الأحد، 6 نوفمبر 2011

أَحْمَدُ الشَّهَاوِي أَسُوقُ الغَمَام ج8






أُعَلِّقُ قَصَائِدِي فَوْقَ جُدْرَانِ بَيْتِكِ

مَنْ يَسْطَعْ قَلْبُهُ بَِوْردَتِهِ
لاَ يَصْطَحِبْ سِوَاهَا
حَتَّى لَوْ رَأَتْ عَيْنَاهُ بَحْرًا مِنَ العَرَائِسْ.

وَمَنْ تَنَمْ وَرْدَتُهُ فِي سَرِيرِهِ
لاَ يَحْتَجْ بَيْتًا آَخَرَ
لِيُعَلِّقَ قَصَائِدَهُ فَوْقَ جُدْرَانِهِ.

الوَرْدَةُ لاَ تَهْجُرُ شَجَرَتَهَا
وَلاَ تُهْجَرُ رَوَائِحُهَا
بَلْ يُحْلَمُ بِهَا كُلّ لَيْلَةٍ.

أبو ظبي
12 من أكتوبر 2008 ميلادية


 

الغُوَايَةُ تَعْصِفُ

المِرْآَةُ التِي لاَتَرَيْنَ نَفْسَكِ فِيهَا
تَحْسِدُ شَفَتَيْكِ الَّلتَيْنِ سَحَرَتَا حُكَمَاءَ الكَلاَمِ
وَأُمَرَاءَ أَرْضِ الُّلغَاتِ
وَأَصْحَابَ دُوَلِ العِشْقِ.

فَلاَ تَتَشَكَّكِي فِي الطَّبيعَةِ والوَحْيِّ
وَمَا وَرَاءَ الوَرْدَةِ مِنْ سِرٍّ
لاَ تَذْهَبِي مَعَ رِيحِ السُّؤَالِ كَثِيرًا
لأَِنَّ الغِوَايَةَ تَعْصِفُ
وَهُنَاكَ طَائِرٌ مَا بَيْنَ أَرْضِكِ وَسَمَائِكِ
يَعْلُو بِحَبْلِ مَائِكِ
يُرِيدُ خَجَلَكِ
وَيَنْتَظِرُ عَيْنَيْكِ حِينَمَا تَذْهَبَانِ
إِلَى الرَّغْبَة.


أبو ظبي
أكتوبر 2008 ميلادية


 




النَّهْرُ مَكْتُوبٌ بِاسْمِكِ



أَعُودُ إِلَى قَرْيَتِي
فَأَرَى صَوْتَكِ دَائِرًا فِي سَاقِيَةٍ عَلَى الشَّاطِئِ.

أَعُودُ إِلَى نِيلِ بَيْتِي
فَأَرَى النَّهْرَ مَكْتُوبًا بِاسْمِكِ
وَوَجْهَكِ فِي وَرْدِهِ يَطِيرُ سَابِحًا.

أَعُودُ إِلَى غَيْمَةٍ
سَرَقَتْهَا عَيْنَايَ
فَأَرَى بُكَاءَكِ كَقَصَائِدِي.

أَعُودُ إِلَى الدِّيَارِ
فَأَرَى النِّسْيَانَ دَمًا يُخَاصِمُكِ.

أَعُودُ بَيْنَ نُقْطَةٍ وَفَاصِلَةٍ
فَأَرَاكِ الكَلاَمَ الذي لَمْ أَقُلْهُ
والُّلغَةَ التِي زَلْزَلَت.

أَعُودُ إِلَى البَحْرِ
فَأَرَى جُنُونَ صَوْتِكِ
يَجْمَعُ الجِنِيَّاتِ وَالعَرَائِسَ
وَالأَسْمَاكَ تَحْتَ عَلَمٍ وَاحِدٍ
شِعَارُهُ الدَّهْشَةُ والنَّظَرْ.
                                        أبو ظبي
15 من أكتوبر 2008 ميلادية

 

أَتَوَكَّأُ عَلَى بَرْزَخٍ وَسَمَاءَيْنِ

أُحِبُّ – كثيرًا – أَنْ أَصْعَدَ السَّلاَلِمَ
لأَِنَّكِ تَتكِئِينَ عَلَى يَدِ قَلْبي
وَأَرَى أَيْسَرَكِ في فَمِي.

أُحِبُّ أَنْ أَشْرَبَ نَبِيذَكِ الوَرْدِيَّ
لأَِنَّ طَائِرَيْكِ يَعْزِفَانِ فِي سَمَايَ
تَصِيرُ لُغَتُكِ سَجَّادَتِي
وَلاَ تَضِيعُ بَوْصَلَتِي.

أُحِبُّ أَنْ نُوَدِّعَ الشَّمْسَ مَعًا
كَيْ أَرَى اسْمَكِ طَالِعًا مَكَانَهَا
وَكَيْ تُتَاحَ لِلْسَّماءِ فُرْصَةُ تِلاَوتِهِ عَلَى العَالَمِينْ.

أُحِبُّ عَيْنَيْكِ أَكْثَرَ
لأَِنَّنِي أَفْتَقِدُ النَّوْمَ فِي ظِلِّهِمَا.

أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ غَرِيقًا
لأَِنَّنِي عِشْتُ مَاءَكِ
شَرِبْتُهُ حِينَ فَاضَ
وَفَارَ عَلَى سَاحِلَيْكِ.

أُحِبُّ أَسْوَدَكِ
لأَِنَّنِي فِي ظِلِّ شَمْعَةٍ
غَطَّيْتُ جَسَدَكِ بِأَحْلاَمِي
فَصَحَتْ طُيورُكِ وَهَاجَرَتْ لِي أَسِيرَةً.

أُحِبُّ أَنْ أَمْشِيَ فِي زُقَاقِ وَرْدَتِكِ
لأَِنَّهُ بِوِسْعِ الشَّمْسِ
 وَبِوِسْعِي أَنْ أَطِيرَ فِيهِ دُونَ أَجْنِحَةٍ.   

أُحِبُّ الأَرْبَعَةَ
أُحِبُّ أَنْ أَتَهَجَّى اسْمَكِ
الذي هُوَ اسْمٌ ثَانٍ لي.

أُحِبُّ أَنْ أَتْلُوَ: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين"
لأَنَّنِي بِهَا أَعْنِيكِ
وَأَتَوَكَّأُ عَلَى بَرْزَخٍ
وَسَمَاءَيْنْ.

أُحِبُّ أَنْ أُجْمِلَ
لَكِنَّني – أَيْضًا – أُحِبُّ أَنْ أُفَصِّلَ
حَينَمَا أَكْتُبُ قَامُوسَ جَسَدِكِ.

أُحِبُّ "لاَ" مِنْكِ
لأَِنَّهَا غِوايَتِي إِلَيْكِ
وَغَايَتِي مِنْ آَهَةٍ أَرْتَجِيهَا.

أبو ظبي
15 من أكتوبر 2008 ميلادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق