الأحد، 6 نوفمبر 2011

أَحْمَدُ الشَّهَاوِي أَسُوقُ الغَمَام ج11

  

نَقْشُ الفُصُوصِ


حَلَمَتَاهَا تَوْءَمٌ
كَجَبَلَيْ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ.
تَتَخانَقَانِ

فِي التَشَهُدِ تُصَلِّيَان.

أَلْفُ طَرِيقَةٍ
لأَِصِلَ الدَّغْلَ
وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ
أُدْرِكُ نُورًا
وَأُومِنُ أَنَّ الضَّوْءَ تَوْءَمُ العَتَمَة.
 

مَجَازَاتُ الحَقَائِقِ


لَيْسَ حُبِّىِ هَشًّا
لِتُذَوِّبَهُ شَمْسٌ
أَوْ تَعْتَريَ صفْحَتَهُ البَيْضَاءَ عِبَارَةٌ عَابِرَةٌ
أَوْ يَلْتَقِطَ الهَاتِفُ رَقَمًا لامْرَأَةٍ
لَنْ تَتَحَوَّلَ نُقْطَةً فِي غُيومِي الأَبَدِيَّةِ
التي لا تَرْوِي إِلاَّ وَاحِدَةً
اشْتَرَاَهَا قَلْبِي ذَاتَ ظَهِيرَةٍ
مِنْ إِلَهٍ
لاَ بِمَا تَحْدِفُهُ الآَلَةُ فِي اليَدِ.
  
كَانَ النَّهْرُ شَاهِدًا
وَأَنَا أَحْلِفُ بِهِ
وَأُقْسِمُ
أَنَّنِي لَمْ أَخُنْهُ
لَمْ أُلوِّثْ مِيَاهَهُ
وَلَمْ أَسْرِقْ نَظْرَةً فِي حَضْرَتِهِ
أَوْ عِنْدَمَا يَسْتَدِيرُ
مُسْتَعِيدًا نَارَ لَيْلِنَا
حُبِّي النَّهْرُ
وَأَنْتِهِ فِي سَخَائِهِ
وَالمَالُ لاَ يُدْفِقُ المَاءَ
وَلاَ يُعِينُهُ
فَـ "لِسَانُ الَعَرب" لَمْ يُدْرِك "البَنْكَ"
وَلذَِا سَلِمَ
وَعَاشَ طَويلاً فِي العِشْق.

بِالتَّرْكِ
أو بِالَمَوْتِ
يَظَلُّ مِقْعَدي أَبَدًا
خَالِيـــا


المَحَبَّةُ
لَيْسَتْ كَوْمةً مِنَ المَالِ
يُمْكِنُ أَنْ تَكْنسيهَا
(ذَاتَ لَيْلَةٍ وَحْدَكِ
أُوْ وَسْط شُهُودٍ)
فِي عِيدِ الحُبِّ
بِسَحْبِ الرصِيدِ
أَوْ حَرْقِهِ.

بَيْنَ يَدَيْكِ بَكَيْتُ
لأَِنَّ السَّمَاءَ كَانَت سَوْدَاءَ
وَالسَّرِيرَ الوَسيعَ جَارِحٌ
والنِّيلَ لَمْ يَكُن صَدِيقِي هَذِهِ الَّليْلَة
وَلُغَتَكِ لَمْ تَكُن فِي طَالِعِهَا
وَالوَرْدَ الذِي حَمَلَنِي إِلَيْكِ
لَمْ تَلْمَسِي أَوْرَاقَهُ
وَرِسَالتِي إِلَيْكِ بَاتَتْ فِي السَّرِيرِ مُغطَّاةً بِسُخْريتكِ
وَلأَِنَّ تَأْوِيلَكِ لَهَواجِسِي
لَمْ تَحْمِلْهُ النُبُوَّةُ
فَجَاءَ
كَمَا يَتَحدَّثُ البَنْكِيونَ عَنْ أَرْصِدَتِهِم
التي لا تَقْوَى عَلَى شِرَاءِ كِتَابِ حُبٍّ.

المُمْتَلِئُ بِكِ
لاَ تُفْرِغُهُ إِبْرَةٌ
وَلا تُنْفِدُ بَحْرَهُ امْرَأَةٌ عَابِرَة.

سَقَطَتِ الجُغْرَافْيَا
نَسِيتُ الخَرَائِطَ
وَتَكَلَّمتْ دِلْتَاكِ
هِيَ الخريطةُ الأَقْدسُ التِي تَقُولُ
التِي بِهَا عَرَفْتُنِي
وَبَاتَ لِلأَرْضِ لُغَةٌ
وَلْلِزَمَانِ أَبْجَدية
وَلْلِيَمِينِ حِبْرٌ يُؤرِّخُ الكُشُوفَ
وَيُحْصِِي دُرَرَ الأَسْرَار.
 

لِمَاذَا لاَ تُصَدِّقِينَ أَنَّكِ طَلْعَةُ الشَّمْسِ الأَخِيَرةِ
وَالكَوْكَبُ الأَخِيرُ
وَالقَمَرُ الذِي يَدُورُ دُونَ أَنْ يَصْغُرَ
أَوْ يَحْتَجِبَ
وَالنُّقْطَةُ الأَخِيَرةُ فِي الَكاسِ
وَلاَ نَبِيذَ بَعْدَهَا
البَحْرُ الذِي لاَ بَحْرَ بَعْدَهُ
وَالزَّهْرَةُ التِي لاَ يُذْبِلُهَا العُمْرُ
وَلاَ يُذْوِي ضَوْءَهَا زَمَان؟
لِمَاذَا تَشُكِّينَ فِي أَصَابِعِ الحُبِّ
التِي تزِيدُ بِالَّلمْسِ
وَلا تَنْقـُص فِي سِيِرَةِ الصَّمْت؟

بَدَلا مِنْ أَنْ تزيدِي السَّنَةَ أَلْفَ لَيْلَةٍ مِنَ الحُبِّ
تَمْلأينَ قَلْبَكِ شُكُوكًا لَمْ يُدَوِّنْهَا كِتَابِي
وَلاَ خَاَيلَتْنِي مَرَّةً وَأَنَا بَعِيد.

لَمْ تَتَعَطَّل سَاعَتِي يَوْمًا
لأَِنَّها تَدُورُ بِضَرَبَاتِ قَلْبِك.


تَمَنَّيْتُ مَوْتِي قَبْلَ أَنْ يُصْدَمَ قَلْبِي
فِي حَائِطٍ مَرَّتَيْنِ
الأُولَى لَمْ أَنْجُ مِنْهَا
فَكَيْفَ بِالثَّانِيَةِ
التِي زَلْزَلَتِ المُحِيطَ
الذِي أَعْبُرُ الآَنَ


هَلْ لا بُدَّ أَنْ تَمُرَّ شُهُورٌ أُخْرَى
كَيْ يُنَادِيكِ البَحْرُ
أَن اذْهَبِي
لِتَنْفَتِحَ صَدَفَتُكِ عَنْ لُؤْلُؤِهَا.

نَضَجَتْ وَلاَبُدَّ مِنْ قَطْفِهَا
لاَ تَدَعِي فَاكِهَتَكِ
تَسْقُطُ عَنْ شَجَرَتِهَا.

بَدَلاً مِنَ التشَكُّكِ
اذْهَبِي إِلَى البَحْرِ
اسْأَلِي مَوْجَهُ
عَنْ إِحْصَائِهِ لِقَلْبِي
لَمَّا خَاطَبَكِ فِي الصَّمْتِ والكَلاَم.
  

حُرَّةً
اتْرُكِي نَفْسَكِ لِي
لاَ تَحْسِبِي خُطْوَاتِ رِيحِكِ
لأَِنَّ الرِّيحَ لاَ تَعْرِفُ الخَوْفَ
وَالعِشْقَ لاَ تُحْصِيهِ آَلَةٌ
بَلْ يَقِيسُهُ غَمَامْ.


لَمْ تَكْذِبْ سَمَاءٌ
وَلَمْ يَكْذِبُ نَبِيٌّ
وَلَمْ تَكْذِبْ شَمْسٌ
وَلَمْ يَكْذِبْ حَمْلٌ
وَلَمْ يَكْذِبْ شَاعِرٌ
اسْمُهُ أَحْمَدُ
خَتَمَ رِسَالةَ العِشْقِ
بِمَا فَعَلَتْ يَدَاه.
 

مَا الذِي يَجْعَلُ عَاشِقًا
يُغْلِقُ كِتَابَ عِشْقِهِ
إِلاَّ إِذَا كَانَتْ كِتَابَتُهُ خَائِبَة

لَيْسَ صَحِيحًا
أَنَّ شَفَتَيْكِ لاَ تَعْمَلاَنِ
إِلاَّ إِذَا ذَاقَتَا أَحْمَرَ النَّبِيذِ

مَاذَا هُمَا
غَيْر خَمْرٍ فَاحِشةٍ
فِي عُذْرِيَّتِهَا؟.

عِنْدَمَا كُنْتُ طِفْلاً
حَفِظْتُ أَكْثَرَ مِنْ نَشِيدٍ
إِضَافَةً إِلَى "بِلاَدِي بِلاَدِي"
وَلَمَّا عَبَرْتُ سِنَّ النُّبُوَّةِ
لَمْ يَبْقَ لِي إِلاَّ نَشِيدٌ وَاحِدٌ.


كُلَّ لَيْلَةٍ تَمُرُّ
أُدْرِكُ أَنَّنِي لَمْ أَقُلْ

أَهُوَ الخَجَلُ
أَم الصَّمْتُ فِي شَهْوَتِهِ
أَمْ أَنَّنِي بَلِيدٌ
وَخَائِبٌ؟
 

لَسْتُ مَعْنِيًّا
إِلاَّ أَنْ أَكُونَ مَعَكِ
وَأَنْ تُكْمِلَ يَمِينِي
مَا بَدَأَ الغَيْمُ تَدْوِينَهُ
فَلاَ تُضَـيِّعِي طَرِيقًا
شَقَّتْهُ شَفَتَانَا.

لَمْ يَسْبِقْ
أَنْ تَنَازَلْتُ عَنْ أَلِفِي قَبْلَكِ.

وَلَمْ يَسْبِقْ
أَنْ زَرَعْتُ عِشْقًا فِي تُرْبَةٍ
مَخْلُوقَةٍ مِنَ الشَّكِّ
فَاهْدِي أَلَمِي خَاتمًا
كَيْ يَحْصُرَ الحُزْنَ
فِي إِصْبَعٍ وَاحِدَةٍ.

لاَ تَحْرِقِي شَجَرًا
لأََِنَّ الجُذُورَ لاَ تَخُونُهَا الأَرْضُ.

كَيْفَ تَنَامِينَ وَحْدَكِ
لَيْلاً
حَارِمَةً جَسَدَكِ
مِنْ زُهُورِ رُوحٍ نَضَجَتْ
فِي غُرْفَةٍ مُجَاوِرَةٍ؟

احْرِقي العَادَةَ
خَلِّي خَمْرَتَكِ تَحْكُمُ
وَتَكْتُب "فَصْلاً فِي الجَحِيم"


مَدْرِيد - جواتيمالا
14و15 و16 من فبراير 2009ميلادية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق