السبت، 12 نوفمبر 2011

أَحْمَدُ الشَّهَاوِي أَسُوقُ الغَمَام ج16





لَمْ تُحِطْ بِي خَطِيئَةٌ


زَبَدٌ وَيَذْهَبُ
لَكِنَّهُ يَجْرَحُ الشَّاطِئَ
وَيَرُشُّ مِلْحَهُ أَحْيَانًا
فِي عَيْنِ شَمْسِي.



جواتيمالا
12 من مايو 2009 ميلادية

 
قَتِيلُ العِبَارَةِ

يُتَمْتِمُ التُّرَبيُّ حَامِدًا
كُلَّمَا مَاتَ أَحَدُهُمْ.

يَشْكُرُ تَاجِرُ القمَاشِ رَبَّهُ
كُلَّمَا كَانَ الجُثْمَانُ ضَخْمًا.

يَبْتَسِمُ فَقِيهُ القُرْآَنِ
مَعَ كُلِّ مَأْتَمٍ
وَيَسْعَدُ
إِذَا مَا جَاءَهُ مَأْتَمَانِ فِي لَيْلَةٍ.

يَبْكِي الدَّيَّانَةُ
مُنْتَظِرِينَ الدَّيْنَ المُؤَجَّلَ
أَنْ يَعُودَ.

وَحْدَهُ المَيِّتُ
يَطِيرُ مَحْمُولاً
يَبِيتُ لَيْلَتَهُ فِي عُزْلَةٍ
لاَ يَتَذَكَّرُ إِلاَّ البَنَّا
الذِي بَنَى قَبْرَهُ عَلَى عَجَلٍ.
 

لم أُفَارِقْ نُقْطَتِي

عَلَى لاَمِ شَمْسِكِ
عَوَّلتُ
كَيْ تُتَرْجِمَنِي
تَخْلُقَنِي لُغَةً
لاَ تُشْبِهُ النَّارَ
لاَ تَنْزِلُ النَّهْرَ مَرَّتَيْنِ
وَلاَ تَنَامِينَ فِي جَمْرِهَا
بَعَيْنَيْنِ وَقَلْبٍ وَاحِدٍ.


فَاخْتَارِي كَوْكَبًا
لاَ تَخْبِزيِنَ الشَّكَّ فِيهِ
لاَ تُغَادِرِينَ قَصِيدَتَهُ
حَتَّى وَإِنْ نَامَتْ فِي عَرَاءِ السَّمَاءِ
وَحِيدَةً
دَمُهَا وَحْيُهَا
وَقَاربُهَا يُعَدِّدُكِ
فِي قَمَرٍ مِنْ مَرَايَا.



جواتيمالا
15 من مايو 2009 ميلادية

 
المَقْتُول بِوَتَرٍ

مِنْ نَارِهِ
يَزْرَعُ البُرْكَانُ أَشْجَارَهُ
وَاحِدَةً لِلْعِشْقِ
وَأُخْرَى لِمَوْتٍ قَادِمٍ.

فِي بَحْرِ بُرْكَانِكِ
تَخْلُقُنِي نَارُكِ
وَآَكُلُ وَرْدَتَكِ.

النَّارُ تَزْرَعُ الوَرْدَ

وَلَمَّا تَغْضَبُ
تَحْرقُهُ.

هُنَا
كُلُّ شَئٍ مُمْكِنٌ
العِشْقُ والمَوْتُ
وَبُرْكَانٌ يُخَطِّطُ
لِحُلْمِهِ الآَتِي.

يَكْتُبُ العُشَّاقُ تَذْكَارَاتِهم
لِئَلاَّ يَجْرِفَ البُرْكَانُ أَحْلاَمَهُم
- ذَاتَ يَوْمٍ –
أَوْ خِشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَهُم رَمَادُ نَارِهِ
    عِنْدَمَا يُبْعَثُ حَيَّا.



سان سلفادور
18 من مايو 2009 ميلادية



 

ظَرْفٌ ثَالِثٌ



الفَقْرُ يَشْرَبُ مِنْ إِنَاءٍ وَاسِعٍ
وَآَنِيَتِي تَضِيقُ
بِأَرْضِ أَحْوَالِي
وَتَتَّسِعُ
كَعِبَارَةٍ هَربَتْ
مِنْ رُوحِ كَاتِبِهَا
لِتَعُودَ غَائِمَةً
بِالعِشْقِ تَرْتَجِعُ
وَتُمْطِرُ بَحْرَهَا عَلَى شَجَرٍ يَرَى
مَا لاَ تَرَى عُيونُ عَاشِقَةٍ



ضَلَّتْ
وَظَلَّتْ
تَحْتَ ظِلِّ رَمَادِهَا نَارًا
تُعَاتِبُ فَقْرَهَا
وَتَسِيرُ نَحْوِي فِي إِهِابِ حُرُوفِهَا
كَأَنَّها لُغَةٌ تَمُوتُ
لِتَحْيَا قَصِيدَةٌ
كَانَتْ قَد انْتَحَرَتْ مِنْ فَرْطِ تَكْرَارِ الحَيَاة.



ضَعِي فَقْرًا عَلَى وَرَقٍ
وَقُولِي:
تَغْتَنِي هَذِي الحَيَاةُ
بَحَرْفَيْنِ مِنْ أَلَمٍ
وَصَفْحَةٍ بَيْضَاءَ تَنْتَظِرُ

قَدْ يَذْهَبُ البَحْرُ الوَحِيدُ وَحِيدًا
بِأَسْئِلَةٍ تَقَولُ
وَلاَ تَقُولُ
وَقَدْ تَمْشِي الأَصَابِعُ فَوْقَ شَمْسٍ
تَغِيبُ
لِتُولَدَ الشَّمْسُ الجَدِيَدةُ
مِنْ وَتَرٍ فِي كَمَانٍ ضَائِعٍ
يَبْكِي لِعُزْلَتِهِ الشَّريدَة.
 سَان سَلْفَادُور
17 من مايو 2009 ميلادية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق