الشخصيات
1 لايوس ملك طيبه في الخمسين من عمره
2 كريون وزير الملك و أخو جوكاستا
3 جوكاستا زوجة الملك لايوس
4 تريزياس فران ثم كان كاهن أبو اللون
5 أوديب الملك
6 تميرا وصيفة جوكاستا
7 كبير العرافين
8 إكتافيوس حارس الملكه الخاص
9 مندرين من حراس الملك لايوس
10 الغريب رسول كورنثه رجل في عمر مندرين
11 حارس الملك الخاص
12 عامل 1 بناء
13 عامل بناء عجوز
14 كاهن 2
15 كاهن 3
16 راعي اول
17 راعي ثاني
18
19
20 مجاميع عامة الشعب
الفصل الأول
المشهد الأول
المنظر : المكان في بستان القصر الملكي للملك لايوس يمتلئ بالشخصيات من مختلف الفئات .. فنري الباعة الجائلين وأصحاب الحرف ألي جانب شخصيات النواب و أعضاء البرلمان والأمراء والأميرات .
في صدر المكان وضعت منصة لايوس وقد أحيطت بأكاليل الغار . الملك والملكة يتلقيان الهدايا المختلفة يتباري الشعراء في إلقاء القصائد و شخصيات السيرك تقوم بالعاب بهلوانية و سط هتافات و تشجيع الحاضرين . يقطع هذا المناج الاحتفالي صراخ وضجيج وجلبه في الخارج .
لايوس : ما هذا يا حراس ؟؟؟
الحارس : [يدخل ] سيدي لقد قبضنا علي هذا الشخص وهو يبكي
لايوس : [صـارخـا ] يبكي ؟ . . كيف ؟
الحارس : هـــكـــذا [ يقلـــد الــبــــكاء ]
لايوس : أحضره هنا .. أمامـي .. من يكون هذا ؟ أيبكي في يوم
ذكري تنصبي ملـكا كيف يجرؤ ؟
جوكاستا : خفف من غضبـك يا مولاي .
لايوس : جوكاستا .. أنت تدركين مدي إهتمامي بهذا الاحتفال وما
دعون الشعب كله إلا ليسري عن نفسه بحياة القصور ولكن
يصل الأمر أن يبكي رجل داخل بستان قصري وفي يوم
ذكري تتويجي فهذا أمر خطير . جوكاستا .. أنه يوم
السعادة والسرور .. يوم ينعم فيه العامة بحياة القصور
جوكاستا : لعل الأمر يزيد عن إحتماله والا لم يبكي في يوم بهجة المدينة
كلها ؟
لايوس : مهما كان العذر وراء بكائه.. لن أغفر له أبدا هذا البكاء و
النحيب
[يدخل الحارس و معه الفران ]
الحارس : تقديم يا هذا .. وأنحني أمام جلالة الملك لايوس .
لايوس : ما أسمك . . وماذا تعمل .. و فيم بكاؤك ؟ أجب .
تريزياس : أسمي تريزياس .. و أعمل فرانا .
لايوس : تريزياس علي أسم هاهن أبو للون القديم ؟
تريزياس : نعم يا مولاي فلقد أسماني والدي تريزياس تيمناً بأسم كاهن
أبو للون العظيم .
وكان يتمني أن أسلك طريق الكهانة و العرافة .
لايوس : ولما لم تسلك طريق العرافة ؟
تريزياس : لقد سلكتها أياما وليالي ولكن هجرتها منذ أن رأيت حبيبتي .
لايوس : كيف تجرؤ وأنت كاهن أن تلتفت للحب وما شابه .
تريزياس : مولاي أن الحب لا يعرف المهن و الوظائف و المعتقدات .
لايوس : لكن هناك تقاليد تتبع .
تريزياس : سيدي أن تأثير الحب علي البشر أقوي أضعاف المرات من
أسر العادات و التقاليد .
لايوس : أفران أنت أم فيلسوف ؟
جوكاستا : هل تؤمن بالحب ؟
تريزياس : لم يتغير مصير حياتي إلا لايماني بالحب .
جوكاستا : و العرافة ؟
لايوس : تركها من أجل إمرأه .
تريزياس : ليس من أمرأه مولاي ولكن من أجل قلب أحب .
لايوس : فلندع هذا الحديث و أجب علي سؤالي فيم بكاؤك ؟
تريزياس : تذكرت حبيبتي جوكاستا : هل فرق شي بينكما ؟
تريزياس : رغم موتها إلا أننا لم نفترق .
لايوس : ماتت حبيبك.. ولم تتزوجها بعد؟؟
تريزياس : بل تزوجنا وعشنا معا أجمل أيامنا .
جوكاستا : مسكين هذا القلب .
لايوس : وحين تذكرت حبيبتك بكيت ؟
تريزياس : نعم فلقد عز علي أن أحيا هذه اللحظات الجميلة بدونها .
لايوس : إنك رجل مخلص رقيق المشاعر . [ناظر ألي جوكاستا ]أليس
كذلك ؟
جوكاستا : لم أر رجلا في مثل وفائه .[ ترفع يدها بقلادة ذهبيه ] أتري
هذا الياقوت الأحمر .
تريزياس : مولاتي عـذرا فجـلوسي أمـام النار بدأ يضعف بصري .
جوكاستا : لقد ندرت هـذه القلادة الذهبية ذات الياقوت الأحمر كهدية
لرجل واحد في هذا الحفل .
لايوس : مولاتي الملكة لا تتعجـل في إصدار حكمها فمازال الحفل في
بدايته .عد يا هذا إ لي مكـانك في عـيد تتويجي ولتستمتع
بتلك اللحظات فروح زوجك لن تشعر أبدا بالراحة طالما أنها
تراك تبكي فأجعلها تحوم من حولك سعيدة مـسرورة , فلا
شي يـعـذب أرواح محبينـا إلا البـكـاء والنـحيب .
[ الفران ينحي أمام الملك و الملكة ويأخذه الحارس من يده و
يدخل به في زحام المدعون بينما تتابعه الملكة في سيره بعيدا
عـنــهـا ] والآن إلي بالـعـرافين و الـكهــان .
كبير العرافين : مولاي لايـوس ملك طيبة العظيم ..إن ما تفعله كل عام في
اليوم لهو تقليـد منـفرد لكم عن سابقيكم و تنعم فيه برضاء
الـسـمـاء .
لايوس : لا يعوزنا في هذه الدنيا الا رضاء السماء علينا .
كبير العرافين : ستنعم طيبة في ظل حكمكم بكل الرضاء والهناء فلا يعكر
صفو حياتك إلا شي بعيد أن يحدث .
لايوس : وما هذا الشي إذا ؟
كبير العرافين : لن ينقلب مصير طيبه إلا إذا حدثت خيانة تدنس روابط المحبة
والشرف .
لايوس : طالما أننا نراعي ضمائرنا فلن يحدث شيء يؤثر على سعادتنا و هنائنا فلا تقلق , لكن لو ر أيت لنا رؤية أخرى فلتخبرنا بها سريعا حتى نستطيع أن نتدارك أمورنا .
[كبير العرافين يرفع يده لتحية الملك وينصرف , يدخل كريون رجل في نفس عمر جوكاستا يمسك بيده كوباً ضخماً ويقترب من لايوس ]
لايوس : أي كريون صهري العزيز أين أنت منذ بداية الحفل ؟
كريون : لايوس العزيز خفت أن يكون حضوري في هذا اليوم وأمام الناس حاجزاً بينك وبينهم فيخشى أحدهم أن يشكو إليك فأثرت أن أغيب حتى أترك لهم حرية التعبير عن آرائهم
لايوس : لا .. لم نجد شكوى سوى فرانا يبكي فراق زوجته .
كريون : يبكي .. في ذكرى تتويج لايوس العظيم ؟ وهل قابله مولاي
لايوس : نعم ولقد رأيته وحدثته وأدركت سبب نحيبه .. الحب . هل تتخيل يا كريون رجل …يبكي من الحب !!
جوكاستا : وهل هناك أسمى من الحب ليبكي عليه الرجال ؟
كريون : إ ن أختي جوكاستا رقيقة المشاعر ولا يحرك قلبها إلا ما يدعو
فعلا للشفقة والعطف
جوكاستا : ولم أجد في هذا الحفل من يستحق هذه القلادة سوى هذا
المحب المتيم .
كريون : لو أمسكت جوكاستا بخزانة الدولة لوزعتها علي المتسولين
والفقراء .
جوكاستا : بل إني أرجو فوق ذلك بتوفير عمل لهذا المسكين في القصر .
كريون : الفران ؟
لايوس : ماذا تقولين .. ؟ ماذا يفعل رجل مثل هذا في القصر ؟
كريون : " يضحك " لعل جوكاستا تصبو أن تتلذذ بالخبز الساخن
كل مساء .
جوكاستا : لا .. بل أخشى على هذا الرجل رقيق المشاعر من حرارة
الفرن , فلقد بدأت النار تأكل بصره .
لايوس : وإذا لم يعمل فرانا فماذا يفعل في القصر
جوكاستا : رجل وفي إذا أكرمته وأنعمت عليه ظل وفيا لك طيلة عمره .
لايوس : إني أرى رأيك صوابا .
كريون : سيدي .. الحاشية مكتظة والقصر لم يعد يحتمل زحام الخدم
ونفقاتهم .
لايوس : يا كريون .. لن ينهدم الجبل لو نزعت منه قنينة رمل .
كريون : رأيك صواب يا مولاي .. ولكني أردت تبصيرك بأحوال
القصر مع ملاحظتي الشديدة أن هذا الفران من العامة .
لايوس : ليس من العامة كان كاهنا وترك سلك العرافة وعمل فرانا .
كريون : ما تراه صوابا يا مولاي فأفعله ..فأنا وزيرك وعلي السمع
والطاعة فليكن يا مولاي سنجربه كفران خاص بالقصر .
لايوس : والان إلى مفاجأة الحفل .. الملكة جوكاستا تختار من تقدم له
القلادة الذهبية .
جوكاستا : يا شعب طيبه الطيب .. لقد نذرت هذه القلادة الذهبية لأحد
الرعية ولقد وقع إختياري على رجل يقدر قيمة الحب والوفاء
.. رجل يبكي لفراق محبوبته في يوم بهجة المدينة كلها .. لا
يستطيع أن يستمتع بدونها .. هو الفران تريزياس .
" الجماهير تصفق وتهلل "
لايوس : أين هو ؟ فليحضر ليأخذ جائزته من جلالة الملكة .
الحارس : لقد إنصرف وهو يبكي يا مولاي .
لايوس : فلتحضروه ألان ؟
الحارس : لا نعرف له مكانا يا مولاي .
كريون : وكيف ينصرف من الحفل دون إ ذن الملك ؟ إقلبوا المدينة رأساً على عقب وأحضروه "الملكة تنصرف مسرعة إلى داخل القصر ومن خلفها وصيفتها تميرا .. الملك يشير بيده مؤذناً بنهاية الإحتفال وتدق الطبول والأجراس "
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق