبو للون فقط .
جوكاستا       : تميرا أجيبيني أنت ياتميرا  فقد تكوني علي صواب أو يكون بيدك مفاتيح راحتي .
تميرا            : أنا خادمتك المطيعة ليس الا .
جوكاستا       : مسكين يا برومثيوس يتجرع الألم من هول ذلك الطائر
                 الجارح الذي ينهش كبده صباحا ومساءاً .
تميرا            : يقولون إنه يستحق .
جوكاستا       : وهل تعتقدين إنه يستحق ؟
تميرا            : نعم .
جوكاستا       : لماذا يا تميرا ؟
تميرا            : ألم يخن عهده مع زيوس ؟
جوكاستا       : ولكنه أسعد البشر .
تميرا            : كيف ؟
جوكاستا       : لقد سرق النار وأهداها للبشر من أجل أن ينعموا بالنار والنور
                   معا .
تميرا            : لكن يا مولاتي هناك أوامر تتبع ونواهي يجب الابتعاد عنها .
جوكاستا       : هيه وماذا بعد ؟
تميرا            : النار هبه الإله فإن يشاء أهداها لبني البشر وإن شاء منعها فهو
                  كفيل بعلم بواطن سعادتهم وشقائهم .
جوكاستا       : ومن أين أتت إليك هذه الحكمة يا تميرا ؟
تميرا            : تعلمتها من جلالتك خلال الأعوام السابقة لقد قضيت ليالي
                  طوال بجوارك .
جوكاستا       : مسكين أنت يا مندرين كيف تجاريها ؟
تميرا            : سأعلمه فلقد تعلمت منك خلال أمسياتي وكذلك هو .
جوكاستا       : [ تضحك ] يا لشقاوتك .
                  [ لحظات صمت تشرد فيها جوكاستا ] .
تميرا            : مولاتي ماذا بك هل عدت مرة أخري للشرود ؟
جوكاستا       :مسكين يا سيزيف تتجرع الألم من جزاء عملك الأزلي وتعبك
                 قيه .
تميرا            : سيزيف أيضا .
جوكاستا       : تصوري يا تميرا  لقد حكم عليه بأن يحمل صخرة ضخمة من قاع الوادي الي قمة جبل منحدر ثم يعاود كرته كلما إنحدرت منه صخرته الي قاع الوادي يكرر فعلته يا تميرا عبر زمن سرمدي لا نهاية له .
تميرا            : وما فعلته هو الأخر ؟
جوكاستا       : أغضب زيوس .
تميرا            : إنه يستحق .
جوكاستا       : نعم يا تميرا فلابد أن يتحمل كل وزر خطيئته فلا خطيئة بدون عقاب .
تميرا            : قال لي مندرين  ذلك ..لا أحد يهرب من خطيئته .
جوكاستا       : هل تعتقدين أن هناك بشراً بدون خطايا ؟؟
تميرا            : نعم يا مولاتي .
جوكاستا       : من ..؟
تميرا            : مولاتي .. والملك لايوس العظيم ومندرين وأنا.. حتي أكتافيوس اللهم إلا أكل دجاجة مندرين .. سيدتي لو كنا نعاني من خطيئة ما .. ما حوتنا جدران هذا القصر المنيعة .
جوكاستا       : لقد قلت أكتافيوس والدجاجة ومندرين أي دجاجة ؟
تميرا            : دجاجة سرقتها لمندرين لكن أكتافيوس ألتهمها
جوكاستا       : إذا لكم خطايا ..
تميرا            : نعم ويقول زمن  تقسم فيه الدجاجة بين رجلين .. ولكن هل تعدينها خطايا ؟
جوكاستا       : نعم ولكن لكل بشر في هذه الحياة خطيئته كل علي قدر حاله من عظمت خطيئته والفائز من ينجو من الأثنتين ؟
تميرا            : مولاتي أنا لا أفهم شيئاً في أول الليل برومثيوس وفي أخره سيزيف ثم الحديث عن الخطايا .
جوكاستا       : يمنعني عن النوم التفكير في هذه الأمور .
تميرا            : بسبب الدجاجة ؟
جوكاستا       : ليست دجاجتك ولكن دجاجة أخري .
تميرا            : إذا فقد عرفت نعم يا مولاتي لقد تكررت سرقتي للدجاج حتي تملأ بطن مندرين يحبني .
جوكاستا       : هل تحبين مندرين ؟
تميرا            : هو أول رجل قابلته بعد والدي .
جوكاستا       : سأسامحك يا تميرا ما دمت سرقت دجاجتك من أجل حبيبك [تضحك ]
تميرا            : لا أفهم شيئا .
جوكاستا       : آه كلها أيام وتتفجر ينابيع الحب في أرجاء القصر ..ولكن .
تميرا            : ولكن ماذا ..؟
جوكاستا       : أشعر أن فيه هلاكي ..صخرة سيزيف وكبد برومثيوس .
تميرا            : مرة أخري .. مولاتي إن السهر يتعب قلب مولاتي وكذلك طفلها الغالي .
جوكاستا       : لا يتعب قلبي سهر الليالي ولكن اللوعة في إنتظار رؤيته ثمانية أشهر أو ما يزيد وأنا أنتظره .
تميرا            : من ..؟
جوكاستا       : من بطلعته يعيد النور الي عيني أري الدنيا في عينيه وشبابي المؤود من داعب   جسدي بأنامله الحبيبة  .
تميرا            : من..؟
جوكاستا       : غاب عن عيني وضاع مني في ظلمات الأيام الحب الصادق الوحيد في حياتي .
تميرا            : مولاتي من تقصدين .. الطفل ؟
جوكاستا       : الطفل ؟ نعم ..نعم طفلي الحبيب [ لحظة صمت ]  هل هناك أخبار عن تريزياس ؟
تميرا            : منذ أن اختفي من منزله لم يره أحد ..ولكن أكتافيوس ومندرين قد سمعا في بعض أطراف المدينة أنه ذهب لمعبد أبوللون وأعتكف علي العبادة .ولكن لم يأتي
                : الي القصر كما ذكرت يا مولاتي .
جوكاستا       : عله فضل البقاء بجوار أبوللون علي البقاء بيننا .
تميرا            : هذا أفضل .
جوكاستا       : ماذا تقولين ؟
تميرا            : التقرب الي زيوس أفضل .
جوكاستا       : أتركيني  وحدي الان أريد أن أنام .
                                                إظلام                                                    



œ d � � @ P �                    إظلام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق