السبت، 5 نوفمبر 2011

أَحْمَدُ الشَّهَاوِي أَسُوقُ الغَمَام ج7







طَائِرٌ يَسْعَى نَحْوَ صَدْرِهَا


هل كَانَت الأَوْرَاقُ مَيِّتَةً أَمْ خَرِيفِيَّةً؟
سَأَلَتْ
هل تَرَكَت المُوسِيقَى مَشْنُوقَةً بِحَبْلِ شَمْسٍ تَمُوتُ أَمَامَنَا
وَفِي مَكَانٍ آَخَرَ تَحْيَا بِقَلْبَيْنَا؟.

هل تَرَكَت الهِنْدَ مُعَلَّقَةً فِي رُوِحِ نَبِيذٍ وَرْدِيٍّ
كَمِسَلَّةٍ تُشْرِقُ مِنْ وَرْدَةٍ نِيلِيَّةٍ؟.

فِي الَّليْلَةِ الأَخِيرَةِ
هَلْ كَانَتْ فِي أَحْمَرِ البَحْرِ
أَمْ قُرْبَ تَعَاليمِ بُوذَا؟.




هَلْ الجَمِيلَةُ فِي أَبْيَضِهَا
تَحْلُمُ بالرَّملِ
أَمْ تَذْكُرُ الهِنْدَ التِي ابْتَلَعَتْ صَدِيقَتَهَا
تِلْكَ التِي وَهَبَتْ رُوحَهَا
لآِلِهَةِ الشَّوَارِعِ؟.
هَلْ كَانَ البَحْرُ أَحْمَرَ أَمْ أَسْوَدَ
أَمْ صَارَ بِلاَ لَوْنٍ وَهِيَ تُغَادِرُ قُبَّةَ تَاجِ العِشْقِ؟.

هل لاَبُدَّ للغَيْمَةِ أَنْ تُسَافِرَ
وَلِلْمِرْآَةِ أَنْ تَرَاهَا؟.
سَأَقْرَأُ للسَّمَاءٍ نَشِيدَهَا
وَأُقْرِئُ النُّجُومَ سَلاَمِيَ
وَأُخْبِرُ الوَرْدَةَ أَنْ تَثِقَ فِي شَمْسِي
أَنْ تَمْنَحَ مَائِيَ أَوْرَاقَهَا
أَنْ تَثِقَ فِي اليَدِ التِي لَمَسَتْ
وَالعَيْنِ التِي شَافَتْ
وَالقَلْبِ الذي أَسَاَلَتْ نَارُهُ
الشَّمْسَ
وَالفَمِ الذي أَقْسَمَ بِبِلاَدِ قَلْبِهِ أَنْ يَكْتُبَ العِشْقَ
بِقَلَمٍ مُنَزَّلٍ
وَأَنْ يَحْفَظَ التَّدْوينَ
فِي لَوْحِهِ السِّريِّ.


فِي "بَارِ الأُفْقِ"
شَمْسٌ وَاهِنةٌ تَسِيرُ عَلَى أَرْبَعٍ بِسِرِّهَا
طِائِرٌ جَاءَ مِنْ أَقْصَى السَّمَاءِ يَسْعَى نَحْوَ صَدْرِهَا
حَامِلاً حُزْنَهَا أَبَدَا
مَشَتْ شَجَرَةُ زَرْقَاءِ اليَمَامةِ نَحْوَ يَدَيْها تَرَى وَتَكْتُبُ
تُذَكِّرُ بِالتِي كَانَتْ أَمَامَ بَيْتِهَا
تَحْلُمُ جُذُورُهَا وَأَوْرَاقُهَا بَالأَرْضِ وَالسَّمَاءِ.

الأَوْرَاقُ الآَنَ مَيِّتَةٌ فِي المُوسِيقَى
- تِلْكَ التِي عَاشَتْ بِهَا –
وَالشَّجَرَةُ لاَ تَزَالُ تَحْيَا
فِي وَرْدَةٍ تَكْبُرُ رُوحُهَا
لِتَسَعَ الجُذُورَ وَالأَوْرَاقَ.



6 – 7 من أكتوبر 2008 ميلادية

 

اسْمُكِ اسْمٌ ثَانٍ لي



الوَرْدَةُ سُنَّةٌ وَفَرْضٌ


الوَرْدَةُ سَنَدٌ
سُنَّةٌ وَفَرْضٌ
أَحْضِنُ حُزْنَهَا
كُلَّمَا بَلَغَ صَمْتُهَا الكَلاَمْ.

الوَرْدَةُ تَكْتُبُ سِيرَتَهَا فِي صَوْتْ
وَتَخَافُ المَوْتْ
طَائِرَةً نَحْوَ ثَرَاهَا كَثُرَيَّا
تَحْمِلُ أَسْمَاءً وَسَمَاءً
وَحُرُوفًا مُفْرَدَةً تَغْلِي.



أبو ظبي
11 من أكتوبر 2008 ميلادية
 


أَشْجَارٌ زَرَعَتْهَا أَيَادِينَا فِي العِنَاق

لَيْسَ لِلْوَرَدَةِ لَيْلَةُ عُمْرٍ أَخِيرَةٍ
فَمِيَاهُهَا تَحْيَا
وَلُؤْلُؤُهَا لاَ يَمُوتْ
لاَ تَهْرمُ أَوْ تَشِيخُ
لَمْ تُخَيِّبْ – يَوْمًا – أَمَلَ مِرْآَتِهَا
لَهَا سَمَاءٌ وَحْدَهَا
رَغْمَ أَنَّهَا أَقْفَلَتِ الطَّرِيقْ.

ذَهَبَتْ إِلَى "الشَّيْخِ"
فَرَأَتْ نُجُومُهَا أَنَّ الحُبَّ أَحْمَرُ
وَأَنَّ الجِرَاحَ التِي تَعَتَّقَتْ
وَتَفْتَحُ عُيونَهَا فِي ابْتِسَامٍ
لاَ جِرَاحَ بَعْدَهَا
وَلَيْسَ عَلَى الشَّاطِئِ إِلاَّ أَشْجَارٌ
زَرَعَتْهَا أَقْدَامُنَا فِي المَسِيرِ
وَأَيَادِينَا فِي العِنَاقْ.



أبوظبي
12 من أكتوبر 2008 ميلادية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق